يوسف أبو عميرة.. نازح يُجسد مآسي ذوي الإعاقة في ظل الحرب على غزة (فيديو)

وُلد بلا أطراف

تتفاقم معاناة الفلسطينيين ومآسيهم في قطاع غزة جراء استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتتجسد هذه المعاناة بصورة أعمق لدى ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يواجهون صعوبات بالغة التعقيد في البقاء على قيد الحياة، لا سيما فيما يتعلق بتوفير المستلزمات اليومية.

الشاب الفلسطيني يوسف أبو عميرة، من ذوي الاحتياجات الخاصة، يروي للجزيرة مباشر كيف غيّرت الحرب الإسرائيلية حياته إلى الأسوأ قائلًا “حياتي قبل الحرب كانت مختلفة تمامًا، كان لدي مصعد كهربائي خاص بي، كما كان لدي كرسييّ كهربائي أجوب به كل شوارع مدينة غزة”.

سلبته الحرب حريته وأمانه

واستطرد أبو عميرة موضحًا كيف سلبته الحرب حريته وأمانه، فقال “كنت حرًا تمامًا ولم أكن بحاجة لمساعدة من أحد، لكن اليوم انقلبت أمور حياتي، وأصبح كل اعتمادي على الناس، أمر متعب لي وللآخرين”.

وعن رحلة نزوحه، روى يوسف الذي يبلغ 28 عامًا أنه نزح وعائلته في اليوم السابع من الحرب من معسكر الشاطئ في غزة إلى مدينة رفح جنوبًا، واصفًا الرحلة بالصعبة والمريرة “مشينا كثيرًا حتى استطعنا إيجاد سيارة تنقلنا لرفح، وها قد وصلنا لحياة الخيم”.

وأضاف الشاب الفلسطيني الذي ولد من دون أطراف “نزحت بلا الكرسي الكهربائي، وبالكاد استطعت أن أنجو بنفسي، وآخر المعلومات التي وصلتني أن بيتي دُمر بشكل شبه كامل، ودُمرت معه كل مقومات الحياة”.

خوف قبل الاجتياح “فما بالكم بعده؟”

في السياق تحدث يوسف عن مشاعر الخوف التي تجتاح صدره في ظل استمرار تهديدات الاحتلال باجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع قائلًا “الجميع يتساءل، ماذا سيفعلون؟ إلى أين سيذهبون؟ وهم بكامل قواهم البدنية، فما بالكم بشخص مثلي؟ كيف سأنجو بنفسي؟ أو هل سيكون لدي الوقت أصلًا لأتحرك وأنجو؟!”.

وتابع يوسف الذي كان ممارسًا جيدًا للرياضة “نشعر في الوقت الحالي بعدم الأمان، فما بالكم إن تم اجتياح رفح؟!”.

لم تكن إعاقة يوسف الجسدية عائقًا عن إكمال دراسته الجامعية والتخرج في تخصص (الشريعة والقانون) من الجامعة الإسلامية في غزة، والآن جل ما يأمله أبو عميرة هو النجاة بحياته وعائلته الصغيرة، فيقول “حلمي أن أنجو، وأن أعود للأيام التي كانت قبل الحرب”.

لفت يوسف إلى أن قطاع غزة أصبح الآن مدمرًا بالكامل، كما أصبحت الحياة فيه شبه معدومة، لا سيما لذوي الاحتياجات الخاصة مثله.

وتساءل أبو عميرة في حسرة “كيف سنمشي بهذه الشوارع المدمرة التي أصبحت غير مهيأة نهائيًا خاصة بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة؟!”.

المصدر : الجزيرة مباشر