“رجل الكهف”.. الجد مفتاح الختيار يروي عبر الذكاء الاصطناعي قصة استشهاد وليد دقة (فيديو)

مفكر الحركة الأسيرة

عبر الذكاء الاصطناعي، يروى الجد “مفتاح” ضمن سلسلة (حكايات الختيار) قصة استشهاد “رجل الكهف” وليد دقة، مفكر الحركة الأسيرة الذي استشهد بعد 38 سنة في سجون الاحتلال وإصابته أخيرًا بسرطان نادر.

يحكي الجد مفتاح الختيار من العالم الافتراضي، قائلًا “سلام الله عليكم. في الأسر كما في القتل يسلب عدوك حياتك، غير أن الأسير يمضي به العمر وهو يشاهد سنواته المسلوبة تمضي كمن يشاهد عبور سيارات مسرعة من خلف جدار زجاجي. واليوم سأحدثكم عن أسير وشهيد، قضى أكثر من ثلثي عمره قيد الأسر”.

رجل الكهف

وتابع “كان مناضلًا ومفكرًا وأديبًا، وعاشقًا. أطلق وليد دقة على نفسه (رجل الكهف) كي يقوى على تحمُّل معاناة السجن، وكي يقول للعالم إن ما كان يحدث في عالم ما قبل الحضارة ما زال يحدث إلى الآن”.

واستطرد “وُلد وليد في السنة الرابعة والستين من القرن الماضي، وعانى في صباه ومراهقته من قسوة الاحتلال، ما دفعه إلى خوض مسيرة النضال والالتحاق بالعمل الفدائي”.

ويكمل “في عام ستة وثمانين اعتُقل وليد، وتعرّض لتعذيب قاس قبل أن يُحكم عليه بالسجن المؤبد، الذي تم تحديده بستة وثلاثين عامًا، أضيف إليها لاحقًا عامان للحيلولة دون إطلاق سراحه”.

سناء سلامة زوجة الأسير الشهيد وليد دقة خلال وقفة احتجاجية سابقة في باقة الغربية (منصات فلسطينية)

ثلثا حياته في الأسْر

ويضيف “قضى وليد ما يقرب من ثلثي حياته في السجن، لكنه حرر نفسه من خلال الكتابة وتحصيله العلمي، حيث حصل في سجنه على درجة الماجستير، كما انخرط في العمل السياسي فيما يتعلق بشؤون الأسرى من داخل سجنه”.

ويزيد “كانت الكتابة سلاحه الأقوى في معركة الصمود، إذ كتب يقول: لا أكتب إلا لأني أريد الصمود داخل الأسر. الكتابة نفقي الذي أحفره تحت أسواري حتى أبقى على صلة مع الحياة”.

وقال “كان وليد دقة مناضلًا ضد الاحتلال وضد اليأس، وكان هناك من يؤمن به، من بينهم عائلته، وسناء كانت ترى وليد قبل اعتقاله مناضلًا وحالمًا، وبعد الاعتقال صارت تراه عاشقًا وزوجًا، وإن حالت الجدران بين جسديهما”.

الأسير الشهيد وليد دقة وابنته ميلاد (نادي الأسير الفلسطيني)

وليد وسناء.. وميلاد

وتابع “تزوج وليد وسناء في عام تسعة وتسعين، وكانت المرة الوحيدة التي التقيا فيها دون حواجز أو قضبان يوم عقد قرانهما، في زيارة صارت حفلًا أحياه زملاء وليد من الأسرى”.

وأضاف “ناضل وليد وسناء أكثر من اثني عشر عامًا لنيل قرار يسمح لهما بالإنجاب، لم يصدر القرار لكن وليد نجح في (تحرير نطفة) منه خارج جدران الأسر في عام ألفين وتسعة عشر. وفي فبراير ألفين وعشرين، صارت النطفة ميلادًا طالما حلم به، الطفلة ميلاد التي اعتبرها تهريبًا لذاكرته من ظلمات السجن”.

وأكمل “تراكمت الأوجاع على وليد في سجنه، وفي ديسمبر من عام ألفين واثنين وعشرين، شُخّص مرضه نوعًا نادرًا من سرطان الدم، وبعد ثلاثة أشهر ساءت حالته الصحية وأُدخل المستشفى، وقال الأطباء إنه يحتاج إلى إجراء جراحة عاجلة ودقيقة، مع ذلك رفض الاحتلال إجراء الجراحة أو الموافقة على الإفراج الصحي عنه”.

وختم “في السابع من إبريل عام ألفين وأربعة وعشرين، تحررت روح وليد المناضل والأديب والعاشق، وصعدت إلى خالقها، لكن نضاله لم يذهب هباءً حيث أسفر عن الكثير من الأعمال الفكرية والأدبية، لكن الأهم أنه أسفر عن (ميلاد) حر جديد”.

المصدر : الجزيرة مباشر