“فيلم هوليوودي تقشعر له الأبدان”.. لحظات مروّعة يرويها طبيب خرج من مجمع الشفاء (فيديو)

“الوضع على الأرض أصعب مما يمكنه تصوره أو تنقله عين الكاميرا”

قال طبيب الأمراض الباطنية خالد أبو سمرة إنه خرج من قطاع غزة منذ 10 أيام فقط، وإن الوضع هناك ما زال كارثيًّا، مشيرًا إلى أن ما يحدث على الأرض أصعب مما يمكنه تصوره أو تنقله عين الكاميرا.

“فيلم هوليوودي”

وأضاف أبو سمرة “كنت داخل مجمع الشفاء منذ حصاره الأول من قبل جيش الاحتلال في 10 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وحينما أسترجع جملة الأحداث التي مرت أمامي أشعر وكأنني أستعرض فيلمًا هوليووديًّا”.

وتابع “الأحداث المهولة التي شهدها المجمع تقشعر لها الأبدان، والإبادة الجماعية التي تعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزة يمكن رصدها من خلال الأحداث الأليمة التي شهدها المجمع”.

وشدد أبو سمرة على أنه “يكفي أن نذكر أنه خلال هذه الأشهر الستة استشهد 84 طبيبًا و146 من الطواقم الطبية من ممرضين ومسعفين إلى جانب استشهاد 140 بروفيسورًا متخصصًا في المجالات والأبحاث الطبية”.

مبانٍ سُويت بالأرض

وقال إن المجمع الذي ظل على مدى سنوات طويلة أهم مؤسسة طبية في غزة، والذي كان يتكون من ثلاثة مبان طبية رئيسية إلى جانب مبان فرعية أخرى شملت مستشفيي الكلى والإدارة، جميعها سُويت بالأرض وأصبحت خرابًا جرّاء القصف الممنهج.

وأضاف “طوال فترة عملي بالمجمع كانت تصل إلينا يوميًّا إصابات فظيعة، وما استوقفني أكثر هو أن جيش الاحتلال لم يكن يفرق بين طفل رضيع وامرأة حامل وشيخ هرِم”.

أصعب اللحظات

وقال إن أصعب اللحظات التي مرت عليه هي عندما كانت تصل إلى المستشفى دفعات جديدة من الأطفال المصابين بشتى أنواع الإصابات الخطيرة، مضيفًا “أُصبنا بالعجز والقهر حينما انتهت جميع المواد الطبية اللازمة للعمل ولم يعد بإمكاننا تقديم العلاج للمصابين”.

وشدد أبو سمرة على أن من اللحظات القاسية التي ظلت عالقة بذهنه هي أنه عندما أحكم جيش الاحتلال الحصار على المجمع “طلبنا منه تسهيل وصول المواد الطبية لإنقاذ الجرحى لكنه لم يأبه لطلبنا، بل قام بقطع الغاز والماء والكهرباء على المجمع بهدف القضاء على 207 أشخاص محاصرين بالداخل”.

وقال إن جيش الاحتلال كان يصر على الانتقام من قاطني المستشفى من خلال إحكام الحصار وعدم الاكتراث بمصير الأطفال الخدج أو النساء أو الشيوخ، وكأنه يريد الانتقام من أهالي غزة دون تمييز.

المصدر : الجزيرة مباشر