مسيحيو غزة يرابطون في كنائس الشمال ويرفضون النزوح (شاهد)

تجمعوا في الكنائس المركزية بمدينة غزة القديمة التي صارت ملاذا لنحو 600 نازح

رغم حصار الدبابات الإسرائيلية لمنطقة شمال وادي غزة، اختارت مئات الأسر المسيحية الصمود وعدم النزوح إلى جنوب القطاع، حيث تجمعوا في الكنائس المركزية في مدينة غزة القديمة التي أصبحت ملاذا لنحو 600 نازح، مثل كنيسة دير لاتين وكنيسة القديس برفيريوس.

وذكر جورج أنطون مدير مركز الإيواء في كنيسة دير لاتين بحي الدرج وسط المدينة في حديثه للجزيرة مباشر، أن رعاية تلك الأعداد الكبيرة من النازحين بمن فيهم المعاقون والمسنّون والمرضى، كانت تتطلب خطة علمية، اقتضت تأهيل المكان الذي كان في الأصل مدرسة وكنيسة، ومواءمته بما يتناسب مع احتياجات الناس، التي كانت أكبر من مخطط ومقدرة البطريركية المسيحية في القدس.

واسترسل أنطون في حديثه “تجاوزت الحرب 6 أشهر، حوصرنا وفقدت المدينة كل المواد الأساسية وحتى المياه، وكنا مضطرين لأن نلبي حاجات كل إنسان جائع في الكنيسة وحتى الأهالي في محيط الكنيسة”.

كنيسة القديس برفيريوس في حي الزيتون بشرق مدينة غزة (غيتي – أرشيفية)

أصعب الأيام

ووفقًا لأنطون، فإن المسيحيين أسوة بكل أبناء الشعب الفلسطيني لم يحصلوا طوال فترة الحرب على أي مساعدات من المؤسسات الدولية المرموقة، بل تركوا لمصيرهم.

وتحدث أنطون عن أصعب الأيام التي عاشها النازحون في كنيسة دير لاتين قائلًا “حوصر المكان، دُمر منزل راهبات المحبة الذي يؤوي معاقين وكبارًا في السن، قصفه الإسرائيليون بثلاث قذائف من الدبابات، ثم أعادوا القصف خلال عملية إجلاء المصابين، وفي اليوم التالي، قتل القناصة سيدتين في باحة دير لاتين، وأُصيب 14 آخرون، حوصرنا تحت رصاص القناص لساعتين وكل من حاول إنقاذ أحد المصابين أطلقوا عليه الرصاص”.

“لماذا أرحل؟”

وفي معرض الإجابة عن سبب عدم نزوحهم ورحيلهم خارج القطاع، قال موسى عياد مدير العمليات في كنيسة دير لاتين “لماذا أرحل؟ لماذا الخيار أن أرحل، لماذا لا يكون الخيار هو وقف الحرب ووقف النار؟ لماذا أسمح بأن يأتي أحد ويطلب مني الرحيل من بيتي؟”.

واستطرد عياد في حديثه مؤكدًا “نحن لن نسمح بتكرار نكبة عام 1948، هذه بلدي، دفعنا الثمن دمًا وجوعًا وبكاءً، لكننا نقول إن الأوجاع هذه هي الصليب الذي نحمله، ونحن نؤمن بأن بعد الموت هناك قيامة، وهذه الحرب مؤقتة مثل كل الحروب وإن طالت لكن ستنتهي لأن صاحب الأرض هو الأبقى”.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، تقاسم أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحية وحدة المصير خلال العدوان الذي ارتفع عدد ضحاياه إلى 33 ألفا و797 شهيدا و76 ألفا و465 مصابا، في حصيلة غير نهائية.

المصدر : الجزيرة مباشر