متظاهرون يقطعون الشوارع في أرمينيا احتجاجًا على أحداث إقليم ناغورني كاراباخ (فيديو)

خرجت حشود كبيرة اليوم الجمعة في يريفان عاصمة أرمينيا، احتجاجًا على تعامل الحكومة مع الأزمة في إقليم ناغورني كاراباخ، واتهموها بأنها “قدمت الكثير من التنازلات لأذربيجان”.

وتظاهر مناهضون للحكومة في شوارع يريفان، وأعلن زعماء المعارضة هناك عزمهم إطلاق إجراءات مساءلة لرئيس الوزراء الأرمني في البرلمان حول الأمر.

وأغلقت مجموعات من المتظاهرين بعض الشوارع في يريفان اليوم الجمعة، وهدّدت بتعطيل اجتماع الحكومة المقرّر عقده في وقت لاحق اليوم، احتجاجًا على ما قالت إنه تخلٍّ من الحكومة عن أرمن الإقليم.

متظاهرون يشتبكون مع الشرطة خلال مسيرة احتجاج – يريفان 22 سبتمبر (رويترز)

استسلام الانفصاليين

وكان الانفصاليون الأرمن في إقليم ناغورني كاراباخ، قد وافقوا أمس على شروط وقف لإطلاق النار اقترحته قوات حفظ السلام الروسية، بعد أن أصابتهم انتكاسات في أرض المعركة بأيدي جيش أذربيجان.

وشنّ جيش أذربيجان، هجومًا يوم الثلاثاء على منطقة ناغورني كاراباخ الانفصالية، التي تسكنها أغلبية من الأرمن وكانت مسرحًا لحرب عنيفة عام 2020 سمحت لباكو باستعادة أجزاء كبيرة من أراضي الإقليم.

وبعد 24 ساعة فقط من القتال، استسلم الانفصاليون الأرمن يوم الأربعاء، وبدأت مفاوضات أمس الخميس بوساطة موسكو، لإعادة إدماج الأراضي الانفصالية في أذربيجان.

“تقديم الكثير من التنازلات”

غير أنّ انتصار باكو الخاطف أثار احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة في يريفان، واتهمت أحزاب المعارضة رئيس الوزراء نيكول باشينيان بتقديم الكثير من التنازلات لباكو وطالبت باستقالته.

ودعا المتظاهرون الحكومة إلى اتخاذ إجراءات لمساعدة السكان الأرمن في ناغورني كاراباخ وإجلائهم إلى أرمينيا.

وفي العاصمة يريفان، اعتقل عشرات المتظاهرين الأربعاء والخميس خارج مقر باشينيان في أعقاب أعمال شغب ألقى خلالها المتظاهرون زجاجات وحجارة في محاولة لدخول المبنى بالقوة.

وحذرت شرطة مكافحة الشغب من أنها ستتخذ “إجراءات خاصة” إذا استمرّت أعمال العنف، كما قامت اليوم الجمعة باعتقال عدد من المتظاهرين من بينهم قادة المحتجين.

وأدى استسلام الانفصاليين الأرمن إلى زيادة الضغط على رئيس الوزراء الأرميني المتهم بعدم مساعدتهم، بل إنه حثّ الأرمن على سلوك “الطريق” نحو السلام حتى لو “لم يكن سهلًا”.

ضمان حقوق الأرمن

وأعلن رئيس الوزراء الأرميني اليوم الاستعداد لاستقبال نحو 40 ألف لاجئ، مشدّدًا على أنّ هدفه الرئيسي هو “ضمان حصول مواطنينا على فرصة العيش في منازلهم من دون خوف وفي أمان”.

من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الأذربيجانية الرسمية، أنّ باكو أرسلت 40 طنًّا من المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، مشيرة إلى أنّ رئيس البلاد إلهام علييف وعد بضمان حقوق الأرمن الذين يعيشون فيها.

وخاضت الدولتان -اللتان تتناصبان العداء في جنوب القوقاز وكانتا ضمن الاتحاد السوفيتي السابق- حروبًا على مدار 35 عامًا من أجل السيطرة على إقليم كاراباخ، الذي يُعترف به دوليًّا على أنه جزء من أذربيجان، ولكن يقطنه سكان معظمهم من الأرمن.

المصدر : وكالات