ترمب: أمريكا مثل “الحصالة” التي يسرق منها الجميع

المستشارة الألمانية ميركل تتحدث إلى الرئيس الأمريكي ترمب خلال اليوم الثاني من اجتماع مجموعة السبعة
المستشارة الألمانية ميركل تتحدث إلى الرئيس الأمريكي ترمب خلال اليوم الثاني من اجتماع مجموعة السبعة

لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب (السبت) بمقاطعة دول “مجموعة السبع” في حال عدم التوصل إلى اتفاق معها يذلل ما وصفها بالعقبات أمام السلع الأمريكية المصدرة إلى تلك الدول.

وفي ختام مشاركته في قمة مجموعة السبع، شدد ترمب على مبدأ المعاملة بالمثل في السلع والتجارة، مشيرا إلى مفاوضات صعبة تجري حاليا بشأن التعرفة الجمركية والقيود المفروضة على التجارة.

من جهة ثانية قال ترمب إنه يعتقد أن عودة روسيا إلى مجموعة الدول الصناعية ستكون أمرا إيجابيا. وأوضح أن ذلك سيكون جيدا لروسيا ولكل الدول السبع.

وشكا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب (السبت) من الممارسات التجارية التي وصفها بأنها غير عادلة للولايات المتحدة خلال قمة مجموعة السبع التي وافق خلالها الزعماء على محاربة الحماية التجارية وإصلاح منظمة التجارة العالمية.

وقال ترمب خلال مؤتمر صحفي بعد وقت قليل من مغادرة الاجتماع الذي ضم كلا من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا العظمى وفرنسا وإيطاليا وألمانيا واليابان: “نحن مثل الحصالة التي يسرق منها الجميع. هذا سيتوقف الآن وإلا سنتوقف عن التجارة معهم (الدول الأخرى)”.

وأقرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بوجود خلافات بين الولايات المتحدة والأعضاء الستة الآخرين في المجموعة، لكنها قالت إن بيانا مشتركا من المتوقع أن يصدر في نهاية القمة التي تستمر على مدار يومين في “لامالبي” بكيبيك.

وأبلغت ميركل الصحفيين بعد مباحثات مجموعة السبع في كيبيك قائلة: “بالنسبة لنا من المهم أن يكون لدينا التزام بنظام تجارة يستند إلى قواعد، وأن نواصل محاربة الحمائية وأن نصلح منظمة التجارة العالمية”.

وتضررت ألمانيا وأعضاء آخرون في الاتحاد الأوربي إلى جانب كندا والمكسيك الأسبوع الماضي من إعلان ترمب فرض رسوم جمركية على واردات بلاده من الألومنيوم والصلب القادمة من تلك الدول.

وقالت المستشارة الألمانية إن هناك اتفاقا واسعا بين زعماء مجموعة السبع على ضرورة خفض الرسوم الجمركية وتقليل المعوقات التجارية الأخرى. وأضافت “هناك مبادئ مشتركة لكن المشكلة تكمن في التفاصيل”.

أما ترمب الذي أكد على أن الرسوم الجمركية هدفها حماية الصناعة الأمريكية والعمال، مما يصفه بالمنافسة الدولية غير العادلة، فقال إنه اقترح على زعماء مجموعة السبعة الآخرين إزالة جميع المعوقات التجارية، بما في ذلك الرسوم الجمركية والدعم.

وأشار ترمب مجددا إلى قائمة من المظالم بشأن التجارة الأمريكية، خاصة مع الاتحاد الأوربي وكندا، وفقا لما ذكره مسؤول في الرئاسة الفرنسية للصحفيين.

وقال المسؤول الفرنسي: “من ثم بدأت سلسلة طويلة من تبادل الاتهامات، والتقارير اللاذعة نوعا ما عن أن الولايات المتحدة تلقى معاملة غير عادلة وعن أن نظام التجارة برمته غير ملائم للولايات المتحدة والاقتصاد الأمريكي والعمال الأمريكيين والطبقة المتوسطة”.

وأضاف المسؤول أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رد “بنبرة مهذبة لكن حازمة جدا” ليطرح الجانب الأوربي في الموضوع وأن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عبر عن موافقته على ذلك.

وغادر ترمب قبل نهاية القمة (السبت) حيث سيتوجه إلى سنغافورة لمقابلة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في لقاء وصفه بأنه “مهمة سلام”.

من جهته، أقر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بإخفاق قمة دول السبع في حل كافة الخلافات التجارية المتعلقة بالرسوم الجمركية لكنه أكد صدور بيان مشترك من كافة الدول الأعضاء.

وأضاف رئيس الوزراء الكندي أنه أبلغ الرئيس الأمريكي بالشعور بالمهانة التي شعر بها الكنديون من تصريحاته، كما أكد أن “الرسوم الجمركية الانتقامية الكندية” على الواردات الأمريكية ستدخل حيّز التنفيذ في الأول من الشهر المقبل ردا على ما أسماه الرسوم الأمريكية المجحفة.

وتابع: “أبلغت ترمب بعزم أوتاوا فرض رسوم جمركية انتقامية.

وقال إنه لا يريد أن يضر العمال الأمريكيين لكنه يريد أن يحافظ على مصالح عمال الصلب والألومنيوم الكنديين.

وأضاف ترودو أن ترمب سيواصل ما يقوله حول التبادل التجاري لكننا نجحنا في التوصل إلى لغة مشتركة نتفق فيها بشأن التحديات التي تواجه عالمنا من وضع المرأة إلى حماية الطبيعة.

وأوضح أن مجموعة من دول التكتل الاقتصادي تتعهد بإنفاق أربعة مليارات دولار لتحسين أوضاع الفتيات والنساء في الدول الفقيرة. وأن القمة تتعهد بإنفاق مئة مليون دولار للمساعدة على تنظيف المحيطات من مادة البلاستيك.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات