مستقبلهم التعليمي في خطر.. طلاب جنوب لبنان يعانون ظروفًا دراسية صعبة (فيديو)

بعد مضي نحو نصف عام على بدء التصعيد في جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله في أعقاب عملية طوفان الأقصى وما تبعها من عدوان إسرائيلي على غزة، تنعدم إمكانية الحياة في القرى الأمامية من الحدود.

ويواجه الطلاب النازحون بشكل خاص في هذه القرى تحديات جسيمة متعلقة بمستقبلهم التعليمي بعد قرار إغلاق المدارس إثر هذا التوتر.

تالين بعلبكي، طالبة في كلية العلوم في مدينة صور، شاركت قصتها مع الجزيرة مباشر، معبرة عن تحديات في مواجهة المناهج الدراسية في ظل الأوضاع الصعبة في الجنوب، بالإضافة إلى معاناة الطلاب الآخرين النازحين.

وقالت بعلبكي: “أدرس مادة الكيمياء منذ الفصل الأول، ولم أكن هنا في هذه الجامعة، لذا أحاول دراسة المواد التي لم أتمكن من الحضور إليها لمواكبة باقي الطلاب في الدراسة”.

وأضافت: “نواجه صعوبة كبيرة كطلاب في الجامعة اللبنانية مع أساتذتنا في مواجهة المنهج الضخم بسبب الأوضاع الأمنية، ويشعر طلاب الجامعة اللبنانية النازحون من القرى الحدودية بصعوبة أكبر”.

من جانبه، شارك عيسى حلاوة من قرية كفر كلا الحدودية تحديات الدراسة عن بعد التي واجهها مع تزايد الأحداث الأمنية، وعدم وجود دعم كافٍ من وزارة التربية.

وصرّح حلاوة للجزيرة مباشر: “بعد الأحداث في الجنوب، تقريبًا بعد أسبوعين أو ثلاثة، اقترب القصف على كفر كلا، الأمر الذي دفعنا، أنا وأخي البالغ من العمر 8 سنوات، للنزوح إلى بيروت”.

وأوضح: “وزير التربية لم يُلقِ أي خطاب مباشر لأهالي أو تلاميذ الجنوب، خاصةً مع الحاجة الملحّة للالتحاق بالتعليم عن بعد”.

وأشار حلاوة أنهم لم يبدؤوا في التعلم عن بعد في مدرستهم الأساسية، وأنهم التحقوا بإحدى المدارس بعد شهر ونصف، ليكتشفوا أنه يتعين عليهم الانضمام إلى إحداها في بيروت.

لا إنترنت ولا كهرباء

من جهة أخرى، نقل مصطفى إبراهيم السيد من بلدة بيت ليف – جنوب لبنان تحدياته في تأمين التعليم لأولاده بسبب الحروب وتأثيراتها الطويلة.

وأفاد السيد: “نزحت وأولادي الـ11 إلى صور بسبب الحرب. أعتبر أن مستقبل المدارس بالنسبة للأولاد انتهى، فبسبب كورونا لم يذهبوا إلى المدارس لمدة سنتين، أضف إليهم هذا العام بسبب الحرب، بالتالي مضت 3 سنوات من دون تعليم، فأولادي اليوم بالصف الأول والثاني، لكنهم من المفترض أن يكونوا في صفوف أخرى”.

وأضاف: “لدي 5 أولاد يتعلمون في المدارس، تم تقديم جهاز “تابلت” واحد لهم فقط يرسلون الدروس من خلاله، لكن لا يوجد إنترنت ولا كهرباء ليستخدمونه”.

في نفس السياق أوضح رئيس رابطة التعليم الأساسي حسين جواد أن جميع المدارس الحدودية قد أغلقت، وأن الإغلاق يشمل مسافات بعيدة عن الحدود.

وأردف جواد: “هناك حوالي 7 آلاف طالب نزح من المدارس الرسمية والخاصة، فالتعليم عن بعد لم يكن الحل الأمثل، بسبب انقطاع الإنترنت والكهرباء، بالإضافة إلى عدم قدرة الطلاب والمعلمين على استخدامها، لكنها تلبي الغرض إلى حد ما”.

وأكد جواد أنهم لن يلغوا الامتحانات الرسمية بشكل كامل، بل سيكون هناك تقليص في المواد والدروس، وسيجرون للطلاب الذين يشاركون عبر الإنترنت امتحانات مختصرة أما الثانوية العامة، فستُجرى امتحانات لجميع الطلاب.

واختتم حديثه قائلًا: ” لن نقبل التأخير من دون إجراء امتحانات لطلاب الجنوب، لأنه إذا تأخرت الامتحانات، فلن يستطيع الطلاب الالتحاق بالجامعات، مما يعرّض القطاع التربوي لتحديات غير مسبوقة”.

المصدر : الجزيرة مباشر