“فتية التلال”.. عصابات تمارس الاستيطان الرعوي في الضفة الغربية المحتلة (فيديو)

يجد “فتية التلال” في المناطق البدوية ضالتهم

“الاستيطان الرعوي” واحدة من المظاهر الاستيطانية التي زادت حدّتها مؤخرًا، ويحاول من خلالها المستوطنون التشبّه بالمزارعين الفلسطينيين، في تربية مواشيهم ورعيها في مساحات واسعة للسيطرة عليها.

ومنذ عملية “طوفان الأقصى” في 7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تستغل الجماعات الاستيطانية حالة الحرب للسيطرة على المزيد من أراضي المزارعين الفلسطينيين تحت تهديد السلاح، وبتنفيذ من عصابات يطلق عليها “فتية التلال”.

غسان عليان، مزارع فلسطيني سيطرت جماعات استيطانية على أرضه، الواقعة في منطقة الحنجلية في بلدة بتير غرب بيت لحم، وتعرّض للاعتقال سابقًا حين حاول إخراجهم.

يقول غسان للجزيرة مباشر “لدينا قصة طويلة مع المستوطنين بدأت في عام 2018 وكل عام يعيد الكرة ذات المستوطن ويقتحم أرضنا ويضع الكرفانات (البيوت المتنقلة)، ويجلب معه مجموعة من الأغنام وكلاب حراسة وأحواض مياه، ترافقهم فتية التلال وهم جماعات استيطانية تعمل على إرساء بؤر استيطانية بوساطة الرعي، وبذريعة أنهم يمارسون الرعي للسيطرة على الأرض إذا لم يجدوا من يردعهم، ولكننا كل عام نقوم بردعهم وإخراجهم من الأرض”.

التشبّه بالمزارعين الفلسطينيين

وحول أسلوب المستوطنين التشبه بالمزارعين الفلسطينيين، قال غسان “عند الحديث مع هؤلاء المستوطنين، يتظاهرون أنهم عرب ولديهم أغنام وحمير ويرتدون ملابس تشبه سكان المنطقة، وفي البداية نعتقد أنهم شباب من قرى مجاورة، فنذهب لهم ونتحدث إليهم بالعربية ويردون بالعبرية ويطالبوننا أن نغادر المنطقة لأنها محظورة علينا، وهذا يحدث بوجود وحماية الجيش لهم”.

ويجد “فتية التلال” في المناطق البدوية ضالتهم، وفق ما يقول حسن بريجية -مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، وأوضح للجزيرة مباشر أن “الاستيطان الرعوي أسلوب انتهجته الجماعات الاستيطانية في المناطق الواسعة، معظمها مناطق بدوية محاذية للبحر الميت، صحراء شاسعة تسمى بالبادية الشرقية لمحافظة بيت لحم، وكذلك تصل لمحافظة أريحا والقدس وبرية الخليل والأغور الشمالية”.

وتابع “في هذا الشكل من الاستيطان يدّعي المستوطن أنه يمارس رعي المواشي، وفي أغلب الأحيان تكون هذه الأغنام مسروقة من الفلسطينيين يصادرها الجيش أو الإدارة المدنية من الفلسطينيين ويتم منحها للمستوطنين”.

وفي الحديث عن أرض الحنجلية في بلدة بتير غرب بيت لحم يوضّح حسن “الآن يريدون فرض أمر واقع، مستغلين حالة الحرب وتخوفات المزارعين من الوصول لأراضيهم بسبب إمكانية تعرضهم لإطلاق النار من قبل المستوطنين المسلحين، والذين لديهم الضوء الأخضر بقتل أي شيء فلسطيني يتحرك بما فيه المزارع”.

المصدر : الجزيرة مباشر