الغارديان: إيران وإسرائيل تلعبان بالنار بعد انتهاء قواعد المواجهة القديمة

للمرة الأولى تطلق إيران هجوما بالصواريخ والمسيرات من أرضها على إسرائيل
للمرة الأولى تطلق إيران هجومًا بالصواريخ والمسيّرات من أرضها على إسرائيل (رويترز)

ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تحليل نشرته، اليوم الجمعة، أن قيام إسرائيل باستهداف مدينة أصفهان الإيرانية بهجمات محدودة بالطائرات المسيّرة له دلالة واضحة.

وأضافت الصحيفة أن أصفهان تتمتع بأهمية كبيرة، بسبب منشآتها الصناعية العسكرية، ووجود منشآت مهمة للبرنامج النووي الإيراني وقاعدة جوية رئيسة فيها، ما يعني أن أي ضربة توجه إليها، سواء من خارج حدود إيران أو من داخلها بدعم إسرائيلي، لها “أهمية أكثر من رمزية”، على حسب وصف الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل دخلت منذ وقت طويل فيما وصفته بأنه “حرب الظل” مع إيران، “لكن الجديد والخطير أن هناك وضعًا جديدًا يتم تأسيسه بين إيران وإسرائيل”.

ومن ملامح هذا الوضع الجديد، كما أوضحته الصحيفة، هو أن الهجمات التي شنتها إيران على إسرائيل يوم السبت 13 إبريل/نيسان بالمسيّرات والصواريخ، وذلك ردًا على قيام إسرائيل بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من إبريل الجاري، هي “أول ضربة توجهها دولة إلى إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة عقود”، وذلك في إشارة إلى أن الضربات التي تعرضت لها إسرائيل في هذه العقود كانت من جانب حركات المقاومة.

ومضت الصحيفة للقول إن “إسرائيل سبق أن استهدفت إيران ومصالحها بحملة من الاغتيالات والضربات بالطائرات المسيّرة وعمليات التخريب، لكن استهداف إيران يأتي هذه المرة في فترة مراجعة دقيقة للمواجهة بين البلدين”.

نتنياهو يقدم نفسه على أنه من الصقور في مواجهة إيران
نتنياهو يقدمّ نفسه على أنه من الصقور في مواجهة إيران (رويترز)

الحرب غيّرت الحسابات

ومضت الصحيفة قائلة إن “الواقع هو أن قواعد المواجهة التي كانت قائمة بين إيران وإسرائيل، في صراع كان بالوكالة والآن بشكل مباشر، تمزقت خلال ستة أشهر”، منذ أن شنت (حماس) هجماتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأضافت الصحيفة أنه خلال هذه الأشهر الستة من الحرب في قطاع غزة “انهار ما كان ينظر إليه سابقًا على أنه أمر مسلّم به”، فقد استمرت حرب غير مسبوقة في عنفها وطول فترتها في غزة، هذا علاوة على التصعيد من جانب (حزب الله) في لبنان، الذي يتلقى دعمًا إيرانيًا، وقد أجبر عشرات الآلاف على النزوح من الحدود الشمالية لإسرائيل.

والنتيجة حسب ما قالت الصحيفة إنه “تم تجاوز حدود الخوف المتبادل وضبط النفس بين إيران وإسرائيل”.

مشكلات يواجهها نتنياهو

وعلى الجانب السياسي أشارت الصحيفة إلى أن من الصعب رؤية كيف يمكن أن يستفيد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل من ضربات محدودة لإيران؟ في الوقت الذي قدّم نفسه لفترة طويلة على أنه من الصقور في مواجهة تهديد إيران وبرنامجها النووي.

وتابعت الصحيفة أن “ضربة إسرائيلية محدودة للغاية لن ينظر إليها من قبل الكثيرين في إسرائيل على أنها علامة على الجرأة والتصميم، كما يرغب نتنياهو، ولكن علامة على الضعف”.

ولم يتأخر إيتمار بن غفير، وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف، في السخرية من الهجمات الإسرائيلية المحدودة على إيران، ووصفها في منشور على موقع “إكس” الجمعة، بأنها “مهزلة”.

وعلى الجانب الإيراني يبدو التوجه هو أن الضربة التي تمت اليوم الجمعة “ليست خطرة بما يكفي لتبرير الرد”، غير أن الحسابات نفسها التي أدت لإطلاق أكثر من 300 صاروخ ومسيّرة على إسرائيل ما زالت قائمة، وذلك حسب تحليل الصحيفة، ما يعني أن احتمالات التصعيد لا تزال قائمة.

وخلصت الصحيفة إلى أنه “من الواضح أن الطرفين، إيران وإسرائيل، يلعبان بالنار”.

المصدر : الغارديان البريطانية