مقال في وول ستريت جورنال: الرد على إيران يعمّق الخلاف داخل إسرائيل حول “خطة الرب”

نتنياهو بحاجة إلى بن غفير لكي لا تسقط الحكومة
نتنياهو بحاجة إلى بن غفير لكي لا تسقط الحكومة (رويترز)

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” اليوم الخميس مقالًا للكاتبة فانيا أوز سالزبرجر، الأستاذة بكلية القانون في جامعة حيفا، قالت فيه إن إسرائيل كانت قادرة، بمساعدة الأنظمة الدفاعية للولايات المتحدة وبريطانيا والأردن، على التصدي لنحو 330 من الصواريخ والمسيّرات الإيرانية، التي كانت تحمل 60 طنًا من المتفجرات، بنسبة نجاح تصل إلى 99% “الأمر الذي رفع معنويات الإسرائيليين، وهو ما يحتاجونه بشدة، بعد هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.

غير أن الطريقة التي يجب أن ترد بها إسرائيل على الهجوم الإيراني تثير انقسامًا بين الإسرائيليين، كما ذكرت الكاتبة، إذ أوضح استطلاع للرأي قامت به الجامعة العبرية بعد 3 أيام من الهجوم الإيراني أن 74% من المشاركين في الاستطلاع يرون أن إسرائيل لا يجب أن تقوم بالانتقام من إيران، إذا كان الرد قد يلحق الضرر بحلفائها خاصة الولايات المتحدة.

وأضافت الكاتبة أن “الأقلية من الإسرائيليين الذين يفضلون ردًا عسكريًا على إيران يمثلون الدائرة التي يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى نيل رضاها”، ويقود هذه الدائرة سياسيون من اليمين المتطرف بزعامة يسرائيل سموتريتش، وزير المالية، وإيتمار بن غفير وزير الأمن القومي.

مظاهرات لأهالي الأسرى تندد بموقف نتنياهو (رويترز)
مظاهرات لأهالي الأسرى تندد بموقف نتنياهو (رويترز)

وتمضي الكاتبة في توضيح موقف زعماء هذه الأقلية، على حسب وصفها، إذ يعارضون المفاوضات مع (حماس) لعودة الأسرى الإسرائيليين الأحياء مقابل وقف إنساني لإطلاق النار، والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، “وبدلًا من ذلك يطالبون نتنياهو بغزو رفح، آخر معاقل حماس في جنوب غزة، والقيام بهجوم مضاد عنيف تجاه إيران”.

“خطة الرب” التي يحلم بها اليمين المتطرف

وتصف الكاتبة الإسرائيلية ما يسعى إليه سموتريتش وبن غفير، وغيرهما من قيادات اليمين المتطرف، بقولها إنهم “يتطلعون إلى نصر عسكري إعجازي، يتبعه إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، وطرد كل أو أغلب الفلسطينيين من الضفة الغربية”.

وتتابع الكاتبة “بناء على رؤيتهم الدينية المتطرفة للعالم، فإن هذه هي شروط إعادة توطين إسرائيل التوراتية، التي تضم أجزاء من الأردن، وبعدها عودة المسيح”.

وتضيف في وصفها لرؤية اليمين المتطرف أن “الحياة الإنسانية والعلاقات الدولية الحكيمة لا قيمة لها بالمقارنة بالسعي إلى إقرار خطة الرب”.

وتوضح أن نتنياهو نفسه ليس متطرفًا دينيًا ولكنه في حاجة إلى متطرفين، من أمثال بن غفير، لكي ينجو سياسيًا وتستمر حكومته.

وتؤكد الكاتبة، التي تصف نفسها بأنها صهيونية من يسار الوسط، أنها، “مثل مئات الآلاف من الإسرائيليين، ليس لديها ثقة في قدرة نتنياهو أو حكومته على تحقيق نصر دبلوماسي أو عسكري”.

وتمضي في تحليلها لتقول إن بعض المعلقين الإسرائيليين يشكون في أن قرار الحكومة الإسرائيلية بقتل ضباط الحرس الثوري الإيراني في هجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من إبريل/نيسان الجاري، الذي أشعل رد الفعل الإيراني، كان محاولة لتأجيل القرار المرتبط بالأسرى الإسرائيليين.

وأضافت أنه “إذا كان الوضع كذلك فمن الواضح أن مجلس الحرب بقيادة نتنياهو أخطأ في حساب مستوى الرد الإيراني”.

وتختم الكاتبة مقالها بالقول إنه بالنسبة لكثير من الإسرائيليين فإن “الفشل في ضمان عودة 108 من الأسرى الإسرائيليين بيد حماس، بغض النظر عن عدد الأحياء منهم، سيكون أسوأ هزيمة على الإطلاق. ليس فقط هزيمة عسكرية أو دبلوماسية، بل هزيمة إنسانية”.

المصدر : وول ستريت جورنال