“بترجّاكي تقومي”.. قُبلة أخيرة وبكاء وصراخ في وداع الزميلة شيرين أبو عاقلة برام الله (فيديو)

شهد المستشفى الاستشاري في رام الله صباح اليوم الخميس لحظات مؤثرة قبيل تشييع الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة في موكب رسمي لوداعها وتكريمها بمقر الرئاسة الفلسطينية، ثم إتمام إجراءات الدفن غدًا بالقدس.

فبعد أداء الصلاة عليها وهي مغطاة بالعلم الفلسطيني ومعه ميكرفون الجزيرة الذي رافقها طوال 25 عامًا، لم يملك بعض الحاضرين أنفسهم فبدأ زملاؤها وأقاربها وأصدقاؤها البكاء في مشهد حزين للغاية.

وأجهشت إحداهن بالبكاء وصرخت تترجّاها وهي تمسح وجهها بأن تقوم ولا تتركهم قائلة “شيرين بترجّاكي تقومي.. قومي شيرين قومي”، وأخرى تردد بدموعها وهي تتحسس وجهها “الله معك شيرين الله معك” وشاركهما بقية الحاضرين أجواء الوداع الأليمة، وحاول بعضهم التغلب عليها بالتصفيق تحية للشهيدة.

وقبل إغلاق التابوت تعالت أصوات البكاء والصراخ ثم همّوا بطبع قبلة الوداع الأخيرة على رأسها، وتمتم بعضهم بكلمات قرب أذنها وأطالوا النظر إلى وجهها في مشهد مؤثر.

ولُفّ النعش بالعلم الفلسطيني قبل أن يحمله حرس الرئاسة وقوات أمنية جاءت خصيصًا لأداء تلك المهمة، ويسيرون به نحو سيارة عسكرية للانطلاق نحو مقر الرئاسة، حسبما أفاد به مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري.

وأضاف أن جنازة شيرين أمس طافت فلسطين من أقصى شمال الضفة حيث مخيم جنين وعبرت سلسلة من القرى وخرجت حشود من الأهالي لتوديعها ثم وصلت إلى نابلس وأصرّ طلّاب وأساتذة جامعة النجاح أيضًا على القيام بمسيرة جنائزية لها، ثم وصل الجثمان إلى رام الله ومنه إلى القدس محطته الأخيرة.

وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، اليوم الخميس، فتح سجل عزاء لشهيدة الحق والحقيقة الإعلامية شيرين أبو عاقلة، في مقرات سفارات وبعثات دولة فلسطين.

وفور إعلان نبأ استشهادها أمس، تصدّر اسم شيرين أبو عاقلة منصات التواصل العربية والعالمية وكذلك موقع غوغل، وسط حالة من الحزن المفعم بالغضب بعدما وثّقت لقطات وشهود عيان تعمّد قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلها.

يشار إلى أن شيرين (51 عامًا) من أوائل المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة، وعلى مدى ربع قرن كانت في قلب الخطر لتغطية حروب الاحتلال الإسرائيلي وهجماته واعتداءاته على الشعب الفلسطيني.

وُلدت شيرين أبو عاقلة عام 1971 في مدينة القدس المحتلة، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية.

عادت بعد التخرج إلى فلسطين، وعملت في مواقع عدة مثل الأونروا وإذاعة صوت فلسطين وقناة عمان الفضائية ثم مؤسسة مفتاح وإذاعة مونتي كارلو، قبل التحاقها بقناة الجزيرة الفضائية عام 1997.

المصدر : الجزيرة مباشر