“كأنها ساحة حرب”.. بلدة حوارة تحصي آثار الحرق والدمار بعد هجمات المستوطنين (فيديو)

أفاق سكّان بلدة حوارة في شمال الضفة الغربية المحتلة، صباح أمس الاثنين، على آثار الدمار والتخريب التي خلّفها عدوان مستوطنين إسرائيليين خلال ساعات الليل، حيث أحرقوا منازل وسيارات لفلسطينيين في بلدات جنوب نابلس.

وأحرق مستوطنون إسرائيليون مساء يوم الأحد، منازل وسيارات لمواطنين فلسطينيين في بلدات وقرى حوارة وبورين وقريوت جنوبي نابلس.

وشنّ المستوطنون، هجمة شرسة واعتداءات غير مسبوقة على البلدات الفلسطينية، وأحرقوا منازل وسيارات واعتدوا على الفلسطينيين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد المواطن سامح حمد لله محمود أقطش (37 عاما) وإصابة العشرات.

“سماء متوهجة”

وتوهجت سماء بلدة حوارة ليلة الاثنين مع اشتعال النيران في القرية التي دمر فيها المستوطنون وأحرقوا “أكثر من 30 منزلًا و100 مركبة” بحسب ما قال عضو مجلس بلديتها وجيه عودة.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل 350 إصابة في حوارة خلال الليل، معظمها بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي.

وأظهرت الصور، منازل محترقة اكتست جدرانها باللون الأسود بسبب ألسنة اللهب بالإضافة إلى سيارات وأشجار متفحمة ونوافذ محطمة.

وقال أحد سكان القرية إن “عشرات المحال التجارية وعشرات المنازل أُحرقت ودُمّرت” وأضاف “حتى الأشجار لم تسلم، لقد أحرقوا كل شيء، أحرقوا كل ما كان أمامهم”.

وتعرضت قرى فلسطينية أخرى ليلة الاثنين لهجمات من جانب مستوطنين، وخاصة زعترة وبورين القريبتين من نابلس، بحسب ما أعلنت وزارة الصحّة ومسؤولين في السلطة الفلسطينية.

ومساء يوم الأحد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد سامح حمد لله أقطش (37 عامًا) متأثرًا بإصابة بالغة بالرصاص الحي في البطن جراء اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على قرية زعترة قرب نابلس.

وقال شقيقه عبد المنعم “من أطلق النار على أخي هو الجيش الإسرائيلي” وأضاف “كنا نقف أنا وشقيقي أمام مشغل الحدادة المحاذي للطريق الرئيسي، جاء المستوطنون وحاولوا الهجوم علينا لكنّنا قاومناهم، فغادروا ثم عادوا ومعهم جيش الاحتلال”.

“كانت الحرب هنا”

أما ضياء عودة الذي يسكن في حوارة فقال إنّه “بالأمس كانت الحرب هنا”، وأضاف الشاب البالغ 25 عاما “كانوا ما بين 200 و300 مستوطن، يحملون الحجارة وصفائح بنزين، أحرقوا السيارات والبيوت وكسروا كل شيء”.

وأكد عودة أن “الجيش كان يراقب من دون أن يحرك ساكنًا، بدأنا بصدّ المستوطنين بينما كان الجيش يطلق علينا قنابل الغاز المسيل للدموع”.

أفراد من جيش الاحتلال ومستوطنين إسرائيليين قرب بلدة حوارة (رويترز)

“ليلة عصيبة”

أما قرية بورين جنوب نابلس فلم تنم، وقال رئيس مجلسها “حتى الخراف لم تسلم من وحشية المستوطنين المتطرفين، الذين استباحوا قريتنا الليلة الماضية”.

وقال إن أهالي القرية عاشوا ليلة عصيبة، فقد تحولت القرية إلى ساحة حرب حقيقية، مشيرًا إلى أن المستوطنين أحرقوا 4 منازل و6 مركبات، ولم يكتفوا بذلك بل اقتحموا حظيرة أغنام وذبحوا خروفين بالسكاكين، وسرقوا 8 آخرين.

وتحدث زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد عن “فوضى عارمة” وكتب على تويتر أن “الحكومة فقدت السيطرة على الإرهاب العربي والإرهاب اليهودي ومجلس الوزراء والكنيست والمستوطنين” بحسب قوله.

“جريمة حرب”

من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أبناء الشعب الفلسطيني إلى مواصلة النفير نصرة للمدينة وأهلها “في مواجهة قطعان المستوطنين المتطرفين المدعومين بقوات الاحتلال وحكومتهم الفاشية”.

ونددت الخارجية الفرنسية بالهجوم الذي أدى “إلى قتل إسرائيليين” واعتبرت “أعمال العنف ضد المدنيين الفلسطينيين غير مقبولة”، في حين دعت ألمانيا “الجميع إلى عدم تأجيج وضع متوتر جدًّا”.

من جانبها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي “الجرائم المتواصلة التي ينفذها المستوطنون”، وقالت في بيان إن “الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في الأرض الفلسطينية المحتلة، تشكل جريمة حرب جسيمة وجرائم ضد الإنسانية”.

وتحتل إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ عام 1967. وتُعتبر المستوطنات الإسرائيلية التي يعيش فيها نحو 475 ألف مستوطن، غير قانونية بموجب القانون الدولي. ويبلغ عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية 2.9 مليون نسمة.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية