الصليب الأحمر: ظهور علامات “شيخوخة متسارعة” على محتجزي غوانتانامو

معتقلون بسجن غوانتانامو في حراسة أمنية (غيتي)

قال مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعة، إن السجناء المحتجزين منذ سنوات في معتقل خليج غوانتانامو الأمريكي في كوبا تظهر عليهم علامات “الشيخوخة المتسارعة”.

وأضاف باتريك هاميلتون، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الولايات المتحدة وكندا “ندعو الإدارة الأمريكية والكونغرس إلى العمل معًا لإيجاد حلول مناسبة ومستدامة لمعالجة هذه القضايا”، وتابع “يجب اتخاذ إجراءات بشكل عاجل”.

وجاءت تعليقات هاميلتون بعد زيارته معتقل غوانتانامو في مارس/آذار، بعد توقف دام 20 عامًا.

وقال “أندهش من أن أولئك الذين ما زالوا محتجزين حتى اليوم يعانون أعراض تسارع الشيخوخة، التي تفاقمت بسبب الآثار التراكمية لتجاربهم والسنوات التي قضوها رهن الاحتجاز”.

وطالب بحصول المحتجزين على رعاية ملائمة في مجالي الصحة النفسية والجسدية، والسماح لهم بالاتصال بأسرهم باستمرار.

وأسّس الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش معسكر غوانتانامو عام 2002، لاحتجاز الأجانب المشتبه بهم في أعقاب هجمات سبتمبر/أيلول 2001 على نيويورك ومقر وزارة الدفاع التي أسفرت عن مقتل نحو 3000 شخص.

وكان الرئيس باراك أوباما قد وعد بإغلاق غوانتانامو، لكن النواب الجمهوريين منعوا ذلك، وسعت الإدارات المتعاقبة إلى تقليص عدد المحتجزين هناك. فرُحّل جميع المعتقلين باستثناء 37 شخصًا، وأُفرج عن بعضهم بعد إقحامهم عن طريق الخطأ في شبكة الجيش والمخابرات الأمريكية، وعُدّ آخرون مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة وحركة طالبان، يمكن إعادتهم بأمان إلى بلادهم لتتصرف دولهم في شأنهم.

وفي 2021، كشف معتقل سابق في سجن (غوانتانامو) أساليب التعذيب غير المسبوقة التي كانت تُستخدم ضد المعتقلين هناك.

جاء ذلك في حلقة نقاشية بعنوان (منع التعذيب ومساندة ضحاياه: الواقع والتحديات) التي نظمها مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان بالتعاون مع الجزيرة مباشر.

وقال المعتقل السابق منصور الضيفي إن سجن غوانتانامو أصبح رمزًا للتعذيب والظلم والاعتقال المفتوح، موضحًا أن تلك الأساليب نفسها لا تزال تُستخدم، في وقت لا يجد فيه حتى الذين أُطلق سراحهم برامج التأهيل والمتابعة لحالتهم.

وفي يونيو/حزيران الماضي، حصلت صحيفة “نيويورك تايمز” من الأرشيف الوطني الأمريكي، على صور لأوائل السجناء الذين جيء بهم من أفغانستان إلى سجن خليج غوانتانامو، باستخدام قانون حرية المعلومات.

وعلى مدى 20 عامًا، سيطر الجيش الأمريكي بشدة على المعلومات المتعلقة بمعتقلي غوانتانامو، فلم تُنشَر صور لسجناء مع الحراس، أو للتعامل مع المضربين عن الطعام أو لتقييدهم وإطعامهم قسرًا، ولم يظهر إلا وجوه قليلة من القوات الأمريكية وهي ترافق الأسرى في الأغلال.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز