ما عليك معرفته حول الهجمات التي استهدفت منشآت النفط السعودية

منشآت في أرامكو السعودية تعرضت لهجوم سابق أدى لارتفاع أسعار النفط

نشرت مجلة فورِين بوليسي على موقعها الإلكتروني تقريراً مفصلاً وخاصاً بكل ما حدث بخصوص الهجمات التي شُنّت مستهل الأسبوع الحالي على منشأتي مجموعة أرامكو النفطية السعودية.

الخلفيات التي أوردها التقرير
  • هز الهجوم الذي وقع، السبت الماضي، على منشآت النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية، أسواق النفط العالمية، وتسبب في تصاعد حدّة التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يهدد برد عسكري محتمل من قبل الجيش الأمريكي الذي وصفه بأنه “على أهبة الاستعداد”.
  • لم يتوانَ المسؤولون الأمريكيون عن توجيه أصابع الاتهام إلى إيران التي نفت بدورها مسؤوليتها عن الهجوم.
  • وزارة الخارجية السعودية صرّحت في بيان لها، الإثنين الماضي، أن “التحقيقات الأولية تشير إلى أن الأسلحة التي تم استخدامها في الهجوم، هي أسلحة إيرانية”، ولكنها وضّحت أن التحقيقات “لازالت جارية لتحديد مصدر الهجوم”.
  • أعلنت قوات الحوثي، التي تحظى بدعم طهران، مسؤوليتها عن الهجمات، ولكن لازال المحللون يشككون بقدرة الحوثيين على تنفيذ مثل هذه الهجمات المعقدة والجريئة.
  • قال ترمب عندما تم سؤاله عمّا إذا كانت إيران مسؤولة عن هذه الهجمات: “يبدو الأمر كذلك. وهذا ما يتم التحقق منه الآن”.
  • نشر المسؤولون الأمريكيون صور الأقمار الاصطناعية لما بعد الهجمات، ولكنهم لم يعلنوا عن أي معلومات استخبارية أُخرى تثبت تورط إيران المزعوم.
  • دعت القوى العالمية الكبرى، بما فيها الصين والاتحاد الأوربي، إلى توخي الحذر. كما أنها حذرت من توجيه اللوم وتحميل المسؤولية لأي طرف في غير أوانه.
  • الأسئلة التي يجب طرحها في خضم المواجهة الحالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران
كيف تم تنفيذ الهجمات؟
  • لم يعرف بعد الكيفية التي تم بها تنفيذ هذه الهجمات، ولكن العلامات تدل على أن الهجمات تم تنفيذها إما عبر ضربة صاروخية أو عبر هجوم بطائرة بدون طيار أو مزيج من الاثنين.
  • الهجمات دمرت حقول النفط السعودية ومحطات معالجة النفط في مجمع بقيق. حيث أشار المسؤولون الأمريكيون إلى 17 نقطة تأثير على المنشآة.
  • أظهرت صور الأقمار الاصطناعية لما بعد الهجمات، نقاط تأثير منتظمة ودقيقة على المنشآت المتضررة. إلّا أن الصور لم تتمكن من إعطاء معلومات كافية للموقع الذي انطلقت منه الهجمات.
من المسؤول عن شن هذه الهجمات؟
  • أعلنت قوات الحوثي في اليمن، المدعومة من إيران، مسؤوليتها عن الهجوم، زاعمة أن قواتها أرسلت 10 طائرات بدون طيار لضرب المنشأة. كما أنها حذّرت، الإثنين الماضي، من قيامها بهجوم مماثل على منشآت النفط السعودية، مدعية قدرة أسلحتها على الوصول إلى أي مكان في المملكة.
  • رواية الحوثي لم تقنع الطرف الأمريكي، حيث شكك المسؤولون الأمريكيون في ادعاءات الحوثيين، بحجة أن الطبيعة المعقدة للهجوم تستلزم قدرات أكبر بكثير من أي قدرات تمتلكها جماعة متمردة.
  • لم ينتظر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، كثيرا ليوجه أصابع الاتهام نحو إيران. حيث قال في تغريدة نشرها السبت: “نناشد جميع الدول أن تدين علناً وبشكل واضح وصريح هجمات إيران.” وبدون تقديم أي أدلة لدعم أقواله، رفض بومبيو رواية الحوثيين حيث قال إنه لا يوجد دليل على أن الهجمات جاءت من اليمن.
  • قال بهنام بن طالبو، الخبير في شؤون إيران في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية، إن القدرات التي حصل عليها الحوثيون من إيران مكنتهم في السابق من ضرب أهداف معينة في السعودية بصواريخ وطائرات بدون طيار، إلّا أنه لم يحدث من قبل أن ضرب الحوثيون مثل هذه الأهداف الحرجة في عمق الأراضي السعودية.
  • قال مسؤولون أمريكيون إن صور الأقمار الاصطناعية الحكومية التي توضح نقاط التأثير في المنشآت السعودية تشير إلى أن الضربات جاءت من الشمال أو الشمال الغربي، أي من إيران أو العراق أو الخليج ، وليس من اليمن.
  • صدور صور أخرى، الأحد الماضي، تظهر تعرض الجانب الغربي من خزانات النفط لضرر، عقّد تفسيّر المسؤولين للهجمات.
  • أحد الاحتمالات المعقولة والمثيرة للاهتمام هو أن الهجوم شنه نشطاء من الحوثيين يعملون داخل المملكة العربية السعودية.
  • شكر البيان الذي أصدره الحوثيون “التعاون مع أشخاص شرفاء داخل المملكة”، حيث يبدو أن استخدام العملاء داخل السعودية يعالج بعض الاعتراضات التقنية حول الكيفية التي تمكن من خلالها الحوثيون من الوصول إلى هذه الأهداف وضربها عن بعد.
هجمات الحوثيين على منشآت شركة أرامكو النفطية السعودية تعكس فشلا عسكريا
هل يمكن لفصيل متشدد في إيران أن ينفذ الهجوم من تلقاء نفسه؟
  • يشكك معظم الخبراء في احتمالية قيام فصيل واحد داخل إيران بشن هذه الهجمات.
  • قالت السفيرة الأمريكية السابقة لدى الإمارات العربية المتحدة، وأحد أكبر الباحثين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، باربارا ليف: “الطبيعية الاستراتيجية لهذا الهدف، في رأيي، يجعل مثل هكذا فعل أمراً مرفوضاً بالكامل من قِبل القيادة الإيرانية – لا يوجد أي عمل مارق من قبل عناصر مارقة”.
  • ترى سوزان مالوني، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في معهد بروكينغز، أنه من السابق لأوانه الحديث عن تورط إيران في الهجوم. ولكن إذا كانت إيران وراء الضربات، تقول مالوني إنه “لا يوجد أي احتمال لأن يكون الهجوم من هذا النوع وهذه الدقة قد نفذ دون معرفة وموافقة القيادة الإيرانية العليا”.
  • من الجدير بالذكر أن الفصائل داخل إيران، بما في ذلك الإصلاحيون والجماعات المتشددة مثل فيلق الحرس الثوري الإسلامي القوي، تتنافس في فرض نفوذها على السياسة الخارجية والأمنية الإيرانية لسنوات عديدة، وكان ذلك جليّاً في مسألة تبني الاتفاق النووي لعام 2015.
هل يمكن أن تكون الهجمات قد شُنّت من العراق؟
  • أثار خبراء ومسؤولون آخرون احتمال قيام وكلاء إيرانيين بشن الهجوم من أي من الأراضي العراقية أو السورية.
  • نفت العراق وبشدة التقارير التي تحدثت عن استخدام أراضيها في الهجوم على المنشآت النفطية السعودية.
  • قالت بغداد إن بومبيو أخبر رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، خلال مكالمة أجراها معه، أن لدى هذا الأول معلومات تؤكد بأن الأراضي العراقية “لم يتم استخدامها لتنفيذ هذا الهجوم”.، إلّا أنه لم يصدر بعد أي تعليق من قبل وزارة الخارجية الأمريكية حول التصريح الذي أصدرته بغداد.
هل من الممكن أن تكون إيران قد شنت الهجمات من أراضيها؟
  • في هذه الحالة، وهو ما يعتبره المسؤولون الأمريكيون احتمالاً وارداً، سيمثل الهجوم تصعيدًا كبيرًا.
  • قال المسؤولون الحاليون والسابقون في الولايات المتحدة إن قواعد اللعبة الإيرانية تلتزم بشن هجمات من خلال عملائها في الدول الأخرى، وذلك للحفاظ على ورقة سياسة الإنكار المقبولة والمنطقية.
  • قالت ليف، إن هذا السيناريو لا يتوافق مع “السياسة الرمادية ولعبة ورقة الإنكار التي يستخدمها الإيرانيون”، وبأن هذا السيناريو يمثل خطوة كبيرة في سلم التصعيد الإيراني-الأمريكي.
  • تعتمد إيران على عملائها في الدفاع عن مصالحها جزئياً، وذلك بسبب عدم قدرتها على استخدام جيشها في الدفاع عن البلاد. وبالتالي، فإن إطلاق الصواريخ من أراضيها ضد خصمها الرئيسي، سيعني تخلي إيران عن هذه الاستراتيجية.
  • قال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مركز للأبحاث: “يبرع الإيرانيون في فن الحروب اللا متماثلة”. “إنهم يعملون بجد حتى لا تكون إيران في يوم من الأيام عرضة للانتقام”.
كيف سترد الولايات المتحدة الأمريكية؟
  • أعلن ترمب، وسط مواجهته المستمرة مع إيران، أن خسارة الأرواح الأمريكية تمثل خطًا أحمر للرد العسكري الأمريكي.
  • إلّا أنه قال أيضاً: “بالتأكيد نرغب في تجنب الحرب مع إيران” وأن بومبيو وغيره من كبار المسؤولين في الإدارة سوف يسافرون قريبًا إلى المملكة العربية السعودية.
  • قال ترمب إن الدبلوماسية مع إيران “لم تستنفد أبدًا”، مضيفًا “أعرف أنهم يريدون عقد صفقة، في مرحلة ما سوف تنجح”.
  • وزارة الخارجية السعودية قالت في بيان لها إن المملكة “لديها القدرة والعزم على الدفاع عن أرضها وشعبها، والرد بقوة على هذه الاعتداءات”.
  • الهجوم على إيران للانتقام من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية النفطية السعودية لا يقدم دعاية سياسية جذابة قبل عام من الانتخابات الرئاسية لترمب الذي جعل من سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط وعدًا رئيسيّاً لحملته الانتخابية.
  • على الرغم من التوترات التي تشوب العلاقات بين إدارة ترمب وحلفائها في أوربا وآسيا، لا تريد أي دولة – بخلاف إيران، ربما- صراعاً مفتوحاً في المنطقة يهدد بشكل مباشر البنية التحتية النفطية الخليجية التي تشكل محور أسواق الطاقة العالمية.
  • قالت ليف، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الإمارات العربية المتحدة، إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تستثمر في جهود دبلوماسية جديدة مع حلفائها الأوربيين ودول أخرى لها مصالح في المنطقة للتخفيف من حدّة التوتر  مع طهران.
  • قالت أيضاً، في إشارة منها إلى الصين واليابان وروسيا: “ما لم تكن هناك استجابة قوية ومتضافرة من المجتمع الدولي، وخاصة أولئك الذين يفتخرون بعلاقات قوية مع طهران، فهذا الأمر سيعني أننا دخلنا في موسم هجمات مفتوح على البنية التحتية للطاقة في الخليج”.
  • أشهر من الهجمات على ناقلات النفط وإطلاق طائرة أمريكية بدون طيار لم تكن كافية لإدخال الولايات المتحدة في حرب مع إيران، فبدلاً من ذلك اعتمدت واشنطن على اتباع سياسة العقوبات والأسلحة الإلكترونية كوسيلة للرد على هذه الهجمات.
  • قال علي فايز: “إذا كان الماضي هو عبارة عن المقدمة، فإن الولايات المتحدة تفضل اتخاذ إجراءات انتقامية بعيدة عن التدخل العسكري”.
المصدر : فورين بوليسي