الجزيرة مباشر تفتح ملف سرقة أعضاء وجلود الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي (فيديو)

قالت منظمة حقوقية إسرائيلية إن العديد من التقارير الأجنبية والإسرائيلية الموثقة خلال السنوات الماضية تحدثت عن سرقة إسرائيل أعضاء جثث الفلسطينيين.

وأضافت منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسانية” غير الحكومية أن استيلاء جيش الاحتلال على عدد من جثث الشهداء بعد اقتحامه مستشفى الشفاء في غزة عزز المخاوف من استمرار نهج الجيش في سرقة وتجارة الأعضاء المأخوذة من هذه الجثث.

وقالت أسيل أبو راس، مديرة الأبحاث والمشاريع في المنظمة في حوار خاص مع الجزيرة مباشر إن هناك مخاوف من استمرار الجيش في سرقة الأعضاء من الجثث، مشيرة إلى احتمال استخدامها في صفقات تبادل الأسرى.

وأضافت أسيل: “خلال 25 سنة السابقة كان هناك العديد من التقارير الصادرة عن مصادر موثوقة فلسطينية وأجنبية وأيضا إسرائيلية عن سرقة أعضاء شهداء فلسطينيين بما في ذلك الجلد، وهنالك الآن مخاوف أن هذه الجثث سُرقت لهذا السبب”.

وأشارت إلى أن هناك مخاوف من استمرار الجيش في سرقة الجثث لزيادة العدد الموجود بحوزتها واستغلالها خلال المفاوضات، بالإضافة إلى مخاوف من “تجارته بالأعضاء والجلود”.

وتساءلت أسيل كيف يمكن لإسرائيل أن يكون بها أكبر بنك للجلد في العالم، رغم عدم تقبل فكرة التبرع بالأعضاء من الناحية الدينية.

غزة مجمع الشفاء شهداء
جثث شهداء أمام مجمع الشفاء في غزة (الفرنسية)

بدوره، قال الصحفي الفلسطيني أنس أبو عرقوب إن استيلاء جيش الاحتلال على المئات من جثث الشهداء الفلسطينيين مؤخرًا يثير المخاوف مجددًا بشأن قيامه بسرقة الأعضاء والأنسجة.

ويتابع أبو عرقوب هذا الملف منذ سنوات، وسبق له نشر أول تحقيق عن بنك الجلد الإسرائيلي قبل سنوات. واستند التحقيق على شهادات موثقة من أطباء إسرائيليين تابعين لجهة الطب العدلي في إسرائيل.

وأشار أبو عرقوب إلى أن ما يحدث حاليًا “أعاد مجددًا إلى الذاكرة الفلسطينية وإلى الكثير من الخبراء في العالم شهادات الأطباء الإسرائيليين وشهادة مدير معهد الطب العدلي الإسرائيلي يهودا فايس الذي أكد أنه تم انتزاع أنسجة وجلود وأعضاء من جثامين الفلسطينيين على مدار سنوات طويلة”.

وأضاف أن هذه الشهادات “مقرونة بشهادات وثقها أطباء فلسطينيون وصحفي سويدي ذائع الصيت ومعروف بمصداقيته”.

وكشف الصحفي الفلسطيني عن أن “المجتمع في إسرائيل هو من أكثر الشعوب في العالم امتناعًا عن التبرع بالأعضاء لأسباب دينية، لكن إسرائيل في نفس الوقت هي من أكثر الدول في العالم في زراعة الأعضاء وخصوصًا القلب وهو معطى خطير”.

وأشار أبو عرقوب إلى “شهادات موثقة بالصوت والصورة بثتها وسائل إعلام إسرائيلية عن بنك الجلد الإسرائيلي الأكبر في العالم حيث يحتوي 170 مترًا من الجلد، رغم أنه تأسس بعد 40 عامًا من البنك الأمريكي”، داعيًا إلى المقارنة بين عدد السكان في الولايات المتحدة وإسرائيل ونسبة التبرع بين كلتا الدولتين ليتبين “كم الأمر خطير”.

وتناول الصحفي الفلسطيني فكرة وتاريخ بنك الجلد، التابع للجيش الإسرائيلي، منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 والعوائق الدينية التي اعترضت إنشاءه إلى أن تم تجاوزها عام 1986.

وكشف أبو عرقوب أن الخبيرة الإسرائيلية مائيرا فايس، والتي عملت في الطب العدلي، أكدت في مذكراتها أن المزود الرئيسي لهذا البنك هو الطب العدلي من خلال انتزاع الجلد من الفلسطينيين دون علم ذويهم، ولاحقًا من العمال الأجانب ثم المهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي.

وقال أبوعرقوب إنه، وبحسب شهادات إسرائيلية، تتم عملية الاستفادة من أنسجة وأعضاء وجلود الفلسطينيين بشكل ممنهج وليس وفق حالات فردية.

لكنه أوضح أن بنك الجلد تابع للجيش، والجيش في إسرائيل فوق القضاء وفوق كل شيء، لذا استبعد أن يكون هناك تفاعل داخلي بشأن البنك.

وأشار إلى أنه في عام 2009، أمر رئيس الحكومة الفلسطينية آنذاك سلام فياض بتشكيل لجنة لتحري وتوثيق عمليات سرقة الأعضاء من جثامين الشهداء الفلسطينيين، على أن تكون مهمة هذه اللجنة إعداد ملف بالقضية.

وأضاف أبو عرقوب أنه حتى الآن لم يصل هذا الملف إلى أي جهة من جهات التحقيق الدولية.

المصدر : الجزيرة مباشر