نصف عام من الحرب.. أطفال غزة يتوقون العودة لمقاعدهم الدراسية (فيديو)

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، تعرضت غالبية المدارس والجامعات للقصف والتدمير، وما تبقى منها أصبحت مراكزًا لإيواء النازحين.

توقفت الحياة اليومية لأطفال غزة عند بوابات التعليم، وأصبح الجيل الصاعد يعاني من فقدان حقه الأساسي في التعليم الذي يكفله الإعلان العالمي لحقوق الطفل الصادر عن الأمم المتحدة.

وبالحديث مع الأطفال النازحين في خيام رفح، نلمس حجم الأزمة التي تعانيها هذه الشريحة المهمة التي تمثل مستقبل المجتمع الفلسطيني.

الجزيرة مباشر ذهبت إلى خيم النازحين، والتقت مجموعة من هؤلاء الأطفال الذين تحدثوا عن حياتهم الحالية من دون مدراس وتعليم.

وصف الطفل أحمد كريزم (14 عامًا) حالته الراهنة بالإحباط واليأس، مؤكدًا أنه كان يستمتع بالذهاب إلى المدرسة مع أصدقائه، لكنه اليوم يجد نفسه يبيع المياه لكسب قوت يومه ويكتفي بحفظ القرآن الكريم.

وقالت الطفلة تالا مسلمي إنها تقضي يومها في قراءة القرآن والصلاة، وتذكرت حياتها قبل الحرب حيث كانت مليئة بالسعادة والاستقرار أما الآن فأصبحت تعيش حياة التشرد بسبب ظروف الحرب والنزوح، وتكتفي باللعب مع صديقاتها على الرمال.

وأشار الطفل محمد الخالدي (11 عامًا) إلى طموحه الكبير في أن يصبح مهندسًا، وكيف دمرت الحرب تلك الأحلام كلها، لافتًا إلى فقدانه لعدد كبير من أفراد عائلته خلال الحرب.

وتذكرت الطفلة إيمان الجرة (12 عامًا) حياتها قبل الحرب حيث كانت تذهب للمدرسة مع زميلاتها وتواظب على حضور دروسها، لكن بعد الحرب كل ذلك انتهى بعد قصف مدارسهم ومنازلهم، وتتمنى إيمان انتهاء الحرب حتى تعود إلى منزلها وحياتها الطبيعية.

وأعربت الطفلة لين السبتي (6 أعوام) عن أملها في العودة إلى بيتها في الشمال، والعودة إلى مدرستها واستئناف تعليمها، مؤكدة حرصها الشديد على تعلم القراءة والكتابة والرسم.

كما عبّرت لين عن استيائها الشديد من الحياة وسط خيام النازحين حيث لم تعد تتلقى دروسها ولا تذهب للمدرسة كما السابق، وأكدت أنها كانت من المتفوقين دراسيًا وتحصل على أعلى الدرجات والمركز الأول على قريناتها.

حاملة قطتها على كتفها، أوضحت الطفلة حنين أبو سعدة أن قطتها هي رفيقتها الوحيدة في حياة النزوح حيث تنسيها الحياة الصعبة التي تعيشها، وأشارت إلى أنها تذهب الآن لإحدى المدارس في رفح، لكنها تشتاق لحياتها في الشمال قبل الحرب.

أما رهف أبو نوفل فعادت بذاكرتها لأيام ما قبل الحرب حيث قالت إن والدها كان يشتري لها الأفلام والدفاتر والكتب للدراسة، لكن الوضع تغيّر تمامًا الآن حيث لم تعد تذهب للمدرسة ولا تتلقى تعليمها واصفة الوضع بشديد السوء داخل الخيم.

وفيما يتعلق بأهمية المدرسة، قالت الطفلة حنان أبو سعدة إن المدرسة وقراءة القصص كانت كل شيء بالنسبة لها، وجاءت الحرب لتحرمها من ذلك، وأضافت والدموع تنهمر من عيونها أنها لا تستطيع شراء الكتب بسبب ارتفاع أسعارها، معبّرة عن أملها في السفر والعيش بسلام مثل أطفال العالم جميعهم.

وأكدت الطفلة فاطمة الأقرع (12 عامًا) صعوبة الظروف التي تعيشها غزة، ورغبتها الشديدة في العودة إلى حياتها الطبيعية والعيش في سلام وهدوء مع عائلتها.

المصدر : الجزيرة مباشر