رئيس وزراء الجبل الأسود لموقع الجزيرة مباشر: مستعدون لاستضافة مفاوضات سلام بين صربيا وكوسوفو

أبدى رئيس وزراء جمهورية الجبل الأسود، دريتان أبازوفيتش، استعداد بلاده لاستضافة مفاوضات سلام بين صربيا وكوسوفو، مؤكدًا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمتلك مقومات تؤهله لأداء الدور الأكبر في البلقان.

تقع جمهورية الجبل الأسود (مونتينيغرو) غربي البلقان وتطل على البحر الأدرياتيكي، ويبلغ تعداد سكانها اليوم نحو 600 ألف نسمة، 70% منهم يعتنقون الديانة المسيحية الأرثوذكسية، و20% مسلمون، بينما تتوزع النسبة الباقية بين الكاثوليك وديانات أخرى.

عبد العزيز مجاهد مراسل الجزيرة مباشر في تركيا، التقى أبازوفيتش في إسطنبول على هامش زيارته لتوثيق العلاقات بين البلدين.

دريتان أبازوفيتش، مسلم من مواليد عام 1985، وصل إلى منصب رئيس الوزراء بعد انتخابات برلمانية عام 2022.

وإلى نص الحوار:

التوتر لا يكاد يهدأ في البلقان حتى يشتعل من جديد، هذه المرة هناك أزمة بين كوسوفو وصربيا، فكيف تتابعون الموقف؟

نحن نحظى بعلاقات ودية مع كل جيراننا، لكن للأسف تشتهر منطقة البلقان بالصراعات، وفيما يتعلق بالأزمة الحالية بين جيراننا، نحن ندعو تركيا إلى أداء دور أكبر في تهدئة الأوضاع، ومن جانبنا فقد أعلنا للطرفين استعداد الجبل الأسود لاستضافة محادثات سلام بين كوسوفو وصربيا إذا وافق الطرفان، ونحن سنوفر كل الدعم اللازم لإنجاح تلك المفاوضات.

تزورون تركيا الآن، وهذه ليست الزيارة الأولى لكم منذ توليكم المنصب، فما هدف الزيارة؟

تهدف الزيارة في المقام الأول إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بيننا وبين تركيا. تركيا الآن قوة كبيرة وهي مؤهلة لأداء دور كبير في منطقة البلقان، من المهم جدًّا بالنسبة لنا أن تكون صورة ما يجري في البلقان واضحة لتركيا. نرى أن المقومات التي تمتلكها تركيا تجعلها مؤهلة لأن تؤدي دورًا أكبر في منطقتنا، فالرئيس أردوغان زعيم دولي ويمتلك علاقات واسعة تؤهله لجعل منطقة غربي البلقان أكثر سلامًا.

لا أعرف زعيمًا عالميًّا يمتلك من المقومات التي تؤهله لأداء دور أكبر في غربي البلقان من الرئيس التركي، وأنا متأكد أن الرئيس التركي وحكومته سيستخدمون هذه المزايا التي يمتلكونها لإيجاد حلول تجلب الخير والسلام والاستقرار إلى شعوب البلقان.

يمتلك بلدكم عضوية كاملة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقطعتم شوطًا طويلًا في طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، إلى أين وصلت هذه الجهود؟

تركيا تدعم مساعينا من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، وهذا هدفنا الأساسي في سياستنا الخارجية. الجبل الأسود هي البلد الأمثل الذي يستحق عضوية الاتحاد الأوربي، ونشكر جميع مَن دعم مساعينا لإنجاز هذه الخطوة التاريخية، وهناك تقدّم يحدث في مساعينا للانضمام، ولا أقول إنني راضٍ عن هذا التقدم، لكن هذه السنة سنخوض مزيدًا من المفاوضات.

ما الملفات التي تناقشونها مع تركيا الآن؟

هذه السنة لدينا المزيد من الاتفاقات التي نناقشها مع أنقرة، لدينا بالفعل رحلتان جويتان مباشرتان من الخطوط الجوية التركية بين تركيا والعاصمة بودغيريستا، ومنتصف الشهر الجاري ستبدأ شركة بيغاسوس التركية بتسيير رحلات مباشرة إلى عاصمتنا.

هذه الرحلات لن تجلب فقط السياح إلى بلدنا وإنما ستجلب إلينا أيضًا رجال الأعمال الأتراك والمستثمرين، كما ستُسهّل دراسة طلابنا في الجامعات التركية، وستربط الأتراك الذين لديهم أصول من الجبل الأسود بوطنهم الأم. وعندما نتحدث عن التعاون مع تركيا، يبرز أيضًا قطاع الطاقة الذي يمكن التعاون فيه مع أنقرة.