“أم ربة بيت” هي أصعب وظيفة.. دراسات تشرح لماذا؟

الأمهات ربات البيوت يضطلعن بمسؤوليات كبيرة

سواء كانت تعمل خارج المنزل أو ربة بيت، تجد الأم متعة في تربية أطفالها، ولكن يبدو أن الأم ربة البيت لديها أكثر الوظائف جهدًا على الإطلاق، إذ يحتاج الأطفال إلى الكثير من الرعاية، وتقع هذه المسؤولية على عاتق الأمهات.

وقد ذكرت دراسة نشرتها دورية (هارفرد) أن ربة البيت الأم هي أكثر الوظائف صعوبة، على الرغم من افتراض عكس ذلك؛ إذ لا يحصل هؤلاء الأمهات على الاستراحة العاطفية والعقلية والجسدية التي تتطلبها رعاية أطفالهن.

ودار نقاش طويل حول ما إذا كانت مهمة الأم العاملة أصعب أم ربة البيت، وأظهرت دراسة أجراها مركز (بيو) للأبحاث أن مهمة الأمهات اللائي يبقين في المنزل أصعب، وأشارت إلى أنهن أكثر إرهاقًا من الأمهات اللاتي يعملن.

شملت هذه الدراسة 1500 أم من مجموعة متنوعة من المجالات المهنية، وقال أكثر من نصف المشاركات إن إنجاب طفل أمر صعب.

وبالنسبة للأمهات اللواتي يبقين في المنزل، فإن معظم أمور تربية الأطفال يكون على عواتقهن وحدهن، ومع أن قضاء هذا الوقت مع طفلك أمر إيجابي فإن ذلك لا يجعل الأمر أسهل.

الأم ربة البيت تقوم بوظيفة مرهقة أكثر من الأم العاملة (أرشيفية)

ومن الأسباب التي تجعلها هذه الوظيفة أصعب ما يلي:

لا يوجد راتب

تعمل الأمهات في المنزل 24 ساعة في اليوم، لكنهن لا يحصلن على أجر مقابل أي منها.

لا تستطيع أن تقول لا

في الوظائف العادية، يمكن للموظفين التعبير عن الرفض إذا طُلب منهم القيام بشيء غير موجود في الوصف الوظيفي، أما ربة البيت فلا يمكن أن تقول لا لأي مهمة لأنها الوحيدة الموجودة للقيام بذلك، فمهما كانت المهمة جسيمة أو معقدة فيجب عليها التعامل معها.

لا تحصل على استراحة

عندما تبقى الأم في المنزل مع الأطفال، فلن تحصل على فترات راحة متى شاءت، بل إنها تقضي كل لحظة في إنجاز الأشغال، وينتهي بها الأمر بتعدد المهام ومحاولة إنجاز كل شيء قبل تحضير العشاء.

حتى عندما تذهب الأم إلى الحمام، فإن أطفالها يتبعونها أو يجلسون خارج الباب في انتظارها.

نوبات الغضب التي تصيب الأطفال تُدخل الأم في مشاكل نفسية (أرشيفية)

عدم الاعتراف

غالبا ما يكون إنجاز ربة البيت الشاق غير مرئي، فلا يلاحظ الأطفال ما قامت به الأم وأحيانًا لا يلاحظ الزوج ذلك أيضًا، ومن ثَمّ فليست هناك فرصة للاعتراف أو لمكافأة أو زيادة مثل ما يقع في الوظيفة العادية.

“ليست وظيفة”

ليس من العدل أن نفترض أن ربة البيت لا تفعل شيئًا، أي أن البقاء في المنزل وتربية أشخاص ليصبحوا فاعلين في المجتمع وظيفة مهمة لأنها تمنع ارتكاب العديد من الأخطاء.

لا توجد وظيفة أكثر واقعية من تلك التي تعد الأطفال للتفاعل مع العالم من حولهم.

العزلة الاجتماعية

أشارت دراسة إلى أن الضغط المجتمعي يتسبب في أن تقضي الأمهات وقتًا طويلًا مع أطفالهن، مما يستدعي العزلة الاجتماعية.

يقضي الأمهات في المنزل اليوم كله مع أطفالهن ويشعرن بالذنب إذا تركنهن في المساء أو في عطل نهاية الأسبوع، وبعد فترة قليلة، تدخل الأم في عزلة اجتماعية وتشعر بالاكتئاب.

عندما يبقى الأمهات دائمًا مع أطفالهن، فإن ذلك قد يعيق سلامتهن العاطفية؛ إذ يحتاج البالغون إلى أن يقضوا وقتًا بعيدًا عن أطفالهم، سواء في العمل أو خارجه ولا يمكن أن تكون الأمومة هي الطريقة الوحيدة لتعريف أنفسهن.

قد يشتكي الأشخاص الذين يعملون في مقرات العمل من قصص زملائهم في العمل، لكنهم على الأقل يتفاعلون ولديهم فرصة لمناقشة اهتماماتهم مع الأشخاص الذين يمكنهم فهمها، في حين تدور ربة البيت في الدوامة نفسها دون التفاعل مع أحد.

ينصح خبراء السلوك بوضع بعض القواعد المنزلية البسيطة وتطبيقها باستمرار (غيتي)

ضريبة عاطفية

مع أنه قد يكون من الصعب عليك التعامل مع مدير سيئ، فإنه يتعين عليك عمومًا اتباع بعض القواعد المهنية، ويمكنك أن تشتكي مما تواجهه وتحل الأزمة.

لكن الأمهات في المنزل يتعاملن مع تربية الأطفال طوال اليوم، وهم لا يهتمون أحيانًا بما يشعر به الأمهات، ويتعين عليهن تحمل الطفل الصعب دون أخذ قسط من الراحة من نوبات الغضب.

وتشير دراسة نشرتها مؤسسة (غالوب) الأمريكية للاستشارات، إلى أن الأمهات في المنزل يعانين من الاكتئاب والحزن والغضب والشعور بالذنب أكثر من الأمهات الأخريات، وينبع بعض الحزن والقلق من نوبات الغضب التي تصيب الأطفال.

تحت الفحص

تشعر الأمهات في المنزل بأنهن مسؤولات عن كل شيء، إذا قال الطبيب إن أمرا ما ليس على ما يرام، فسيشعرن بالحكم عليهن، إذا تساءل المعلمون عن أمر يتعلق بالطفل فيبدو الأمر وكأنه مراجعة للأداء.

وتعتبر الأمهات ربات البيوت أن تربية الأطفال أمر شخصي خوفًا من لوم المجتمع أو المحيطين بهن، ويجعلهن الناس دائمًا يشعرن بأنهن لا يقمن بعملهن بشكل جيد بما فيه الكفاية.

الأطفال الذين يرعاهم أحد والديهم في المنزل يتصرفون بشكل أفضل في المدرسة (أكاديميتي)

في المرتبة الأخيرة

تقدم جميع الأمهات تضحيات، لكن الأم التي تبقى في المنزل تفعل ذلك دون توقف، طوال اليوم، تدور حياتها حول طفلها، مما يجعل من المستحيل وضع نفسها في المرتبة الأولى، وهن يخططن دائما لجدول يلائم جداول وعادات أطفالهن.

الجانب المشرق

ومع أن هناك أسباب عديدة تجعل الأم التي تبقى في المنزل لديها أصعب وظيفة، فإنها تلك الوظيفة لا تزال نعمة.

تشير دراسة إلى أن الأطفال الذين يرعاهم أحد والديهم في المنزل يتصرفون بشكل أفضل في المدرسة ويعانون من ضغوط أقل.

وقد أظهر هؤلاء الأطفال أيضًا عدوانية أقل من الأطفال الذين يبقون مع المربية أو في الحضانة.

الأبوة والأمومة صعبة سواء كنت أمًّا في المنزل أو أمًّا عاملة، ومع ذلك فإن وصمة العار التي تتعرض لها الأمهات في المنزل بسهولة قد تم دحضها، وأصبحت الأغلبية تراها نعمة.

وينصح موقع (باور أوف بوزيتيفيتي) للصحة النفسية، سواء كنت ربة بيت أو لديك وظيفة منتظمة، بأن تتوقفي عن لوم نفسك، لأن الأمومة والأبوة أيضا ليست سهلة أبدًا، وعلينا أن نتعاون عليها.

ركزي على فعل ما هو أفضل لعائلتك، لكن اعرفي قيمة الدور الأساسي الذي تلعبه الأمهات في المنزل بالمجتمع.

المصدر : الجزيرة مباشر