“بنموت من العطش والتلوث”.. استغاثات سكان غزة تتوالى وتحذيرات تتصاعد من كارثة بيئية (فيديو)

دأب الاحتلال الإسرائيلي على حرمان قطاع غزة من المياه كتكتيك حربي منذ 7 أكتوبر الماضي، وعمد إلى إغلاق الأنابيب التي تغذي القطاع بها، فضلا عن قصفه أنابيب مركزية أخرى، مما فاقم معاناة الأهالي.

وفي حديثه للجزيرة مباشر، قال أبو محمد وهو أحد النازحين في رفح بجنوب قطاع غزة: “المياه قليلة جدا والتلوث في رفح غير طبيعي، عمري 63 سنة وفي حياتي ما شفت الدود منتشر بهذا الشكل، حتى المكان اللي بنعبي منه المياه ملوث”.

وأضاف: “إحنا مش عايشين، حفيدي تعبان مش قادر أوديه على المستشفى بسبب التلوث، الوضع أكثر من سيّئ”.

تستفحل آثار أزمة المياه في غزة أكثر بالتزامن مع حلول فصل الصيف، هذا ما أكده الفتى مصطفى السوري قائلا: “مع ارتفاع درجات الحرارة أصبحنا نفتقد الحصول على المياه سواء للشرب أو الاستخدامات الشخصية، أو حتى لغسل أواني الطعام”.

وتابع: “واليوم الطلب كثير على المياه وكل الناس بدها تعبي ولكن الكميات الموجودة لا تكفي الجميع، وهذا سبب حدوث مشاكل بين الأهالي أثناء التزاحم للحصول على أي قدر من المياه”.

نازحون في رفح يعانون من شح المياه بسبب صعوبة وصول المساعدات
نازحون في رفح يعانون شح المياه بسبب صعوبة وصول المساعدات (الأناضول)

أما الطفلة رهف كتكت فقالت: “ماما تطلب منا بشكل متكرر كل يوم إحضار المياه في الخيمة، ولما بنحصل المياه بنلاقيها ملوثة ومالحة”.

وأردفت: “المياه هنا في رفح قليلة جدا وإحنا تعبنا، ونسبة النازحين كثير”.

شح في الإمكانات و كارثة بيئية تلوح في الأفق

وذكر المهندس عمر شتات نائب مدير الشؤون الفنية لمصلحة مياه بلدية الساحل بالقطاع أنهم يديرون العمليات الإغاثية والطوارئ من خلال مكتبهم المؤقت في رفح بعد تدمير مقرهم في مدينة الزهراء، ويقدمون خدماتهم بالتعاون مع المؤسسات والشركاء العاملين في مجال المياه والصرف الصحي.

وأضاف أن رفح قبل الحرب كانت تعاني شُحّ المياه وملوحتها، وتضاعفت الأزمة إثر تضاعف عدد السكان بفعل النزوح، كما أصبح قطاع الصرف الصحي يعتمد تمامًا على تشغيل مولدات الكهرباء التي تعمل بالديزل جراء قطع الكهرباء والمياه وكل الإمدادات عن المنطقة”.

وأوضح شتات، أنه قبل الحرب كانت مصلحة المياه تضخ 300 ألف متر مكعب يوميًّا على طول قطاع غزة من 3 مصادر رئيسة تم قطعها من الجانب الإسرائيلي.

وأكد أن معدل ضخ المياه اليومي أصبح يتراوح بين 60 ألف و70 ألف متر مكعب، وأن القدرة على إنتاج المياه انخفضت إلى 80% مقارنة بنسبة الإنتاج قبل الحرب.

وشدد شتات في ختام حديثه على خطورة مشكلة الصرف الصحي التي أصبحت تشكل مصدرا للتلوث والأوبئة، مبديا تخوفه من تفاقمها إذا لم يتم توفير الوقود والمولدات اللازمة لعمل المحطات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت في وقت سابق أن قطع الكهرباء في غزة يعني عدم وجود طاقة كافية لتشغيل آبار المياه ومحطات تحلية وتنقية المياه وخدمات الصرف الصحي، كما ذكرت اليونيسف، التي افتتحت محطة لتحلية المياه في القطاع عام 2017، أن الناس يضطرون إلى شرب المياه الشديدة الملوحة من البحر.

وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعرب تقرير داخلي لوزارة الخارجية الأمريكية عن قلقه من أن 52 ألف امرأة حامل وأكثر من 30 ألف طفل تحت سن 6 أشهر أُجبروا على شرب مزيج قد يكون قاتلا من المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي والملح من البحر.

المصدر : الجزيرة مباشر