قوات الدعم السريع بالسودان.. مهام وتصريحات مثيرة للجدل

قائد قوات الدعم السريع بالجيش السوداني محمد دقلو

أثارت تصريحات لافتة أدلى بها محمد دقلو، قائد قوات الدعم السريع بالجيش السوداني، دعا فيها حكومة بلاده إلى توفير الخدمات للمواطنين وتوفير سبل العيش الكريم لهم، الانتباه والتساؤلات.

تصريحات محمد حمدان دقلو، الشهير بـ”حميدتي” أظهرت اصطفافا واضحا إلى جانب الاحتجاجات المتفجرة بالبلاد والمنددة بالأوضاع الاقتصادية، واستقطب اهتمام جميع الأوساط السودانية، بل وكسر أيضا الصورة النمطية المتداولة عن قوات لطالما طوقتها انتقادات واسعة جعلتها مثار جدل منذ تأسيسها قبل 7 أعوام.

قطيعة مع الرئيس أم تحسين صورة:
قوات من الدعم السريع – أرشيفية
  • تصريحات القائد العسكري “حميدتي” جاءت أثناء مخاطبته الكتيبة الخاصة من قواته، العائدة من الحدود السودانية الليبية ومنطقة وادي هور بشمال دارفور.
  • البعض يرى في التصريحات محاولة لتحسين صورة قواته، التي تتهم بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المواطنين.
  • آخرون يرون أن الرجل أعلن، بذلك، القطيعة مع الرئيس البشير، رغم أن الأخير هو القائد الأعلى للقوات المسلحة والتي تشمل قوات “الدعم السريع”.
  • رغم أن السلطات السودانية اعتمدت مقاربة أمنية لتفريق الاحتجاجات، التي تشهدها البلاد منذ أسبوع والتي توسعت مطالبها للمناداة بإسقاط النظام، إلا أن تصريحات حميدتي بعثرت الموقف الرسمي، باصطفافه إلى جانب المتظاهرين.
قوات الدعم السريع.. جدل مستمر:

 

قائد قوات الدعم السريع حميدتي مع قواته – مواقع التوصل
  • منذ تشكيلها قبل نحو 7 أعوام، ظلت قوات الدعم السريع مثار جدل ومحل اهتمام كبير، باعتبار توقيت تشكيلها الذي جاء في سياق معقد بالتزامن مع الحرب في إقليم دارفور غربي البلاد.
  • إقليم دارفور، يشهد منذ 2003، نزاعاً مسلحاً بين الجيش السوداني ومتمردين، خلف نحو 300 ألف قتيل وشرد نحو 2.5 مليون شخص، بحسب إحصائيات أممية.
  • الدعم السريع جرى تشكيلها لمحاربة المتمردين في دارفور، ثم لحماية الحدود لاحقاً، وحفظ النظام في البلاد، غير أن وجودها في المدن السودانية واجه انتقادات واسعة بسبب اتهامات بارتكاب انتهاكات ضد السكان.
  • مع تراجع العمل العسكري في دارفور بالأعوام الأخيرة، توسعت مهام قوات الدعم، لتشمل الحد من تدفقات الهجرة غير النظامية على الحدود السودانية مع ليبيا وكذلك في الحدود الشرقية.
  • احتفظت القوات بخصوصيتها، وتميزت باسمها “قوات الداعم السريع” الذي لا يكتمل تعريفه إلا بـ”التابع للجيش السوداني”، حيث كانت تتبع في السابق (قبل يناير 2017) جهاز الأمن والمخابرات بالبلاد.
  • هذه الخصوصية اعتقل بسببها زعيم المعارضة الصادق المهدي، لمدة شهر، لاتهامه تلك القوات بارتكاب “تجاوزات” ضد المدنيين في دارفور، وذلك في مايو/ أيار 2014.
  • لم يكن المهدي وحده المنتقد لقوات الدعم السريع آنذاك، فجهات دولية وأحزاب مدنية معارضة وحركات متمردة مسلحة، قالت إن الدعم السريع هي امتداد لـ “مليشيا الجنجويد” سيئة السمعة، وتعتمد في مكونها على العنصر العربي في دارفور.
  • لكن الحكومة، ظلت تنفي عن القوات صفة القبلية، وأكد المسؤولون الحكوميون مرارا أنها “قوة قومية” وفي الآونة الأخيرة، شهدت مدن سودانية احتفالات بتخرّج الآلاف من مجندي هذه القوات، وهو ما اعتبره حميدتي “تأكيدا على قوميتها.
الدعم السريع في خضم الحرب باليمن:
  • مشاركة قوات الدعم السريع في الحرب في اليمن ضمن منظومة الجيش السوداني، أكسبها بعداً إقليميا مؤثراً، إذ يشار إليها بأنها القوة الأكبر على الأرض من القوات السودانية التي توجد في حرب اليمن.
  • السودان يشارك في حرب اليمن التي تقودها السعودية والإمارات، منذ مارس/ آذار 2015، ولم يعلن السودان عن عدد قواته المشاركة في الحرب، لكنه أعلن استعداده إرسال 6 آلاف مقاتل إلى اليمن.
  • رغم الانتقادات، إلا أن الثقة التي تحظى بها القوات من الرئيس السوداني عمر البشير، منحتها المزيد من القوة والنفوذ والدعم، لتكون أحد أذرع النظام القوية.
أدوار متعددة ومهام جديدة:
البشير يعقد صلحا بين والي ولاية شمال كردفان أحمد هارون وحميدتي

 

  • في مايو/ آيار 2014، دخلت قوات الدعم السريع في جدل مع البعثة الأممية المختلطة “يوناميد” في دارفور، ووجهت اتهامات لقوات البعثة “بأنها تتربح من وراء الحرب الدائرة بالإقليم، وتسعى لتمديد أمدها”. وجاء ذلك رداً على تقارير أممية اتهمت قوات الدعم السريع بارتكاب “جرائم فظيعة” في دارفور، وأعلنت القوات حينها أنها “نظامية تتبع إدارياً وفنياً لجهاز الأمن، بينما تتبع للقوات المسلحة فيما يتعلق بالتخطيط والعمليات القتالية”.
  • في سبتمبر/ أيلول 2016، اتهمت حركات مسلحة الاتحاد الأوربي بتمويل قوات الدعم السريع، للحد من تدفقات الهجرة غير الشرعية.
  • الاتحاد الأوربي نفى ذلك، وأوضح أن تسليم الاتحاد مساعدات للسودان على المستويات الثنائية والإقليمية، يتم “من خلال الوكالات الدولية والمنظمات غير الحكومية، وليس من خلال الحكومة السودانية”.
  • في أكتوبر/تشرين أول الماضي، دخل حميدتي في خصومة علنية مع والي ولاية شمال كردفان أحمد هارون، المقرب من البشير، والمطلوب من قبل محكمة الجنائيات الدولية، لكن الرئيس استطاع أن يجمع بينهم ويعقدا صلحاً.
خلفيات ومواقف أكثر خطورة:
  • البرلمان السوداني، في يناير/كانون ثان 2017، أجاز قانون للقوات المثيرة للجدل، يجعلها تابعة للجيش بعد أن كانت تتبع لجهاز الأمن والمخابرات.
  • الهدف المعلن من إتباع قوات حميدتي للجيش هو جعلها جزءا من منظومة القوات المسلحة، وبالتالي تتلقى التعليمات والأوامر من قادة القوات المسلحة وليس قائدها حميدتي، كما يتحتم على الجنود أن يأخذوا رواتبهم من خزينة الجيش وبالطرق المعروفة. لكن الغاية من ذلك بحسب مراقبين هو محاولة السيطرة عليها ووضعها تحت المراقبة بعد ان أصبحت خارج السيطرة بعد ازدياد عدد المنتسبين اليها وتحسين ظروف تسليحهم.
  • الدعم السريع اُتهمت من قبل الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية ونشطاء وأحزاب سياسية معارضة بارتكاب انتهاكات واسعة في المناطق التي تقاتل فيها.
  • قوات الدعم السريع، تتألف وفق إحصائيات غير رسمية من نحو 40 ألف عنصر معظمهم من القبائل العربية في إقليم دارفور وتم تسليحها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مثل البنادق والمدافع الصغيرة وسيارات الدفع الرباعي.
  • في ظل التطورات الراهنة، يرى مراقبون أن دور هذه القوات في خضم الأحداث بالسودان، سيكون واضحا في جانب ما، وأن الأيام المقبلة ستفرز مواقف سافرة لقيادتها قد تكون أخطر مما يبدو عليه الأمر حاليا.
المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر