ضحايا أقدمن على الانتحار.. وزير الصحة السوداني يتحدث للجزيرة مباشر عن حالات الاغتصاب في ظل الأزمة (فيديو)

وصف وزير الصحة الاتحادية السوداني المكلف هيثم إبراهيم، الانتهاكات الجنسية والجسدية التي تمارسها قوات الدعم السريع ضد نساء السودان بالتصرفات غير الأخلاقية وغير الإنسانية وغير الدينية، موضحًا أن الأرقام الرسمية لحالات الاغتصاب لا تعكس الواقع بشكل كامل، إذ تصلهم تقارير من الأهالي والعشائر في ولاية دارفور، تشير إلى وجود حالات أخرى غير مسجلة رسميًا.

وكشف وزير الصحة السوداني، في لقاء خاص مع الجزيرة مباشر، عن لجوء بعض النساء للانتحار بعد تعرضهن سواء للانتهاكات الجسدية أو الجنسية، وأما الناجيات منهن فأوضح أن أغلب حالاتهن تكون خطرة، وتتطلب تدخلات جراحية تتعلق بإجهاض الجنين، أو تدخل لمنع الحمل إن كانت حالة الاغتصاب في أولى أيامها.

وعما تقدمه وزارة الصحة السودانية من مساعدات لهؤلاء النسوة أجاب هيثم إبراهيم: “نقدم الدعم النفسي للحالات التي قد تلجأ للانتحار، وبدأنا بوضع بروتوكول متكامل لمعالجة ضحايا الاغتصاب، حيث قمنا بتخصيص بعض المستشفيات والمراكز لذلك، وتم تدريب كوادر في معظم الولايات، وفي كل فترة يتم توجيه الضحايا بالمراكز والمستشفيات التي تقدم تلك الخدمة”، وأضاف إبراهيم أن هناك مبادرات مجتمعية تعمل على توفير الحقوق، والحماية للضحايا وتقديم الرعاية الكاملة لهن من خلال توفير العقاقير والأدوية عبر وزارة الصحة الاتحادية أو عبر منظمة صندوق الأمم المتحدة للسكان.

كما أشار الوزير إلى أن المشكلة الأساسية والكبيرة لهؤلاء النسوة تكمن في صعوبة وصولهن للخدمة العلاجية قائلًا: “إن معظم الحالات المسجلة عندنا في المناطق التي يتواجد فيها الدعم السريع، ويصعب على الكوادر الوصول إلى هذه المناطق وإيصال الإمدادات، لذلك نعتمد على المنظمات الدولية الموجودة ميدانيًا وكذلك على كوادر الموارد الصحية الميدانيين، مثل القابلات اللواتي يتم تدريبهن، والمساعدين الطبيين الذين تم تدريبهم وهم جزء من المجتمع”.

وعن جهود دولة قطر في تقديم المساعدات الطبية، أكد الوزير أن قطر من أولى الدول التي أسهمت بإطلاق جسر جوي حيث وفرت 7 طائرات، كما أطلقت مؤخرًا الجسر الثاني، وأسهمت بقدر كبير جدًا بالأدوية والمستلزمات الطبية في وقت حرج منذ البداية، عندما كانت الدولة لا تستطيع شراء الأدوية.

وأضاف: “كان لتدخلات قطر دور واضح بالأمثلة والأرقام والدعم المباشر لمرضى الكلى والدعم المباشر بالمحاليل الوريدية وللأدوية المنقذة للحياة ولأدوية السرطان، كأول دولة ترسل لنا أدوية خاصة بالسرطان”.

وعن حال أصحاب الأمراض المزمنة خلال الحرب أوضح الوزير السوداني: “تأثر مرضى الأورام في السودان بشكل كبير بعد تعطل المؤسسات الرئيسية في ولايتي الخرطوم والجزيرة، حيث لم يعد العديد منهم يتلقون العلاج الإشعاعي إلا في مركز واحد، وتقلصت خدمات الغسيل الكلوي بنسبة 20%، ما أثر بشكل مباشر على حوالي 13 ألف مريض أورام، و8 آلاف مريض كلى، كما سجلت 30 ألف حالة صحية نتيجة للاعتداءات المباشرة كالبتر والحرق، بالإضافة إلى الحالات غير المباشرة مثل سوء التغذية”.

وأردف: “خرجت أكثر من 120 مستشفى عن الخدمة بسبب تحويلها إلى ثكنات عسكرية أو تخريبها أو نهب المعدات في أكثر من ولاية، وتضررت أيضًا سلاسل الإمداد الطبي ومخازن الأدوية بخسائر تقدر بأكثر من 500 مليون دولار، وتأثرت البرامج الصحية مثل تحصين الأطفال والأمهات بالتخريب في غرب السودان، مما أدى إلى خسائر مباشرة تجاوزت 11 مليون دولار في 12 ولاية”.

المصدر : الجزيرة مباشر