تركيا: لا نسعى لاشتباك مع القوات الروسية أو الأمريكية في سوريا

القوات الجوية التركية شنت ضربات جوية على أهداف في عفرين
طائرات حربية تركية

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو (الثلاثاء) إن بلاده تسعى لتفادي أي اشتباك مع القوات السورية أو الروسية أو الأمريكية لكنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمنها.

وكشف أوغلو عن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتحدث مع نظيره الأمريكي دونالد ترمب غدا (الأربعاء) في الوقت الذي تمضي فيه أنقرة قدما في هجومها ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تساندها الولايات المتحدة في منطقة عفرين السورية.

وفي حديث للصحفيين على هامش مؤتمر في باريس، ذكر تشاووش أوغلو أنه أبلغ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بضرورة توقف واشنطن عن دعم وحدات حماية الشعب الكردية من أجل أن تتعاون الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي في سوريا.

تأتي تلك التصريحات في اليوم الرابع لهجوم جوي وبري تشنه تركيا ضد قوات كردية في شمال غرب سوريا.

والولايات المتحدة وروسيا لهما قوات في سوريا وحثتا تركيا على التحلي بضبط النفس في عمليتها العسكرية (غصن الزيتون) التي تهدف للقضاء على سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية على منطقة عفرين على حدودها الجنوبية.

وفتحت العملية جبهة جديدة في الحرب الأهلية متعددة الأطراف في سوريا وقد تهدد المساعي الأمريكية لإرساء الاستقرار وإعادة إعمار منطقة كبيرة في شمال شرق سوريا، غير خاضعة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد، حيث ساعدت الولايات المتحدة قوة تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية في طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

كانت أنقرة قالت إن العملية ستكون سريعة، لكن متحدثا باسم الرئيس رجب طيب إردوغان أشار (الثلاثاء) إلى حملة مفتوحة قائلا إنها لن تنتهي إلا حين يعود 3.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا حاليا إلى بلادهم سالمين.

وشن الجيش التركي ضربات جوية وأطلق نيران المدفعية على أهداف في عفرين وحاول جنوده ومقاتلون سوريون متحالفون معه التقدم داخل منطقة واقعة تحت سيطرة الأكراد من الأطراف الغربية والشمالية والشرقية.

وعطلت الأجواء الملبدة بالغيوم أي دعم جوي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية مما حد من تقدم القوات وتمكن المقاتلون الأكراد من استعادة بعض الأراضي.

وتسعى القوات التركية والمقاتلون السوريون المتحالفون معها للسيطرة على قمة تل برصايا التي تطل على الجهة الشرقية لمدينة عفرين.

وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس (الثلاثاء) إن الهجوم التركي يشتت جهود القضاء على “تنظيم الدولة الإسلامية”.

وتقول تركيا إن “تنظيم الدولة الإسلامية” انتهى بشكل كبير في سوريا وإن التهديد الأكبر تمثله وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها امتدادا لجماعة كردية تشن تمردا داخل أراضيها منذ عقود.

وقال الرئيس التركي إن تركيا تهدف إلى القضاء على وحدات حماية الشعب ليس فقط في عفرين وإنما أيضا في منبج التي تقطنها أغلبية عربية وتقع إلى الشرق من عفرين.

ونقلت وسائل إعلام عن تشاووش أوغلو قوله إن “الإرهابيين في منبج يطلقون دوما نيرانا استفزازية. إذا لم توقف الولايات المتحدة هذا فسنوقفه نحن”.

ونقل عنه تلفزيون خبر ترك “هدفنا هو عدم الاشتباك مع الروس أو النظام السوري أو الولايات المتحدة، ولكن محاربة التنظيم الإرهابي”.

وتابع، “يجب أن أتخذ أي خطوة لازمة. وإذا لم أفعل، سيكون مستقبل بلدنا في خطر. لا نخشى أحدا في هذا ونحن مصممون. لن نعيش في خوف وتهديد”.

وكتب تشاووش أوغلو على تويتر لاحقا يقول إن ضابطا برتبة لفتنانت أصبح ثاني عسكري تركي يٌقتل في العملية.

وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان إن العمليات العسكرية ستستمر حتى يعود اللاجئون السوريون في تركيا “إلى بلادهم سالمين وحتى يتم تطهير المنطقة من المنظمة الانفصالية الإرهابية”.

ودعت الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا إلى التعبئة العامة للدفاع عن عفرين. وقالت “ندعو كل أبناء شعبنا الأبي بالدفاع عن عفرين وكرامتها والمساهمة بكل الأنشطة المتعلقة بذلك”. ولم تذكر المزيد من التفاصيل.

وقال مسؤولون أمريكيون إن من أهداف واشنطن الرئيسية الحيلولة دون طرد تركيا لقوات سوريا الديمقراطية، وهي مجموعة مدعومة من الولايات المتحدة وتهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، من منبج.

وعلى عكس عفرين، حيث لا تتمركز أي قوات أمريكية، ينتشر قرابة 2000 جندي أمريكي في منطقة منبج الواقعة إلى الشرق والممتدة بطول 400 كيلومتر على حدود تركيا.

وقال نوري محمود المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية إن القصف التركي (الإثنين) قتل ثلاثة أشخاص في بلدة رأس العين مشيرا إلى احتمال توسيع نطاق الأعمال العسكرية على الحدود التركية السورية.

وتقع رأس العين في منطقة يسيطر عليها الأكراد في سوريا على بعد 300 كيلومتر تقريبا شرقي عفرين.

وقال محمود إنها واحدة من مواقع متعددة في شمال شرق سوريا جرى استهدافها في هجمات عبر الحدود من تركيا (الإثنين).

وتأمل الولايات المتحدة في الاستفادة من سيطرة وحدات حماية الشعب على شمال سوريا في منحها القوة الدبلوماسية المطلوبة لإحياء المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة في جنيف للتوصل لاتفاق ينهي الحرب السورية.

وأثار دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية غضب أنقرة.

وهذا الدعم أحد عدة أمور أدت إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها تركيا.

وقال تشاووش أوغلو “مستقبل علاقاتنا يعتمد على الخطوة التالية التي ستتخذها الولايات المتحدة”.

وأضاف أن تركيا، التي نفذت عملية عسكرية دامت سبعة أشهر في شمال سوريا قبل عامين لطرد “تنظيم الدولة الإسلامية” ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، ستستمر في القيام بكل ما تعتبره ضروريا.

وتابع “سواء منبج أو عفرين أو شرقي الفرات أو حتى تهديدات من شمال العراق، لا يهم… إذا كان هناك إرهابيون على الجانب الآخر من حدودنا فسيمثل ذلك تهديدا لنا”.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز