نيويورك تايمز: هكذا ضل بايدن طريقه في غزة

كشفت صحيفة نيويورك تايمز أنه خلال الإبادة الجماعية والأزمة الإنسانية في إقليم دارفور قبل عقدين من الزمن، أدان آنذاك السيناتور جو بايدن بشدة سياسة الرئيس جورج دبليو بوش لفشله في التصرف بشكل حاسم لتخفيف المعاناة الإنسانية عن المدنيين المحاصرين في الإقليم.

كما أعرب بايدن حينها عن غضبه من الصين لبيعها الأسلحة المستخدمة في قتل وإبادة المدنيين، داعيًا البيت الأبيض إلى ضرورة إنهاء البؤس في السودان.

بصمات

وأضاف الكتاب والصحفي الأمريكي نيكولاس كريستوف في مقال نُشر اليوم الجمعة، أنه بالرغم من الاختلاف بين غزة ودارفور، فإن غزة “أصبحت حرب بايدن وليست حرب بنيامين نتنياهو فقط”، مؤكدًا أنها أضحت “جزءًا من إرثه السياسي ووصمة عار تطارد حملته الرئاسية”.

وقال إن بصمات أمريكا في الحرب الدائرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة تحت قيادة الرئيس بايدن واضحة للعيان. حيث أسقط الجيش الإسرائيلي قنبلة أمريكية الصنع تزن 1000 رطل، عبر طائرة مقاتلة أمريكية الصنع من طراز إف-16، على مجمع في غزة تستخدمه منظمة مساعدات أمريكية تحظى باحترام كبير وتمول جزئيا بأموال الضرائب الأمريكية.

وأضاف عندما تسقط طائرة أمريكية الصنع قنبلة أمريكية الصنع على مجموعة إغاثة أمريكية في حرب تدعمها واشنطن، فكيف لا يكون الرئيس بايدن على علم بالأمر؟ وقال جيريمي كونينديك، المسؤول السابق في إدارة بايدن وأوباما الذي يدير الآن منظمة اللاجئين الدولية “بايدن يمتلك الجواب”.

وأضاف أن إدارة  الرئيس بايدن “هي التي قدّمت العتاد كما قدمت الدعم السياسي الذي يديم الحرب ووفرت الغطاء الدبلوماسي في الأمم المتحدة لاستمرار هذه الحرب”.

“منافقون”

وأوضح صاحب المقال أن الرئيس بايدن غير مرتاح للخسائر المدنية الناجمة عن هذه الحرب، ويتمنى أن تديرها إسرائيل بمزيد من ضبط النفس، لكنه مستمر في ضمان استمرارها.

وقال “خطابه أصبح أكثر انتقادًا لإسرائيل، لكن تصرفاته لم تتغير بشكل كبير حتى الآن”.

وخلص صاحب المقال إلى القول إنه، إذا كانت رؤية الرئيس بايدن لحرب أوكرانيا ودعمه للأوكرانيين عن إيمان بأن هذه الحرب فرصة “للوقوف على النظام الدولي القائم على القواعد” ووجود عدو انتهك القانون الدولي وقصف البنية التحتية، وسعى إلى جعل جميع الأوكرانيين يدفعون الثمن، فإن حرب غزة أثقلت كاهل بايدن نفسه بقصفها العشوائي للمدنيين؛ مما جعل الكثير من دول العالم ينظر إليه وإلى ساسة أمريكا باعتبارهم منافقين.