بروس ريدل: تناقض في سياسات “ابن سلمان” والوضع غير قابل للاستدامة

توماس فريدمان

قال بروس ريدل، كبير الباحثين في مركز سياسات الشرق الأوسط، إن “السعوديين فهموا مرشدهم الجديد، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ووعدوه بالكثير بما في ذلك “صفقة سلاح وهمية”

بقيمة 110 مليار دولار لا تعرف عنها وزارة الدفاع الأمريكية شيئا”.

وأضاف ريدل في ندوة بعنوان “مستقبل المملكة العربية السعودية ودورها الإقليمي” ضمن فعاليات منتدى سابان 2017 في واشنطن أن “ترمب في المقابل غرد على تويتر فيما يشبه “شيكا على بياض” يؤيد فيه إجراءات ولي العهد السعودي ووالده، وذلك بعد زيارة ترمب للرياض العام الجاري”.

وذكر ريدل أن هناك 7 قضايا تقريبا مقامة ضد السعودية في الولايات المتحدة بموجب قانون “العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا)” ما يفتح الباب أمام تعويضات بملايين الدولارات ضد السعودية والإمارات.

وتابع ريدل أن أحد أسباب عدم طرح شركة أرامكو السعودية للطاقة في بورصة نيويورك هو خوفها من خسارة أسهمها بالكامل بموجب قانون “جاستا”.

وقال ريدل إن الوضع في السعودية غير قابل للاستدامة، مضيفا أن ” السعودية أنفقت ثلث احتياطياتها في ثلاث سنوات من وصول الملك سلمان للحكم، ولا يحتاج الأمر لخبير اقتصادي لمعرفة أنه بعد ست سنوات سنصل للحظة حساب وخيمة”.

وأضاف ريدل “هناك تناقض بين سياسات ولي العهد في الإصلاح والتغيير وسياساته الخارجية، فسياسته الخارجية غير مناسبة، فهو لا يكتب شيكات بل يتدخل ويحاول استخدام القوة العسكرية السعودية لإحداث التغيير وخاصة في اليمن وهذا لا يجدي نفعا”.

وتابع أن ” ولي العهد السعودي ليس لديه الأدوات للقيام بالأمر، سلاح الجو السعودي يمكنه إلقاء الآلاف من القنابل ولكن لا يستطيع إدارة ديناميكية الحركة على الأرض في اليمن”.

وقال كبير الباحثين في مركز سياسات الشرق الأوسط إن “حرب اليمن تكلف السعودية 200 مليون دولار يوميا في أحد الإحصائيات”، مضيفا أن ” السعودية لا تنجز شيئا في اليمن وتحتاج إلى الخروج فورا من هناك” مشيرا إلى أن “السعودية هي من تخسر في كل هذه الصراعات وإيران هي الفائز الأكبر في المنطقة”.

من جانبه قال الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان إن السعودية بات بها الآن قائد مستعد لمواجهة “الفكر المتطرف” في إشارة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وأضاف فريدمان ، أن ولي العهد السعودي ” يحدث إصلاحا من أعلى لأسفل”.

وتابع فريدمان أنه ” لسوء الحظ أن بن سلمان لديه تحديات داخلية وإصلاحات اقتصادية وعقبات إقليمية للتعامل معها بدلا من صب اهتمامه على مواجهة الفكر المتطرف”.

وقال إن “السعودية تشهد إصلاحا وتغييرا جذريا يتضمن تمكين المرأة والسماح لها بقيادة السيارات وقبول الفن والفنانات على الأراضي السعودية”.

وذكر فريدمان أن المشكلة تكمن في أن ولي العهد السعودي ليس لديه مرشد إقليمي.

وأوضح الكاتب الأمريكي أنه التقى ولي العهد السعودي ثلاث مرات، مشيرا إلى أنه أخبر بن سلمان في أحد المرات أنه ” ليس لديك القدرة على التصدي لإيران نظرا لأنها بنت قوتها على مدار أربعة عقود ودفعت ثمن ذلك.. القوة التي بنتها السعودية على مدار 4 عقود هي تحرير الشيكات”.

وتابع أن بن سلمان “محاط بفريق ضعيف للغاية على صعيد الوضع الداخلي والسياسة الخارجية”.

من ناحية أخرى، قال فريدمان إن “من مصلحة إسرائيل أن تلتزم الصمت فيما يتعلق بعلاقاتها مع السعودية في الوقت الراهن نظرا لأن إيران ستستغل هذا الوضع لصالحها.”

وأضاف أنه ” من الغباء أن يتحدث وزير إسرائيلي علنا عن علاقة إسرائيل بالسعودية”.

المصدر : الجزيرة مباشر