جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج الرئيسي بعد احتجاجات مناهضة لحرب غزة

أعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا إلغاء حفل التخرج الرئيسي هذا العام بعد أسبوع واحد من إلغاء خطاب التخرج الذي كانت ستلقيه طالبة مسلمة قالت إن الإلغاء يرجع إلى نشاطها المناصر لغزة.

وبررت الجامعة قرارها، وفقا لإشعار على موقعها الإلكتروني، بأن إجراءات السلامة الجديدة المطبقة هذا العام، مثل عمليات الفحص الإضافية، ستزيد من الوقت الذي سيستغرقه دخول الضيوف “بشكل كبير”.

وجاء في الإشعار “نتيجة لذلك، لن نتمكن من استضافة حفل التخرج الرئيسي الذي عادة ما يدعو 65 ألفا من الطلاب وأسرهم وأصدقائهم إلى الحرم الجامعي جميعا مرة واحدة”.

وأثارت الحرب في غزة توترات في حرم الجامعات الأمريكية وألهمت موجة من الطلاب لإقامة مخيمات احتجاج في الجامعات على مستوى البلاد في الأيام الماضية.

واعتقلت الشرطة مئات المتظاهرين، بينهم أكثر من 90 من جامعة جنوب كاليفورنيا يوم الأربعاء 24 إبريل/نيسان.

وعبرت جماعات حقوق الإنسان عن قلقها إزاء الاعتقالات باعتبارها قضية تتعلق بحرية التعبير، في حين قال مسؤولو الجامعة إن الاحتجاجات لم يصرح بها.

إلغاء خطاب طالبة مسلمة

جاء قرار جامعة جنوب كاليفورنيا بإلغاء حفل التخرج الرئيسي بعد أيام من إعلان الجامعة أنها “قررت أنه من الأفضل إعفاء المتحدثين الخارجيين والمكرمين” من حضور حفل التخرج في أعقاب الغضب من قرار إلغاء خطاب الطالب المتفوق.

وقال آندرو جوزمان عميد جامعة جنوب كاليفورنيا في بيان له الأسبوع الماضي إن قرار إلغاء خطاب الطالبة المتفوقة المسلمة أسنا تبسم، المتخصصة في الهندسة الطبية الحيوية، يهدف إلى حماية أمن الحرم الجامعي و”ليس له علاقة بحرية التعبير”.

ولم يشر بيان جوزمان إلى تبسم بالاسم، ولم يحدد السبب الذي أثار المخاوف بشأن خطابها أو خلفيتها أو آرائها السياسية، كما لم يذكر بالتفصيل أي تهديدات بعينها.

ودعت مجموعات مؤيدة لإسرائيل إلى إلغاء خطاب أسنا تبسم قائلة إنها سبق أن تبنت آراء معادية للسامية.

أما تبسم التي تصف نفسها بأنها من “الجيل الأول من المسلمين الأمريكيين من جنوب آسيا”، فقالت إن مسؤولي جامعة جنوب كاليفورنيا رفضوا مشاركة تفاصيل التقييم الأمني ​​للجامعة، الذي استندت إليه في قرار إلغاء خطبتها.

تواصل المظاهرات بالجامعات الأمريكية

وأفادت وكالة رويترز أنه على مدار اليومين الماضيين، استخدمت سلطات إنفاذ القانون، بناء على طلب من إدارات الكليات، مسدسات الصعق الكهربائي والغاز المسيل للدموع ضد الطلاب المتظاهرين في جامعة إيموري في أتلانتا، بينما فرق أفراد شرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب ويمتطون الخيول المظاهرات في جامعة تكساس بأوستن.

وقالت جامعة إيموري إن الشرطة اعتقلت 28 شخصا في حرمها الجامعي بعد أن بدأ المتظاهرون في نصب خيمة في محاولة لمحاكاة رمز الحراك الحالي بجامعة كولومبيا وغيرها.

وقال الفرع المحلي لمنظمة “صوت يهودي من أجل السلام” إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والصعق الكهربائي لتفريق المظاهرة واحتجزت بعض المتظاهرين. وأقرت شرطة أتلانتا باستخدام “المهيجات الكيميائية” لكنها نفت استخدام الرصاص المطاطي.

وأسقط الادعاء الخميس التهم الموجهة إلى 46 من بين 60 شخصا تم احتجازهم من جامعة تكساس، وأرجع القرار إلى “أوجه القصور في إفادات السبب المحتمل”.

وفي جامعة كولومبيا، مركز الحركة الاحتجاجية، وصل مسؤولو الجامعة إلى طريق مسدود مع الطلاب بشأن إزالة مخيم أقيم قبل أسبوعين احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على غزة.

ويبدو أن جامعات أخرى عازمة على منع تنظيم مظاهرات مماثلة تستمر مدة طويلة، واختارت الاستعانة بالشرطة لتفريقها بسرعة، وفي بعض الحالات، بالقوة.

وبشكل عام، اعتقلت السلطات نحو 550 شخصا في الأيام الماضية من الجامعات الأمريكية الرئيسية بتهم تتعلق بالاحتجاجات على حرب غزة، وفقًا لإحصاء رويترز. وقالت إدارات الجامعات إن المظاهرات غالبا ما تكون غير مرخصة لذا تدعو الشرطة إلى فضها.