تجنيد “الحريديم”.. قنبلة موقوتة داخل إسرائيل

يتمتع المتدينون اليهود بقوة اجتماعية وسياسية في إسرائيل وتزيد أعدادهم بسرعة (غيتي)

تتصاعد في إسرائيل المخاوف من قنبلة موقوتة فككتها المحكمة العليا في البلاد مع بدء جلسات استماع بشأن اقتراح ضم أفراد التيار الديني اليهودي المتشدد (الحريديم) إلى الخدمة العسكرية، بعد عقود من امتياز يعفي هذه الفئة من التجنيد.

وفي أول تعليق علني له على تلك القضية، طالب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بعدم الترويج للاقتراح إلا بموافقة الأحزاب جميعها في الائتلاف، بما في ذلك الأحزاب “الحريدية” نفسها، وفق ما أوردته صحيفة “جيروزاليم بوست”.

ومضى غالانت قائلًا: “هناك حاجة ماسة لإطالة أمد الخدمة العسكرية الإلزامية وخدمات جنود الاحتياط، فالحرب أثبتت ضرورة أن يتحمل الجميع المسؤولية”.

ودعا الوزير رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى تولي قيادة مهمة التنسيق بين أحزاب الائتلاف، وربما بدعم من المعارضة، للدفع بخطة انخراط يهود “الحريديم” في الجيش الإسرائيلي، مضيفًا أنه لن يطرح قانون التجنيد الجديد على الكنسيت إذا لم يتوافق عليه الجميع بما في ذلك قادة “الحريديم”.

واستطرد غالانت: “إسرائيل تواجه تحدي تقاسم العبء الوطني منذ 75 عامًا، والآن حان الوقت لاتخاذ قرارات غير مسبوقة لحل هذه الأزمة”.

جنازة لأحد أغضاء اليهود الحريديم
جنازة لأحد أعضاء اليهود الحريديم (الأوروبية)

أما وزير المالية واليميني المتطرف بتسلئيل سموترتيش فعلّق على الموضوع بتغريدة قائلًا: “لدينا خلاف عميق مع الحريديم اليهود المتشددين بشأن مسألة التجنيد الإجباري، لكن كسر التحالف السياسي معهم بسبب ذلك سيكون خطأ فادحًا”.

وحسب “جيروزاليم بوست”، تسببت تصريحات وزير الدفاع في غضب الأحزاب الحريدية كافة بقيادة حزب “شاس” الديني.

وحكومة نتنياهو مطالبة -وفق قرار المحكمة العليا- بتقديم مبررات عدم تجنيد “الحريديم” في الجيش بموعد أقصاه 24 من شهر مارس/آذار المقبل.

امتيازات

وما يشي بتصاعد الاحتقان والصدام المجتمعي، بقاء عشرات الآلاف من طلاب المدارس الدينية “الحريديم” معفيين من التجنيد لعقود، على الرغم من أن القضاء في إسرائيل قضى بأن هذا الإعفاء غير دستوري، لأنه يمثّل تمييزًا ضد أولئك الذين يخدمون في الجيش، ولا سيما بعد تطوع بضع عشرات فقط من رجال “الحريديم” اليهود الأشكيناز، في القتال الحالي في غزة، بينما يشكل هؤلاء 13% من سكان إسرائيل.

واليهود الأرثوذكس المتشددون أو «يهود الحريديم»، هم تيار ديني يهودي متشدد، وتعني كلمة الحريدي “التقي”، وهم معفيون من الخدمة العسكرية منذ عام 1948، بحجة تكريس أوقاتهم وطاقاتهم لتعلّم “التوراة حامية اليهود ودولتهم” دون حمل السلاح وفق عقيدتهم.

المصدر : جيروزاليم بوست