دبلوماسي أمريكي سابق: البرهان ورّط السودان وأدخلها في مواجهة مع المجتمع الدولي (فيديو)

قال الدبلوماسي الأمريكي السابق كاميرون هيدسون إن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان “ورط السودان وأدخلها في مواجهة مفتوحة مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن”.

وأضاف خلال مشاركته في برنامج (المسائية) على قناة الجزيرة مباشر، السبت، أن تهديد البرهان بطرد رئيس البعثة الأممية فولكر بيرتس “أمر غير مناسب بالمرة ولن يقبله المجتمع الدولي لأن بيرتس هو ممثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن في السودان بصرف النظر عن رغبة المجلس العسكري ودرجات تناغمه مع سياسة الممثل الأممي”.

وشدّد هيدسون على أن رفض مجلس السيادة الانتقالي لممثل الأمم المتحدة في السودان يجعل القيادة العسكرية السودانية في مواجهة مفتوحة مع المؤسسات السياسية الدولية.

وكان البرهان قد هدّد رئيس البعثة الأممية فولكر بيرتس بالطرد بسبب ما وصفه بـ”التمادي في تجاوز تفويض البعثة الأممية والتدخل السافر في الشأن السوداني”.

وأضاف البرهان خلال تخريج دفعات جديدة من الكلية الحربية، الجمعة، أن القوات المسلحة لا تريد حكم السودان وحدها وأنها لم تتوقف عن دعوة القوى الوطنية للحوار وصولًا إلى التوافق.

وأوضح هيدسون أن القيادة العسكرية السودانية بحاجة للمجتمع الدولي لا سيّما أن البلاد تعيش على وقع انهيارات اقتصادية ومالية وأن الشعب هو من يعاني تبعات هذا الوضع.

وقال “الجيش السوداني فشل في إصلاح الوضع الاقتصادي في البلاد والقيادة العسكرية لا يمكنها أن تقوم بأي عملية إصلاحية دون الاستعانة بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي”.

ونصح هيدسون القيادة العسكرية السودانية بضرورة الانخراط في إعادة الحكم المدني للسودانيين، مضيفا “دعم المجتمع الدولي للسودان رهين بمدى جاهزية واستعداد قادة الجيش للدخول في عملية تفاوضية مع المكون المدني وتسليم السلطة”.

يذكر أن التوتر بين البرهان والمبعوث الأممي تزايد بصورة واضحة بعد الإحاطة التي قدمها فولكر بيرتس لمجلس الأمن، الاثنين الماضي، بشأن الوضع السودان، ومن أبرز ما جاء فيها أن “البلاد بدون حكومة فعلية منذ استيلاء العسكر على السلطة، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقمع الاحتجاجات مستمر، وأن الحالة الاقتصادية والإنسانية والأمنية آخذة في التدهور مع غياب اتفاق سياسي للعودة إلى مسار انتقالي مقبول”.

وأضاف بيرتس أن الاحتجاجات في السودان ذات طابع سياسي وتكتسب تدريجيًا طابعًا اجتماعيًا واقتصاديًا، مع المزيد من شعارات صارخة تندد بارتفاع أسعار الخبز وتدهور ظروف المعيشة.

وأشار إلى ورود تقارير مقلقة عن ازدياد التوترات بين قوات الأمن المختلفة.

وعبّر بيرتس عن قلقه من أنه إذا لم يُتوصل إلى حل سياسي فقد ينحدر السودان إلى الصراع والانقسامات مثلما حدث في ليبيا واليمن.

وخلص الدبلوماسي الأمريكي السابق إلى أن البرهان استنجد بدول الجوار خاصة مصر والسعودية لكن الأبواب كانت موصدة في وجهه، كما فشل في بيع أصول لروسيا.

وتابع “الجيش السوداني بزعامة البرهان اليوم ليس في موقع قوة، ولم يعد له نفوذ حقيقي في البلاد، ولذلك عمل قادته على رهن البلاد لسياسة لا تختلف عن عمل قادة المافيا”.

المصدر : الجزيرة مباشر