فضيحة جديدة.. اتهامات بسرقة تصميم الهوية البصرية لمحافظة القاهرة والحكومة تنفي

(وسائل التواصل)
اعتبر بعض المعلقين الأمر "فضيحة جديدة" للحكومة وتكرارا لمسلسل سرقة الرسومات والتصميمات (وسائل التواصل)

أثارت تصميمات الهوية البصرية التي أعلنت عنها محافظة القاهرة لإبراز العناصر الجمالية لمحيط المتحف المصري الكبير والطرق المؤدية إليه استعدادا لافتتاحه، ردودًا واسعة عبر المنصات في مصر، في ظل الحديث عن سرقة أحد التصميمات لتشابهه مع شعار إحدى الجمعيات الإيطالية، وسط حالة من الغضب لما اعتبره بعض المتابعين استمرارا لمسلسل سرقة الرسومات والتصميمات، ومطالبات بالمحاسبة، واستنكار لعدم الاستعانة بخبراء مصريين لمثل تلك المشاريع.

وكانت محافظة القاهرة قد نشرت عبر حسابها على موقع فيسبوك، أول أمس الخميس، مجموعة من الصور لتصميم الهوية البصرية على عدد من البنايات المطلة على الطريق الدائري. وفي بيان له أكد محافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال، استمرار العمل على تحسين الهوية البصرية بالطريق الدائري بقطاع شرق النيل، بطول 12 كيلومترا في إطار خطة الدولة لتحسين الرؤية البصرية لمحيط المتحف المصري الكبير والطرق المؤدية إليه.

وأضاف محافظ القاهرة، أن أعمال تطوير الهوية البصرية للطريق الدائري، تتم بالتعاون مع جامعة عين شمس طبقا لرؤية عامة تتضمن تقسيم الطريق إلى قطاعات لإنجاز الأعمال بها وفقا لجدول زمنى محدد ينتهي بالتزامن مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، ويتضمن دهن المباني على جانبي الطريق بألوان متناسقة وتركيب اللوحات الإعلانية والمضيئة.

وأثار التشابه الكبير بين تصميمات الهوية البصرية التي نشرتها محافظة القاهرة وتصميمات شعار جمعية إيطالية تدعى “Terra Fertile” متخصصة في الأنشطة الزراعية، وتصميمات أخرى لها، نشرتها وكالة تصميم إيطالية تحمل اسم “Ottone Studio” على موقعها الرسمي، ردودًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية، إلى التعقيب على الأمر.

وقالت الوزارة في بيان لها “تعقيبًا على ما أثير مؤخرًا على بعض مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تشابه بعض التصميمات التي تم تنفيذها على الطريق الدائري مع بعض التصميمات المنفذة بدول أخرى، أوضحت الشركات المسؤولة عن تنفيذ هذه التصميمات أن هذه التصميمات كانت بمثابة عينة تجريبية فقط لدراسة الألوان والمقاييس على الطبيعة وتم إزالتها فور انتهاء الدراسة، وليس لها علاقة بالتصميم النهائي الجاري تنفيذه حاليا على الطريق الدائري”.

وأوضحت الوزارة، عبر صفحتها على فيسبوك “تم البدء في تنفيذ العشرات من اللافتات الفعلية المُبتكرة والمُصممة من خلال مسابقة بين طلاب كليات الهندسة، وتمت مراعاة ألا تكون هذه التصميمات متشابهة مع تصميمات سابقة سواء محلية أو عالمية”.

وتفاعل المدونون عبر مواقع التواصل، فاعتبر بعضهم أن الأمر “فضيحة جديدة” للحكومة وتكرار لمسلسل سرقة الرسومات والتصميمات التي كان أحدثها ما قامت به المصممة غادة والي، مطالبين بتدارك الأمر ومحاسبة المسؤول عن ذلك، كما استنكر بعضهم طريقة تعامل المسؤولين مع الملف مؤكدين أن مصر تمتلك أساتذة فنون وتراث يمكن الاستعانة بهم، من دون اللجوء إلى سرقة حقوق الغير.

وقال الكاتب الصحفي، عاطف سعداوي، عبر صفحته على فيسبوك “يبدو أننا بصدد حالة سرقة جديدة بعد موضوع غادة والي ومحطة مترو الأنفاق. مشروع الهوية البصرية للطريق الدائري فيه رسم رئيسي هو نفسه شعار لجمعية إيطالية موجود اسمها في منشوراتها اللي في الصورة، أرجو من مسؤولي محافظة القاهرة التحرك لتدارك الأمر وتغيير هذا الرسم ومحاسبة المسؤول عنه قبل أن يكبر الموضوع وينتشر ويتحول لفضيحة جديدة”.

وعلق الصحفي أحمد أبو القاسم، عبر صفحته، معتبرا أن ذلك يعد “فضيحة كبيرة” خاصة أن تصميم “الهوية البصرية الجديدة مقتبس من تصميم جمعية تعاونية اجتماعية إيطالية”، وتابع “تقريبًا المصمم اتزنق دخل يدور في المواقع اللي بلغات محدش كتير يعرفها وتوقع إنها هتعدي.. ما هو أكيد قال طالما مش إنجليزي يبقى تمام.. مش معقول كل حاجة بتعملوها يطلع من وراها مصيبة وفضيحة بالشكل ده”.

وكتب الباحث حسام زيدان “بعد فضيحة سرقة لوغو الهوية البصرية، طلع بيان بيقول إن دا حاجة تجريبية، حقيقي مشوفتش بجاحة ولا استسهال ولا استهزاء بتراث البلد دي بالشكل دا قبل كده، حضرتك كمسؤول مش عارف تجيب خبير يعمل هوية بصرية؟ عندنا مليون أستاذ فنون وتراث وآثار، مش عارف سيادتك تستشير حد، ولا هي غادة والي من جديد؟!”.

وغردت الإعلامية، هبة عرابي، قائلة “الموضوع أصبح أعمق وأكبر من أنه سرقة أو تقليد… المشكلة أنه لا فهم ولا وعي ولا أساس مبنى على قواعد لفهم احتياج ومعنى كل مشروع ومصطلحاته وتكليف من لا يستحق”.

وتحدث عضو مجلس إدارة نقابة الفنانين التشكيليين بمصر، إبراهيم شلبي، عبر صفحته “بمناسبة فضيحة سرقة الهوية البصرية للقاهرة بواسطة استشاريين من كلية هندسة جامعة عين شمس وجامعة القاهرة، اللي محتاج هوية بصرية بصحيح هي العاصمة الإدارية، لأن الصورة دي محدش يقدر يميز إذا كانت من مصر ولا دبي ولا الكويت ولا من دولة أوربية ولا من دولة طلعت مصطفى ولا دولة آل ساويرس، وبتمنى من أصحاب رأس الحكمة إنهم ياخدوا بالهم من النقطة دي، عشان الدنيا كدة بقت لون واحد وده هيعمل لنا انفصام”.

يذكر أن تلك الواقعة ليست الأولى حيث قضت محكمة القاهرة الاقتصادية، في 30 يناير/كانون الثاني الماضي، بحبس الفنانة غادة والي 6 أشهر وغرامة قدرها 10 آلاف جنيه، وتعويض مؤقت قدره 100 ألف جنيه، لاتهامها بسرقة بعض الرسومات الخاصة بالفنان الروسي كوراسوف، واستخدامها دون استئذان أو علم صاحبها الأصلي.

وحصلت شركتها على مناقصة لعمل رسومات على جدران محطات المترو بالقاهرة، وتضمنت الرسومات التي أُزيلت لاحقا تشابها كبيرا مع رسومات الفنان الروسي الذي أقام دعوى قضائية يتهمها بسرقة لوحاته.

المصدر : الجزيرة مباشر