“لا هجرة بعد الهجرة”.. مبادرات طوعية لتشغيل آبار المياه في تل الزعتر شمالي غزة (فيديو)

رصدت الجزيرة مباشر جهودا طوعية وأهلية، لتشغيل آبار المياه الجوفية في حي تل الزعتر شمالي قطاع غزة الذي دمه الاحتلال لتمكين الأهالي من العودة إلى ديارهم.

وبدأت مئات الأسر العودة إلى الحي الذي لا يبعد سوى كيلومترين عن المكان الذي تتوغل فيه الدبابات الإسرائيلية شرقي مخيم جباليا.

ووسط مشكلة عدم توافر المياه، عادت أسر بعد أن دمرت دبابات الاحتلال على مدى 18 يوما شبكات المياه والصرف الصحي.

واستطاعت المبادرات الطوعية توفير المياه ليوم واحد في الأسبوع حيث يقف نقص الوقود حائلا دون استمرار تدفق المياه من الآبار الجوفية على مدار الساعة.

ومن بين طوابير طويلة من العائلات التي عادت إلى تل الزعتر للحصول على المياه، قال أحد المواطنين للجزيرة مباشر: “عدت إلى الحي منذ أسبوع ولا توجد مياه وننتظر الحصول على المياه التي نستخرجها من بئر مسجد، ولا تعمل المولدات أكثر من 3 ساعات لنقص السولار وكثرة الأعداد”.

وعن كمية المياه التي يحصلون عليها قال: “نحصل على نحو 250 لترا من المياه في الأسبوع للطبخ وغسيل الصحون فضلا عن الحاجة للماء للغسيل وغيرها من الأغراض”.

ووسط دمار شامل وسماع دوي إطلاق النار واحتمال تعرض الحي لسقوط قذائف المدفعية يقول أحد المشاركين في المبادرة: “هنا منطقة تل الزعتر منطقة منكوبة دخلها الاحتلال بريا بعد أن قام بتنفيذ غارات وأحزمة نارية، ولم يكتف بتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها بل امتد التدمير للبنية التحتية من شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء”.

وأضاف: “بعد انسحاب الاحتلال بذلنا جهودا طوعية لإعادة الأهالي إلى المنطقة ويتم تشغيل المولد الكهربائي بحسب توافر السولار، اللتر كان يباع بـ5 شواكل اليوم وصل سعره إلى 25 شيكلا ونحصل عليه بصعوبة”.

ومن أمام مولد كهربائي صغير يقول للجزيرة مباشر: “مولد واحد يخدم مئات العائلات كل الناس تسعى للحصول على المياه وهو أمر أساسي لعودتهم، المولد يحتاج إلى 40 أو 50 لترا من السولار أي حوالي 250 دولارا يوميا”.

وعن صعوبة توفر السولار قال: “الأسبوع الماضي تم توفير السولار ليوم واحد ومنذ أسبوع لا يوجد سولار”.

وعن مصدر المال اللازم لشراء السولار قال: “نحصل على المال من بعض فاعلي الخير، أو عن طريق التبرع العيني بليترات قليلة من السولار”.

وعن هدف الحملة قال: “مهمتنا أن الناس ترجع لدورها وأهاليها، لا هجرة بعد الهجرة، اتهجرنا عام 1948 واليهود يسعون لتهجيرنا وهذا أمر نرفضه، الاحتلال دمر كل شيء ولم يبق أمام الناس سوى الصمود في وجه آلة القتل الصهيونية، وسيكون النصر حليفنا إن شاء الله”.

المصدر : الجزيرة مباشر