أسرة حاصرها الاحتلال 10 أيام داخل غرفة خلال اقتحامه حي الشيخ رضوان بغزة (فيديو)

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حصارها مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة الكثير من الانتهاكات بحق المدنيين داخل المجمع الطبي والمربعات السكنية المحيطة به، ولم يستجب جنود الاحتلال لأي نداءات استغاثة من عائلات عالقة تحت القصف.

لم يحالف عائلة مهدي الحظ في الرحيل عن منزلها الواقع في حي الشيخ رضوان شمالي قطاع غزة قبل مداهمة قوات الاحتلال الإسرائيلي للمنزل ومحاصرة الأسرة كاملة في غرفة دون أي مقومات للحياة.

“حاصرونا 10 أيام” بهذه الكلمات بدأت أم محمود مهدي رواية ما لاقته من ويلات خلال الأيام الـ10 التي حاصرهم فيها الاحتلال ومنعهم من التحرك.

وقالت الأم وهي في ذهول من نجاتها وأسرتها من موت محقق، إنها في نهاية اليوم العاشر دفعتها مخاوفها على عائلتها إلى محاولة معرفة ما يدور في خلد قوات الاحتلال، رغم منع أبنائها لها لخوفهم عليها، ففوجئت بقيام قوات الاحتلال بإلقاء النار داخل المنزل لحرقهم أحياء وقالت “صرت أقول لأولادي اجروا وين ما أركض اركضوا”.

وتستكمل الابنة سماح مهدي قصة حصارهم قائلة “صحينا على حصار دبابات وجرافات الجيش الإسرائيلي للمنطقة وإطلاق نار كثيف”، مؤكدة حصار قوات الاحتلال للمنطقة بأكملها “محوطينا (محاصرين) كلنا كل المنطقة، ولم يتركوا مكان إلا وسكروه (أغلقوه)، سكروا بابا الدار علينا وجلسنا كلنا في الغرفة الأخيرة بالمنزل”.

وأضافت: “ظلينا 10 أيام محاصرين في الغرفة كل ما نحاول نخرج يطلقوا النار علينا”، مشيرة إلى مرض طفلتها وعدم قدرتها على إسعافها حتى ظنت أنها ستفقدها.

البيت محروق رماد

وتشير سماح إلى حدس أمها الذي أنقذهم من الموت المحقق “فوجئنا بأمي تصرخ وتقول: وين ما أركض اركضوا، طلعنا حافيين من فتحة في دار أخويا نطينا من شباك لشباك ومن دار لدار لقينا الاحتلال في وجهنا، أمي وقعت صرنا نصيح ونجري ونبحث عن مكان آمن نقضي فيه الليلة إلى أن وجدنا ناس طيبين استضافونا”.

وقال الشاب محمود مهدي إنه كتب رسالة إلى الجيش الإسرائيلي بثلاث لغات جاء ذكر فيها أنهم مدنيون أبرياء بدون ماء ولا طعام، وبينهم نساء وأطفال، وأنهم يريدون الخروج الآمن، لكنهم لم يتمكنوا من رمي الورقة إلى خارج المنزل بسبب كثافة إطلاق النار.

وتتفقد الأم منزلها الذي أصبح أثرا بعد عين مؤكدة أن بيتها أصبح بلا معالم “رجعت لقيت البيت محروق رماد”، مشيرة إلى عطش جيش الاحتلال للحرق “حرق الحي كله”.

كما تستعرض الأم محاصيلها التي أبت أن تستسلم للحريق، مؤكدة أن “هذه الزارعات دليل على حب الفلسطينيين للحياة”، وأن سياسية التجويع التي ينتهجها الاحتلال بحقهم لن تجدي نفعا، قال خاتمة حديثها بقولها “رغم امتلاكهم للأسلحة لكن أحنا الله معنا”.

وتختم سماح حديثها برفضها التام الخروج من أرضها قائلة: “هذه أرضنا وليست أرضهم ومن يجب عليه الرحيل هو الاحتلال”.

المصدر : الجزيرة مباشر