اللواء سيد غنيم: هذه معالم الإخفاق العسكري الإسرائيلي في غزة (فيديو)

قال اللواء دكتور سيد غنيم، زميل الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية في مصر، إن الاحتلال الإسرائيلي يدعي أن حركة حماس لم يتبق لديها إلا 4 كتائب عسكرية، وكأنه قضى على الكتائب الأخرى، وهو ما لم يحدث.

وأضاف غنيم للجزيرة مباشر أن التهديد الإسرائيلي باجتياح رفح يأتي للضغط على الجانب الفلسطيني في المفاوضات، لأن الفصائل الفلسطينية تؤكد أن حياة المدنيين همّها الرئيسي، ولأنها تعلم أن الهدف العسكري الإسرائيلي هو احتلال ممر فيلادلفيا، لخلق منطقة عازلة تطوق بها قطاع غزة من الجنوب، ومِن ثَم تحميل الفصائل الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن تبعات أي عمل عسكري تشنه إسرائيل.

وأوضح اللواء غنيم أن الهجوم الإسرائيلي على رفح إن حدث قريبا، فإنه سيتم دون اعتبار لإجلاء المدنيين الفلسطينيين النازحين في هذه المنطقة، لأن عمليات الإجلاء تستمر أسابيع، وهو ما يتعارض مع الحديث الإسرائيلي عن اجتياح وشيك للمدينة.

أما في حال تأجيل الهجوم حتى الانتهاء من إجلاء السكان، فربما يكون الهدف منه -حسب اللواء غنيم- فرز النازحين الفلسطينيين وتصنيفهم، والقبض على كل من يشك الاحتلال في انتمائه إلى المقاومة، أو احتمال حمله للسلاح وتشكيل خطر في أي وقت مستقبلا. وخلال هذه المرحلة، ينفذ الاحتلال ضربات دقيقة كما يفعل الآن.

ولكن ما يجعل احتمال أن تشن إسرائيل هجوما وشيكا على رفح يتضاءل نسبيا، هو عدم توفر القوات الجاهزة في الوقت الحالي، مما يجعل تأجيل الهجوم الاحتمال الأرجح ولو مرحليا.

واستعرض اللواء غنيم معالم فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه الكاملة من الحرب على قطاع غزة، ومنها الهدف الرئيسي المتمثل في استعادة الأسرى، فضلا عن استرجاع الهيبة الإسرائيلية، وتقويض القوة العسكرية للفصائل الفلسطينية، وتحويل غزة إلى مكان لا يمثل تهديدا أمنيا.

لكن الاحتلال لم يستعد أيّا من الأسرى إلا خلال صفقة التبادل الأولى مع المقاومة. ورغم التمركز في جزء كبير من القطاع، فإن الاحتلال لم يُحكم السيطرة عليه، ولا توجد معلومات تؤكد ما يقوله الاحتلال بشأن تقويض البنية العسكرية للفصائل الفلسطينية، فما زال جزء كبير من الأنفاق خافيا على الجيش الإسرائيلي، ولا يزال جزء كبير من قوات المقاومة الفلسطينية جاهزة وتقاتل بكفاءة، بدليل تكبد الاحتلال خسائر في مناطق يعتقد أنه سيطر عليها.

أما عن الإخفاق الإسرائيلي مقابل المقاومة، فقد عدّد اللواء غنيم أسبابا له، منها الإرادة التي تتحلى بها الفصائل الفلسطينية، والعقيدة والإيمان بما تفعله، فضلا عن قدرتها على استيعاب الرد العسكري الإسرائيلي رغم أنه كان أعنف من المتوقع.

على الناحية الأخرى، افتقر جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى حجم كبير من المعلومات عن الأنفاق في قطاع غزة، وعن قدرات المقاومة الفلسطينية التي تستطيع “توليد” مقاتلين من مختلف الأعمار، بسرعة كبيرة وبدون التعقيدات المعروفة في الجيوش التقليدية، بعكس الجانب الإسرائيلي.

كما أن الاحتلال لم ينجح في استمالة سكان غزة بسبب استخدام العنف باستمرار، وهو ما شجع الفصائل الفلسطينية على اتباع تكتيكات الحرب غير المتماثلة بنجاح.

المصدر : الجزيرة مباشر