الصليب الأحمر يكشف عن “سيناريو كارثي” في حال اجتياح رفح (فيديو)
حذر هشام مهنا المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة في مقابلة خاصة على شاشة الجزيرة مباشر من تبعات إجراء عمليات عسكرية برية موسعة بمحافظة رفح في قطاع غزة آخذين بعين الاعتبار الظروف الإنسانية المأساوية التي يعيشها النازحين.
وأضاف مهنا أن النازحين يعيشون في خيام، ومعزولين عن الوصول إلى الخدمات الأساسية من غذاء وماء وخدمات الصرف الصحي والرعاية الطبية، مشددًا على أن: “أي عملية عسكرية على نفس النهج الذي مارسته إسرائيل على مدار الأشهر الستة الماضية في شمال القطاع والمنطقة الوسطى وخان يونس، إذا ما تكرر هذا السيناريو في رفح للأسف ستؤدي إلى مذبحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”.
إمكانيات غير متوفرة
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوزير المالية الإسرائيلي يدعو إلى اغتيال قادة حماس وتدمير قطاع غزة كله
الدفاع المدني في غزة يحذر من انتشار الأوبئة بمخيمات النزوح جراء موجات الحر
عضو سابق بالكنيست: لا مرونة لدى قادة مجلس الحرب الإسرائيلي ونتنياهو يريد التخلص من الأسرى (فيديو)
وأوضح المتحدث باسم الصليب الأحمر “أنه لا توجد منظمة إنسانية قادرة على تحقيق هدف نقل النازحين من رفح في حال شنت إسرائيل هجومًا بريًا على المدينة”، مؤكدًا أن المسؤولية تقع على أطراف النزاع وبشكل خاص على إسرائيل كقوة قائمة على الاحتلال في قطاع غزة.
وأكد مهنا مسؤولية دولة الاحتلال حال قررت شن عملية عسكرية على رفح العمل على حماية المدنيين، وتوفير كل ما يبقيهم على قيد الحياة، وأن تتم عملية نقلهم وفق معايير معينة، كما أكد ضرورة: “أن يتم نقلهم إلى أماكن معلومة، وأن تتم عملية الإجلاء في إطار زمني محدد غير مفتوح، كما أشار المتحدث باسم الصليب الأحمر إلى أن ما تم نشره حول إنشاء خيام لنقل النازحين في رفح أمر مستحيل تطبيقه.
واستطرد مهنا في وصف الوضع الإنساني في غزة قائلًا: “لا يوجد أماكن صالحة للعيش في غزة تم تدمير شبكات البنية التحتية بالكامل، أحياء سكنية تحولت إلى ركام، ونسبة التلوث بالأسلحة غير معلومة، وهذا خطر حقيقي يحدق بالأطفال والأفراد، ليس لدينا تقييم حقيقي، لأننا كفاعلين إنسانيين، لم نتمكن من الوصول إلى المناطق كلها التي طالها الدمار في غزة”.
ورجح مهنا تفوق الحل السياسي على الحل الإنساني شارحًا: “الحل الإنساني وحده لا يجدي نفعًا، في مثل هذه الحروب أثبتت التجربة أن الحل السياسي هو الذي يستطيع أن يضع حلًا لوقف شلال الدماء الذي نشهده على مدار أكثر من 200 يوم”، مؤكدًا أن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق استجابة إنسانية ذات قيمة ومعنى يلمسها الأهالي على الأرض.
الحصن الصحي الوحيد
ووصف مهنا الوضع الصحي في قطاع غزة بعد تدمير مستشفيات غزة الكبرى “بالسيء للغاية”، وذلك بعد تحول المستشفيات إلى كومة من الركام، وباحات للقتال والمقابر الجماعية، لافتًا إلى أن نتائج العملية العسكرية التي شنتها القوات الإسرائيلية في مستشفى الشفاء ومجمع ناصر الطبي تتكشف يومًا بعد يوم.
وأضاف: “أن الأهالي في غزة فقدوا نظام الرعاية الصحية الخاصة بهم، لم يعد هناك سوى حصن وحيد للرعاية الصحية، وهو مستشفى غزة الأوروبي، هو الوحيد القادر على تقديم خدمات طبية متقدمة”، مشيرًا إلى وجود طاقم طبي تابع للصليب الأحمر ويعمل على 20 عملية منقذة للحياة يوميًا.
ويستكمل مهنا: “هناك مستشفيات قليلة جدًا في محافظة رفح، وهي ذات سعة سريرية محدودة، بالإضافة إلى عدد من المستشفيات الميدانية، وإذا ما وضعنا هذا كله في سلة واحدة، بالتأكيد لن يستطيعوا الاستجابة لأي عدد من المصابين الذي سوف يتولدون جراء أي عملية عسكرية مهما بلغ حجمها”.
الأسرى والرهائن
وعن أوضاع الرهائن والأسرى أوضح مهنا: “أن اللجنة لا تنخرط في مفاوضات تؤدي إلى وقف إطلاق النار، نحن ننتظر أن يحدث الاتفاق السياسي بين الطرفين، ثم نقوم بتسهيل تنفيذه، كما حدث في نوفمبر الماضي”.
وكشف مهنا عن منع إسرائيل مندوبي الصليب الأحمر الوصول للأسرى الفلسطينيين، والقيام بزيارتهم في أماكن الاحتجاز الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، موضحًا أن إسرائيل ربطت وصول الصليب الأحمر للأسرى الفلسطينيين بملف الرهائن في قطاع غزة، إذ قال: “إن اللجنة الدولية تعمل بشكل حثيث مع كافة الأطراف، وهذا دورنا كوسيط إنساني محايد”.
ولم يخف المتحدث باسم الصليب الأحمر ما يصلهم كلجنة دولية من تقارير عن الوضع الإنساني الصعب للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال: “نعي تمامًا ما يرد من تقارير عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وهنا تكمن نداءات السماح لنا ولأطباء الصليب الأحمر للوصول إلى أماكن الاحتجاز والمعتقلين، حتى نعمل على تقييم ظروف احتجازهم، والنظر فيما إذا كانت تتم معاملتهم بما يليق بمبادئ القانون الدولي والإنساني”، موضحًا أن هذه مسؤولية تقع على عاتق سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي يجب عليها أن تعمل على توفير الحماية والرعاية للأسرى.