حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على عمل الأونروا

“استهداف سياسي يمهّد لانتزاع مسؤولية الوكالة الأممية”

إسرائيل دعت الدول إلى وقف دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا (غيتي - أرشيفية)

حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من تفريغ عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وتشكيل أجسام دولية بديلة عن الأمم المتحدة لمتابعتها والإشراف عليها.

وأعربت الحركة في بيان لها، اليوم السبت، عن قلقها بشأن التقرير الذي صدر عن اللجنة التي كلفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا، بمراجعة حياد الأونروا، والذي فنّد مزاعم الاحتلال التي حاول عبرها تشويه عمل الوكالة الدولية.

“استهداف سياسي”

وذكر البيان مجموعة من المحاذير والمخاطر، قال إنها تستهدف العمل على تفريغ عمل الأونروا وتشكيل أجسام دولية بديلة عن الأمم المتحدة في متابعتها، والإشراف عليها، في سياق المخططات الخبيثة التي تستهدف إنهاء عملها كشاهد سياسي على النكبة الفلسطينية.

وجاءت في سياق التقرير دعوة إلى إنشاء جسم دولي يشرف على عمل الأونروا من خارجها، وهو ما يشكل، بحسب البيان استهدافا سياسيا، يمهّد لانتزاع مسؤولية الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أنه يحل محل اللجنة الاستشارية للأونروا المشكّلة من 28 دولة و3 أعضاء مراقبين.

وينادي التقرير بنزع مسؤولية اتحادات الموظفين العاملة في نطاق عمليات الأونروا بالمناطق الـ5 بزعم أنها مسيّسة، وقالت الحركة إنه اتهام خطير تترتب عليه مخاطر جمّة على صعيد محاولة ضرب العلاقة بين الموظفين والإدارة وتعميق الخلافات بينهما، وتدخّل صارخ في عمل المؤسسة الدولية.

حشد من سكان غزة الذين يحاولون الوصول لمساعدات الأونروا
حشد من سكان غزة يحاول الوصول إلى مساعدات الأونروا (رويترز)

“ازدواجية معايير مقيتة”

واستغربت الحركة أن التقرير لم يأتِ على ذكر استهداف الاحتلال لـ160 من مقرات الأونروا، واستشهاد 180 من موظفيها، ولم يتعرض البتّة لعمليات الإعدام الميدانية و”الاستهداف المريع” للنازحين في مدارسها.

كما استغرب البيان تطرّق الوزيرة الفرنسية السابقة للمناهج التعليمية التي تدرسها الأونروا، ودعوتها لمراجعة ما تسميه قضايا داخل المناهج لا تلتزم بالحيادية، حيث ترى الوزيرة السابقة أن وصف مدينة القدس بأنها عاصمة للشعب الفلسطيني “وصف يعزز الكراهية”.

وتوقف البيان أمام “ازدواجية معايير العالم المقيتة، التي ترى حقًّا أصيلًا ونبلًا عظيما للموظف الأوكراني العامل في الأمم المتحدة في التعبير عن رأيه تجاه الحرب في بلاده، بينما تراه غير حيادي تجاه الموظف الفلسطيني الذي يعبّر عن حقه”.

ورأت الحركة أن “هذه الازدواجية هي وجه آخر من وجوه النفاق الذي تستخدمه بعض الأطراف الدولية في حرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، وتورط بعضها في دعم هذه الحرب ومشاركته فيها، خاصة الموقف المتجسدّ من واشنطن وبعض حلفائها”.

ودعت الحركة كل الأطراف الدولية التي امتنعت عن دعم الأونروا، إلى الوقوف أمام مسؤولياتها فيما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة.

المصدر : الجزيرة مباشر