“رجل الكهف”.. رحيل الأسير وليد دقة بعد 39 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي (فيديو)

أُعلنت مساء أمس الأحد، وفاة الأسير وليد دقة المعتقل منذ عام 1986، في مستشفى بتل أبيب، بسبب مضاعفات مرض السرطان الذي كان يعانيه.

والأسير دقة حُكم عليه بالسجن المؤبد، وحُدّدت مدة الحكم لاحقا بـ37 عاما، ثم أُضيف إليها عامان إلى تلك المدة عام 2018، ليصبح إجمالي مدة السجن 39 عاما.

“رجل الكهف”

وليد دقة -أو “رجل الكهف” كما أطلق هو على نفسه بحثا عن اسم يقوى على تحمل معاناته- هو أسير فلسطيني قضى ثلثي عمره في السجن، وأكمل دراسته في المعتقل وحصل على الماجستير، وهرّب نطفة إلى خارج السجن، وأصبح أبا وهو في سنّ 57 عاما.

عن آخر زيارة للأسير وليد دقة تقول محاميته نادية دقة “قبل أسبوعين بدأ بشكل واضح تدهور حالته الصحية، جاء وليد للزيارة على كرسي متحرك وقد ظهر عليه فقدان الوزن بشكل كبير”.

وكشفت أن وضعه الصحي بدأ يتدهور في السنة الأخيرة، وكانت هناك صعوبة كبيرة في التواصل خلال الزيارة بسبب ضعفه وتدهور حالته الصحية وصعوبة التحدث عليه، وقالت إنه “رغم حالته الصعبة كانت الزيارة الأخيرة عبر حاجز زجاجي”.

وشرح وليد دقة لمحاميته حالته الصحية مؤكدا معاناته من سياسية إهمال طبي متعمد، وكان الأسير وليد دقة من أبرز الشخصيات الفلسطينية في السجون الإسرائيلية، حيث أسهم في العديد من المجالات الفكرية والثقافية خلال فترة اعتقاله.

في عام 1999 تزوج الأسير وليد دقة من زوجته سناء سلامة، وفي شباط عام 2020 رزقا بابنتهما “ميلاد” عبر تهريب “نطفة مهربة” بعد نضال دامَ 12 عاما لنيل قرار يسمح لهما بالإنجاب.

“ميلاد الحرية”

وميلاد ابنة وليد الذي أنجبها قبل 4 سنوات عبر “نطفة مهربة” كانت بمثابة الملاك الذي أضفى الكثير من المعاني على حياة الأسير وليد دقة كما تقول المحامية نادية دقة “كانت ميلاد محور أي زيارة خلال الأربع سنوات”.

وروت تفاصيل آخر زيارة وقالت “في آخر زيارة أطلعت وليد على هدية ميلاد الأخيرة لوالدها، وهي كتاب من عمل ابنته ميلاد بعنوان “أبي” وكانت سعادته لا توصف، لن أنسى هذا المشهد ما حييت”.

وقالت إن وليد دقة كان راغبا بشدة في إنجاب طفل سواء كان ولدا أو بنتا، وأن يطلق عليه اسم “ميلاد”، ووفقا لكتابات وليد التي تتناول الحرية التي كان يطمح لها يوما ما، أعلن وليد عن رغبته في إنجاب “ميلاده الخاص”.

مخاوف من احتجاز الجثمان

وأبدى عميد الأسرى الفلسطينيين ورفيق درب وليد دقة كريم يونس، تخوفه من احتجاز جثمان الشهيد وليد دقة في سجون الاحتلال ومساومة أهله على جثمانه، مؤكدا أنه كان شخصا استثنائيا ولذلك فسيكون التعامل معه استثنائيا.

وأضاف: وليد لم يكن فقط صديقا مميزا، هو أخ ورفيق درب في النضال داخل السجون الإسرائيلية، كان صديقا للجميع ومحبوبا من قبل جميع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.

ووصف الأسير المحرر محمد كناعنة أبو أسعد ما حدث للأسير وليد دقة بأنه تنفيذ لحكم بالإعدام، وقال “ما حصل الليلة مع الأسير الشهيد وليد دقة في كل التعابير هو تنفيذ لحكم الإعدام بعد أن تم إضافة عامين على حكمه”.

وأكد أن وليد دقة من يومه الأول كان مناضلا من أجل حريته وحرية جميع الأسرى، وقال إن خبر استشهاد رفيق دربه وليد أبو ميلاد “كان صاعقا على الأسرى والحركة الأسيرة والوطنية في فلسطين”.

ويُعد وليد دقة كاتبا ومحللا ومفكرا، وصدرت له عدة مؤلفات، أبرزها “صهر الوعي” و”الزمن الموازي” ورواية “حكاية سرّ الزيت” التي نالت جوائز محلية وعربية.

المصدر : الجزيرة مباشر