“30 يوم دليفري وأتفسح وين ما بدي”.. الطفلة سيلا كتبت أحلامها في ورقة واستشهدت (فيديو)
من بين الأمنيات التي كتبتها سيلا، هو أن تشاهد التلفزيون وتسهر وتأكل ما تريد، وأن تكلم أبيها بالساعات يوميًا، وأن تشتري ملابس “حلوة”
في بطانية واحدة وُضعت الطفلة الشهيدة سيلا رفقة أخيها الشهيد، وذلك بعدما استشهدا جراء مجزرة للاحتلال في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
وانتشل جثمان سيلا (12 عامًا) صباح أمس الاثنين، وسط بكاء وانهيار من الأب المكلوم الذي فقد زوجته وأولاده بهذا القصف.
لم يقتل الاحتلال سيلا وحدها، بل قتل معها أحلامها وأمنياتها التي كتبتها في ورقة، منتظرة انتهاء الحرب حتى تقوم بتنفيذ ما أمكنها منها.
ومن بين الأمنيات التي كتبتها سيلا، أن تشاهد التلفزيون وتسهر وتأكل ما تريد “30 يوم دليفري”، وتخرج للفسحة كيفما تشاء، وأن تكلم أباها بالساعات يوميًّا حتى تلتقيه، وأن تشتري ملابس “حلوة”.
يحلم الأطفال في غزة بما هو حق طبيعي لكل أطفال العالم، لكن الاحتلال الإسرائيلي يحول دائمًا بينهم وبين تلك الحقوق، بالحصار والتدمير تارة، وبالقصف والقتل تارة أخرى.
وشهد مخيم المغازي مجزرة جديدة للاحتلال أول أمس الأحد، وذلك بعد ليلة دامية من قصف المخيم بالطائرات الإسرائيلية وقذائف المدفعية الكثيفة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 70 مدنيًّا وإصابة العشرات، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنّين.
ورصدت كاميرا الجزيرة أمس الاثنين، آثار الدمار والخراب الذي خلفه قصف الاحتلال المكثف للمخيم. وظهر الأهالي ينتشلون الضحايا من تحت الأنقاض، في حين كانت مدفعية الاحتلال لا تزال تطلق القذائف على مناطق شرقي المخيم.
وظهر أب مكلوم (والد سيلا) باستشهاد جميع أفراد أسرته، وبينما كانوا ينتشلون ابنته من تحت الأنقاض بعدما ظهر النصف العلوي من جسدها، قال الأب والدموع تنهمر من عينه “زوجتي وابني وبنتي استشهدوا”.
وأضاف أنهم جاؤوا نازحين إلى المخيم بعدما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن تلك المناطق آمنة، “جينا هنا عشان قالوا أمان، وين الأمان؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيهم”.
وتتواصل مجارز الاحتلال في غزة لليوم الـ81 من العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصَر، حيث استشهد نحو 100 فلسطيني في الساعات الأخيرة من مساء أمس الاثنين بغارات إسرائيلية واسعة النطاق، وارتفعت حصيلة الشهداء منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 20674 معظمهم من الأطفال والنساء، والمصابين إلى نحو 55 ألفا.