على الحدود البولندية.. مترجم مصري متطوع يروي قصصا مؤثرة عن الفارّين من حرب أوكرانيا (فيديو)

منذ أيام يقف الشاب المصري فؤاد عجلان على الحدود البولندية الأوكرانية حيث يتدفق اللاجئون الفارّون من جحيم الحرب الروسية، متطوعًا للترجمة في البداية ثم توسّع الأمر إلى أبعد من ذلك مع تصاعد الأزمة.

فوجئ الشاب المقيم في بولندا منذ 13 عامًا، بموجة تضامن شعبية ورسمية غير مسبوقة مع اللاجئين القادمين من أوكرانيا، واصفًا مشهد التبرعات والمساعدات المقدّمة من بولندا ودول أوربية أخرى مثل ألمانيا وهولندا، بأنه لم يره من قبل طوال مدة إقامته هناك إلى حد أن بعض مراكز التسوق بدت شبه خالية بعد شراء بعض المواطنين بضائعها وتبرعهم بها للاجئين على الحدود.

ترك عجلان -الذي يتحدث 4 لغات- عمله مؤقتًا في مجال السياحة وتطوع لمساعدة اللاجئين العرب، ويقف يوميًّا في معبر حدودي يتدفق منه اللاجئون على الحدود يحمل لافتة كُتب عليها “مترجم متطوع”، لكن الأمر توسّع ليشمل توصيل مساعدات طبية وتبرعات ومتابعة قصص اللاجئين وتهدئتهم ومساعدتهم للوصول إلى أماكن آمنة.

وقال فؤاد عجلان خلال لقاء على الجزيرة مباشر إنه قابل عربًا كثيرين من العراق واليمن وسوريا والسعودية ومصر وفلسطين، منهم من انتظر في بولندا ومنهم من سافر خارجها بعدما استطاع هو ورفاقه -بدعم من الحكومة والمنظمات- مساعدتهم وغيرهم للوصول إلى وجهاتهم.

وحكى الشاب المصري قصة مؤثرة للاجئة أوكرانية مع طفليها كانت تبكي، فتحدّث معها بالروسية، وأخبرته بأنها كانت تقيم في قرية صغيرة وعندما دخلت القوات الروسية خرج زوجها وغيره للدفاع عن البلدة فأصيب وسقط بجوار إحدى المدرعات التي سرعان ما غيّرت مسارها ودهسته وقُتل ثم أكملت سيرها وكأن شيئًا لم يكن.

كما حكى عن شبان من اليمن لا يتحدثون سوى العربية فبكوا حيث فروا من حرب بلادهم إلى حرب أخرى في الغربة. وأكد أن الأولوية في المساعدات كانت للنساء والأطفال ثم البقية.

وعن الازدواجية في التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين وغير الأوكرانيين، أشار عجلان إلى أنه سمع كغيره عن قصص منع غير الأوكرانيين من الإجلاء حتى الانتهاء من ترحيل الأوكرانيين. لكنه رأى بعينه أن المساعدة تُقدَّم لأي نازح بصرف النظر عن جنسيته أو لونه حتى لو لم يمتلك أوراقًا رسمية، مشيدًا بدور المنظمات الحقوقية في هذا الشأن.

ودخلت الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا يومها الـ11، وسط مؤشرات على إمكانية شن القوات الروسية هجومًا واسعًا للسيطرة على العاصمة كييف.

وفي حين بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واثقًا بأن العمليات العسكرية التي تشنها قواته ستحقق أهدافها، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مواطنيه في المناطق التي سيطر عليها الروس إلى التظاهر والمقاومة.

ويأتي ذلك في وقت أُعلِن فيه عن جولة جديدة من المفاوضات ستُعقد بين الطرفين غدًا الإثنين. بينما تبحث واشنطن تأمين بديل لزيلينسكي في حال مقتله أو اعتقاله.

المصدر : الجزيرة مباشر