رويترز: المصريون غاضبون من إجراءات التقشف الجديدة

مصر رفعت أسعار الوقود بنسب تصل إلى 66.6 بالمئة مواصلة بذلك خططها لتقليص الدعم (أرشيفية)
مصر رفعت أسعار الوقود بنسب تصل إلى 66.6 بالمئة مواصلة بذلك خططها لتقليص الدعم (أرشيفية)

قالت وكالة “رويترز” للأنباء، إن الأمل كان يحدو المصريين في تناسي الصعوبات الاقتصادية التي يوجهونها خلال عيد الفطر، لكنهم تلقوا رسالة بأن عليهم أن يشدوا الحزام أكثر.

وأضافت الوكالة في تقرير لها، أنه في غمرة الاحتفال بالعيد، أعلنت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت) الماضي، خفض الدعم على الوقود لترتفع أسعاره وأسعار النقل العام بنسب وصلت إلى 50 بالمئة.

وتابعت “رويترز” في تقريرها، أنه مع عودة المصريين لأشغالهم في القاهرة (الثلاثاء) بعد انتهاء عطلة العيد، استشاط الناس غضبا بسبب المبالغ الإضافية التي أصبح عليهم دفعها لاستقلال الحافلات أو تزويد سياراتهم بالوقود.

وقالت صباح حسن، وهي أم لستة أبناء وتعمل في إحدى دور رياض الأطفال بوظيفة عاملة نظافة، لـ ” رويترز”: “كنا نعرف أنه ستكون هناك زيادات في الأسعار، لكننا لم نكن نتوقع أن تكون كبيرة على هذا النحو”.

وأضافت، أن تكلفة الانتقال قفزت من نحو خمسة جنيهات للرحلة (0.28 دولار) إلى ما لا يقل عن عشرة جنيهات.

وقالت، “فاتورة الغاز الذي تستهلكه أسرتي تضاعفت وكذلك فاتورة المياه. كيف ستكفي الألف جنيه (55 دولارا) التي أتقاضاها كل ذلك؟!”.

ويبلغ الحد الأدنى للأجور في مصر 1200 جنيه (67.4 دولار) شهريا، والدولار يساوي 17.80 جنيه مصري.

وزيادة أسعار الوقود هي الأحدث في سلسلة من إجراءات التقشف التي تنفذها مصر ضمن برنامج “إصلاحات اقتصادية” كبرى في إطار اتفاق قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.

لكن هذه “الإصلاحات المالية” أضرت المصريين بشدة بحسب خبراء.

ويأتي خفض دعم الوقود بعد أيام فقط من إعلان الحكومة رفع أسعار الكهرباء بنسبة 26 بالمئة في المتوسط ورفع أسعار مياه الشرب بنحو 50 في المئة.

وحث السيسي المصريين على التحلي بالصبر، وقال في الآونة الأخيرة إن بلاده ستجني ثمار التقشف وإن ذلك سيعود على الجميع.

وأعيد انتخاب السيسي بلا منافسة من الناحية العملية في تصويت كاسح لصالحه خلال انتخابات إبريل/ نيسان.

وقال خلال الشهر الجاري، في إشارة على ما يبدو إلى الاحتجاجات التي خرجت في الأردن ضد زيادة الضرائب، إنه لا يريد أن يتحدث عن دول أخرى ودعا إلى الحيطة محذرا من أن اضطرابات مماثلة في مصر تهدد استقرار البلاد.

وعلق وقتها قائلا “مبحبش (لا أحب) اتكلم على حد على دول يعني لكن ارجو ان احنا نكون واخدين بالنا هذه المظاهر التي نراها في مصر خلال الأربع سنين من الثبات والاستقرار… أحد أهم أسباب نجاحنا لكن لو حصل غير كده محدش هيقدر يتعامل مع الموضوع ويتجاوزه”.

وقالت الحكومة إنها ستزيد الإنفاق الاجتماعي لمساعدة الفقراء.

وقال بعض المصريين إنهم سيقبلون تحمل ثمن الاستقرار وتحسين الاقتصاد.

وقال أحمد محمد (36 عاما) وهو عامل في إحدى المقاهي لـ “رويترز”: “سأدفع أكثر لأزود دراجتي النارية بالوقود، لكن هذا ثمن يسير أدفعه لدعم السيسي وإعادة مصر من جديد إلى المسار الصحيح”.

وأضاف، “سعيد لأفول انتفاضة 2011 التي أطاحت حسني مبارك بعد فترة طويلة قضاها في الحكم، ومن ورائه الإخوان المسلمين”. ولم يشاركه مصريون آخرون الرأي.

وقالت نرمين التي تعمل مديرة في قطاع صناعات النسيج “يجب أن يفكر السيسي في العوام لمرة… كل ما نفعله هو الإنفاق ولا نرى شيئا في المقابل”. ورفضت أن تكشف عن اسمها بالكامل.

وقال محمد مبارك، ويعمل سائقا لسيارة أجرة، إن تشغيل سيارته أصبح أكثر كلفة بكثير. وعلق قائلا “في أيام مبارك، كنت أذهب إلى محطة الوقود بخمسين جنيها وأملأها بالوقود تماما ويتبقي معي مبلغ من المال. الآن تكلفني 140 جنيها”.

واندلعت احتجاجات نادرة على نطاق ضيق الشهر الماضي بسبب زيادة مفاجئة في أسعار تذاكر قطارات مترو الأنفاق في القاهرة. جرى على إثرها إلقاء القبض على عدد من الأشخاص على صلة بالمظاهرات، التي أصبحت عام 2013 غير قانونية بدون الحصول على إذن مسبق من وزارة الداخلية.

 

المصدر : رويترز