رغم الأزمة الدبلوماسية.. رئيس البرازيل يتمسك باتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة

لولا دا سيلفا: من غير المقبول أن يبيت الأطفال والنساء في غزة دون الحصول على طعام أو حتى كأس حليب

الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلال افتتاح قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا -17 فبراير (الفرنسية)

أصرّ الرئيس البرازيلي (لولا دا سيلفا) على اتّهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعيّة بحقّ الفلسطينيّين في غزّة، بعدما أثار في الآونة الأخيرة أزمة دبلوماسيّة بسبب مُقارنته الحرب الإسرائيلية على غزة بـ”المحرقة اليهوديّة”.

وقال الرئيس البرازيلي خلال فعاليّة في ريو دي جانيرو أمس الجمعة، إنّ “ما تفعله دولة إسرائيل ليس حربا، إنّها إبادة جماعيّة، لأنّها تقتل نساءً وأطفالا”.

وهذا أوّل ردّ من الزعيم البرازيلي منذ الجدل الذي أثاره تشبيهه الهجوم الإسرائيلي على غزّة بالمحرقة، وقد تمسّك لولا بموقفه، مشددا مرارا على مصطلح “الإبادة الجماعيّة”. وأضاف “من غير المقبول أن يبيت الأطفال والنساء في غزة من دون الحصول على طعام أو حتى كأس حليب”.

وقال لولا “هذه إبادة جماعيّة، ثمّة آلاف من الأطفال القتلى، وآلاف من المفقودين، ليس الجنود هم الذين يموتون، بل نساء وأطفال في المستشفى، إذا لم تكُن هذه إبادة جماعيّة، فأنا لا أعرف ما هي الإبادة الجماعيّة”.

وأثارت تصريحات الرئيس البرازيلي حول تشبيه ما يحدث في غزة بـ”محرقة اليهود” إبان الحرب العالمية الثانية، غضبًا في إسرائيل والولايات المتحدة، وأعلنت إسرائيل أنّ لولا “شخص غير مرغوب فيه”.

وقال دا سيلفا لصحفيين في أديس أبابا على هامش قمة الاتحاد الإفريقي، في وقت سابق من هذا الشهر “ما يحدث في قطاع غزة ليس حربا، إنه إبادة”، مضيفا “ما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني لم يحدث في أي مرحلة أخرى في التاريخ، في الواقع، سبق أن حدث بالفعل حين قرر هتلر أن يقتل اليهود”.

من جانبه أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “محادثات صريحة” مع الرئيس البرازيلي يوم الأربعاء أكد خلالها رفض الولايات المتحدة لتصريحات لولا بشأن حرب إسرائيل في غزة.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية في إفادة صحفية بعد الاجتماع في برازيليا “أود أن أقول إنها كانت محادثات صريحة أوضح الوزير خلالها أننا لا نتفق مع تلك التعليقات”.

وفي خضم الخلاف الدبلوماسي بعد تشبيه حرب إسرائيل في غزة بالإبادة الجماعية التي ارتكبها النازيون إبان الحرب العالمية الثانية، قالت إسرائيل إن الرئيس البرازيلي غير مرحب به فيها حتى يتراجع عن تصريحاته، لكن سيلفا جدد التأكيد على تصريحاته أمس الجمعة.

وفي اليوم التالي لتصريحات الرئيس دا سيلفا في أديس أبابا، سحبت البرازيل سفيرها من تل أبيب.

وذكرت وسائل إعلام برازيلية يوم الاثنين الماضي، أن الرئيس البرازيلي استدعى سفير بلاده لدى إسرائيل للتشاور.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قد استدعى السفير البرازيلي في وقت سابق “لتوبيخه” عقب تصريحات الرئيس البرازيلي.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات