وول ستريت جورنال: هجمات إيران تظهر مشكلات أنظمة اعتراض الصواريخ والمسيّرات

تزيد تكلفة بطارية باتريوت التي تحمل 32 صاروخا عن مليار دولار
تزيد تكلفة بطارية "باتريوت" التي تحمل 32 صاروخًا عن مليار دولار (رويترز)

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير لها، اليوم الأربعاء، أن “الهزيمة الكاملة تقريبًا لهجمات إيران بالمسيّرات والصواريخ على إسرائيل يوم السبت الماضي مثّلت نجاحًا لأنظمة الدفاع الجوي”، لكنها في الوقت نفسه تذكرة بأن “الأنظمة القادرة على اعتراض هذه النوعية من الهجمات تعاني من نقص في إمداداتها”.

وقالت الصحيفة إن مختلف الدول حول العالم تحركت باتجاه تعزيز أنظمتها الدفاعية في السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتوتر في المحيط الهادئ، والصراع في الشرق الأوسط، وكانت النتيجة أن الشركات التي تنتج هذه الأنظمة تواجه صعوبات في الاستجابة للطلب المتزايد على منتجاتها.

وأضافت الصحيفة أن الدول التي ترغب في شراء أنظمة الدفاع الجوي تواجه ارتفاعًا في تكلفتها من جانب، وطول فترة الانتظار للحصول عليها من جانب آخر.

وأشارت إلى أنه قد يستغرق الأمر أحيانًا سنتين حتى يتم تسليم أنظمة الدفاع الجوي الاعتراضية، خاصة مع نقص بعض المكونات مثل محركات الصواريخ.

الصواريخ الاعتراضية أعلى تكلفة

وأبرزت الصحيفة في تقريرها مشاكل مرتبطة بالصواريخ الاعتراضية، وهي أنها تستغرق وقتًا طويلًا لتصنيعها، كما أن تكلفتها أعلى من الأهداف التي تعمل على إسقاطها، خاصة المسيّرات.

وتمثل أسراب المسيّرات الصغيرة، التي تعمل بشكل ذاتي، تحديات إضافية لأنظمة الدفاع الجوي، حيث “ما زالت التكنولوجيا القادرة على التعامل مع مخاطرها في مرحلة التطوير”، حسب ما أوضحت الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن المقاتلات الأمريكية أسقطت أغلب المسيّرات التي أطلقتها إيران على إسرائيل، فيما أسقطت مقاتلات بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بعضًا منها.

كما أسقطت الولايات المتحدة نحو 6 صواريخ باليستية، فيما تمكن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي من إسقاط الكثير منها.

المسيرات سلاح منخفض التكلفة
المسيّرات سلاح منخفض التكلفة (رويترز)

مقارنة مع أوكرانيا

كما نقلت الصحيفة عن محللين في شؤون الدفاع قولهم إنه “كان من المحتمل أن تعاني إسرائيل لو تعرضت لموجات متعددة من الهجمات، كما حدث في أوكرانيا خلال أكثر من سنتين من حربها مع روسيا”.

غير أن “الدعم التي حصلت عليه إسرائيل من الولايات المتحدة وشركاء غربيين وعرب”، علاوة على ما لديها من أنظمة دفاع جوي متطورة، “جعل هزيمة القصف الإيراني ممكنة”، حسب ما ذكرت الصحيفة.

وبالمقارنة مع أوكرانيا، فقد واجهت كييف خلال العامين الماضيين هجمات بأكثر من ألفين من الصواريخ الباليستية، ونحو 5500 من المسيّرات الإيرانية من طراز “شاهد”، وكانت نسبة اعتراضها أقل، خاصة مع نفاد مخزون أوكرانيا من الصواريخ الاعتراضية.

وتابعت الصحيفة أن أوكرانيا تواجه مشكلة ارتفاع تكاليف الصواريخ الاعتراضية، حيث تزيد تكلفة بطارية الصواريخ من طراز “باتريوت”، التي تحمل 32 صاروخًا، عن مليار دولار.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الغربيين يخشون ارتفاع تكاليف أنظمة الدفاع الجوي التي تقوم باعتراض وإسقاط المسيّرات، إذ يتم استخدام صواريخ تبلغ تكلفتها ملايين عدة من الدولارات لإسقاط طائرات مسيّرة منخفضة التكلفة.

ونقلت الصحيفة عن كريس بروز، رئيس فريق الإستراتيجية بشركة “إندريل”، وهي شركة أمريكية متخصصة في تكنولوجيا الدفاع، قوله لمجموعة من المراسلين “لا يمكن أن تقضي على مسيّرات رخيصة الثمن إلا باستخدام صواريخ اعتراضية رخيصة الثمن”.

المصدر : وول ستريت جورنال