هل تساعد إسرائيل مودي على الفوز بأكبر انتخابات عامة في العالم؟

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

في ظل تزايد التوترات السياسية في الهند، وانطلاق ما يعد أكبر انتخابات عامة في العالم، تتصاعد الاتهامات بشأن تدخل إسرائيل في العملية الانتخابية التي ستجرى في الهند، الجمعة المقبلة.

ووفقًا لمصادر موثوقة في تحالف المعارضة المكون من حزب المؤتمر الوطني الهندي، فإن الاتهامات تأتي على خلفية العلاقات الودية بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إضافة إلى تداول شائعات حول صفقات سرية بين حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم وشركات التكنولوجيا الإسرائيلية.

مودي كان أول رئيس وزراء للهند في تاريخها يزور إسرائيل
مودي/أول رئيس وزراء للهند في تاريخها يزور إسرائيل (جيتي)

واتهمت فئة من زعماء المعارضة مودي بطلب المساعدة من إسرائيل لتحقيق الفوز في الانتخابات المقبلة، كما يعتقد قادة المعارضة أن الحملات الانتخابية للحزب الحاكم الذي يتزعمه مودي على الإنترنت مدعومة بتكنولوجيا متقدمة لا يمكن لأي طرف آخر أن يضاهيها، ما دفعهم إلى اتهام إسرائيل بدعمها بالقول: “إن شركات إسرائيلية أو مجموعات سرية مدعومة مسؤولة عن نشر الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة على منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل فيسبوك، إنستغرام ومنصة إكس”، ورغم ذلك، فلم يتم تقديم أي دليل مادي على هذه الاتهامات والادعاءات حتى الآن.

وفي سياق الاتهامات، أعرب مسؤول في وحدة منصات التواصل الاجتماعي التابع لحزب المعارضة عن قلقه بشأن مستقبل الديمقراطية في البلاد، مشيرًا إلى تقلص المساحة المتاحة للمعارضة على الساحة الديمقراطية، مع زيادة المخاوف من استخدام حزب بهاراتيا جاناتا لسلطته في قمع المعارضة واللجوء إلى المساعدة من إسرائيل لتعزيز أجندته.

كما لاحظت وحدة الإعلام والنشر في حزب المؤتمر نمطًا يبدو فيه أن الحزب الحاكم يستخدم التكنولوجيا المتطورة للتأثير في الرأي العام من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فيما كشف مصدر داخل حزب المؤتمر للجزيرة مباشر أنهم يواجهون صعوبات في التفاعل مع الناخبين بسبب عدم توفر الإمكانات التكنولوجية عندهم، على الرغم من جهودهم المستمرة في التعامل مع الموارد المحدودة، وقال المصدر إن الطريقة التي تستخدمها إسرائيل تكنولوجيًا للتأثير في الشعب العربي لدعم إسرائيل، هي ذاتها التي يستخدمها حزب بهاراتيا جاناتا، وبالطريقة نفسها.

وأفاد المسؤول عن نشر محتوى وسائل التواصل الاجتماعي بأن القيود التي فرضتها شركات التواصل الاجتماعي لمكافحة الأخبار المزيفة، قد أثرت سلبًا في قدرات المعارضة على مشاركة المقاطع المتعلقة بالحملة الانتخابية بشكل فعال، كما أن حزب مودي يستمر في استخدام التكنولوجيا المتقدمة لنشر رسائل تحريضية تهدف إلى حشد الدعم من الناخبين الهندوس من خلال إثارة العداء ضد مجتمعات معينة، وهناك ادعاءات بأنهم يستفيدون من التكنولوجيا المرتبطة بإسرائيل بهذا الصدد.

من جهته ألمح الخبير السياسي البروفيسور أبورفا ناند إلى ما وصفها بالنوايا الخبيثة للحزب الهندوسي، مع امتناعه عن التحقق من صحة الادعاءات، وأشار إلى تكرار اتهامات حزب المعارضة للحزب الحاكم باستخدام قوى أجنبية للتأثير في الانتخابات، وقال إن “الكونغرس” كان قد اتهم رئيس الوزراء بالسعي للمساعدة من الأجهزة الإسرائيلية لتحقيق الفوز والبقاء في السلطة، كما أعرب “الكونغرس” عن مخاوفه من تأثير حزب بهاراتيا جاناتا بمساعدة الوكالات الإسرائيلية.

مقر الشركة الإسرائيلية المنتجة لبرنامج التجسس بيغاسوس (الفرنسية)

ووفقًا لبيانات الحزب المؤتمر، فإن الأنماط الملحوظة والبصمات الرقمية للحزب الحاكم تشير إلى تخطيطه لتحقيق انتصارات انتخابية بالتعاون مع وكالات عسكرية أجنبية، كما أشارت التقارير الدولية إلى طلب الهند المساعدة من إسرائيل في مراقبة الصحفيين وقادة المعارضة باستخدام برنامج التجسس “بيغاسوس” في اختراق الهواتف النقالة الذكية لمسؤولين وناشطين ومعارضين وصحفيين حول البلاد للتجسس ومراقبة المواطنين، ويعد “بيغاسوس” برمجية تجسس تطورها وتبيعها شركة “إن إس أو غروب”، ومقرها إسرائيل.

وفي تصريح سابق، أكدت سوبريا شرينات المتحدثة باسم الحزب المعارضة، أن اتحاد الصحفيين الدوليين، كشف عن فريق من المقاولين الإسرائيليين الذين يزعمون أنهم تلاعبوا بأكثر من 30 انتخابات حول العالم باستخدام القرصنة والتخريب والمعلومات الآلية المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى اكتشاف أدلة على هذه الأنشطة في الهند، كما ادعت أن الحكومة تعاونت مع مجموعات إسرائيلية.

وأفادت شرينات بأن الشركات الإسرائيلية تساعد قادة الحزب الهندوسي في نشر أخبار كاذبة ومعلومات مضللة عبر منصات التواصل الاجتماعي البارزة مثل “فيسبوك” و”إنستغرام”، كما كشفت للجزيرة مباشر أن وحدة تكنولوجيا المعلومات في حزب مودي نشرت أخبارًا ملفقة حول برنامج “مسيرة العدالة” الذي أطلقه زعيم حزب المؤتمر البارز، راهول غاندي، المعروف باسم “بهارات جودو نياي ياترا”، أو “مسيرة العدالة الموحدة في الهند”.

المصدر : الجزيرة مباشر