قصة هروب مراسل نيويورك تايمز من الاعتقال في مصر

ديكلان وولش مراسل نيويورك تايمز في القاهرة سابقا

كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وافق ضمنا على اعتقال مصر لمراسلها في القاهرة “ديكلان وولش”، ما دفعهم للجوء لدبلوماسيين أيرلنديين لإخراج المراسل من مصر.

التفاصيل:
  • يأتي كشف نيويورك تايمز في وقت أعلن فيه ترمب دعمه للسيسي في مواجهة المظاهرات الشعبية المطالبة برحيله.
  • هاجم “وولش” خلال وجوده في مصر الفساد الذي يغطي عليه الرئيس السيسي، وانتقد اعتقال وحبس رئيس جهاز المحاسبات السابق هشام جنينه لكشفه فساد بـ 600 مليار جنية، كما سخر من انتخابات الرئاسة 2018 واعتقال من سعي لمنافسة السيسي، وشنت صحف السلطة هجوما وحشيا عليه.
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أثناء لقاءه السيسي في نيويورك
قصة اعتقال مراسل نيويورك تايمز
  • روى القصة ناشر الصحيفة أ. ج. سولزبيرغر في مقال، رصد فيه معاناة مراسلي الصحف الأجنبية في ظل تحول إدارة ترمب للهجوم على الإعلام واتهامه بالكذب ودعمه للحكام الديكتاتوريين.
  • “سولزبيرغر” يقول إن ترمب علم أن السلطات المصرية تنوي إلقاء القبض على مراسل نيويورك تايمز في القاهرة ولم يفعل أي شيء، وإن موظفا حكوميا حذر المراسل فاتصل بدوره بحكومته الأيرلندية (أيرلندي الجنسية) فأرسلت دبلوماسييها ليرافقونه للخروج من القاهرة.
  • ناشر صحيفة نيويورك تايمز قال: “قبل عامين (2017)، تلقينا مكالمة من مسؤول في حكومة الولايات المتحدة يحذرنا من الاعتقال الوشيك لمراسل نيويورك تايمز في مصر “ديكلان والش”.
  • علمنا أن هذا المسؤول كان يمرر هذا التحذير دون علم أو إذن إدارة ترمب، وبدلاً من محاولة ترمب منع الحكومة المصرية من اعتقال المراسل أو مساعدته، كانت إدارة ترمب تنوي التجاهل. 
أنباء اعتقاله والسماح بتنفيذ القاهرة للاعتقال!
  • لأننا غير قادرين على الاعتماد على حكومتنا لمنع اعتقال مراسلنا أو مساعدتها لنا في إطلاق سراح ديكلان إذا تم سجنه، لجأنا إلى بلده الأصلي، أيرلندا، طلبًا للمساعدة.
  • في غضون ساعة، سافر الدبلوماسيون الأيرلنديون إلى منزله بمصر ورافقوه بأمان إلى مطار القاهرة قبل أن تحتجزه قوات الأمن المصرية، وتخيلوا ماذا كان سيحدث لو لم يحذرنا هذا المسئول الحكومي قبل اعتقال مراسلنا؟
  • بعد مرور ثمانية عشر شهرًا، وصل مراسلنا السابق ديفيد كيركباتريك، إلى مصر وتم احتجازه وترحيله، انتقاما لفضحه معلومات محرجة للحكومة المصرية (تسريبات إعطاء المخابرات الأوامر للإعلاميين).
  • حين سعينا للاحتجاج على هذه الخطوة، قال لنا مسؤول كبير في سفارة الولايات المتحدة في القاهرة علانية أن هذا حدث لأن ترمب نفسه يهاجم الصحافة ويتسامح مع حملات اضطهاد الصحفيين في مصر والعالم.
  • انتقد “سولزبيرغر” مهاجمة ترمب لوسائل الإعلام الأمريكية وتقويض ثقة مواطنيه في المؤسسات الإخبارية التي تحاول مساءلته، واعتبر أن هذا “أعطى الزعماء الأجانب إذنًا فعليًا لفعل الشيء نفسه مع صحفيي بلدانهم وقمعهم”.
  • قال إن ترمب يزعم أن الصحافة تكذب وتفبرك الأخبار برغم أنه منذ توليه منصبه، قام الرئيس ترمب بتغريد “أخبار مزيفة” حوالي 600 مرة، ودوافعه الهجوم على الصحافة “سياسية”.
  • أوضح أنه أثار هذه المخاوف بشأن تشويهه للصحافة في أمريكا، وانعكاس ذلك على سعي الحكام الديكتاتوريين في العالم لقمع الصحافة اتباعا لنهجه، خلال لقاء مع ترمب، وأنه “استمع بأدب وعبر عن قلقه، إلا أنه واصل تصعيد خطابه المناهض للصحافة”!
  • اتهم الرئيس ترمب أنه بهجومه على الصحافة في أمريكا، وشيطنته المراسلين ووصفهم بـ “العدو الحقيقي للشعب” وحتى اتهامهم بالخيانة، أعطي المثل السيء للحكام الديكتاتوريين في جميع أنحاء العالم ليفعلوا مثله بل واستعار منها أيضًا ما يفعلونه مع إعلامهم.
  • قال إن “هؤلاء المراسلين هم جنود الخط الأمامي في المعركة من أجل حرية الصحافة، وهم الذين يدفعون الثمن الأكبر لخطاب الرئيس ترمب المناهض للصحافة”.
  • المخاطر التي يواجهها مراسلونا، قليلة مقارنة بما يواجهه الصحفيون المحليون الشجعان حول العالم في بحثهم عن الحقيقة وتعرضهم للاعتقال والضرب والتعذيب والقتل.
  • قال ناشر الصحيفة الأمريكية: “تراجعت الإدارة الحالية عن الدور التاريخي لبلدنا كمدافع عن الصحافة الحرة، وترتب على هذا أن استهدفت بلدان أخرى الصحفيين بعدما ضمنت الإفلات من العقاب.
  • أوضح أن التهديد الذي يواجهه الصحفيون أصبح أشد وطأة، حيث قُتل العشرات، وسُجن المئات، وتعرض الآلاف للمضايقة والتهديد.
  • أشار لقتل وتقطيع جمال خاشقجي على أيدي قتلة سعوديين، وإلقاء الصحفي الروسي مكسيم بورودين، من شرفة شقته بعد كشفه العمليات السرية للكرملين في سوريا.
شهد ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة مظاهرات تطالب بإسقاط السيسي
خلفيات
  • كتب مدير مكتب صحيفة “واشنطن بوست” الحالي في القاهرة سودرسان راغفان يقول إن قوات الأمن المصرية تُوسع نطاق حملتها ضد المتظاهرين المناهضين للنظام، واعتقلت المئات، وقيدت الوصول إلى المواقع الإخبارية وشبكات التواصل.
  • فور نشره ذلك مع مراسلين أجانب آخرين حذرتهم هيئة الاستعلامات التابعة لرئاسة الجمهورية ضمنا من عواقب نشرهم أن ما يجري في مصر ثورة شعبية.
  • حذرت الهيئة العامة للاستعلامات، المسؤولة عن تنظيم عمل وسائل الإعلام الأجنبية في مصر، من أنها تراقب تغطية وسائل الإعلام للاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووجهت تنبيهات للمراسلين الأجانب بالالتزام بها خلال تغطيتها للشأن المصري.
  • كشف تقرير سابق لمؤسسة “حرية الفكر والتعبير”، وحوارات أجرتها “الجزيرة مباشر” مع عدد من المراسلين الأجانب عن خطة تنفذها السلطات المصرية منذ 3 أعوام للتضييق على المراسلين عبر الترهيب والتهديد والمنع من دخول البلاد والترحيل.
  • قال مراسلون أجانب (بينهم مصريون) لـ “الجزيرة مباشر” إن السلطات المصرية منزعجة من تغطية الصحف والمجلات الأجنبية لانتهاكات حقوق الإنسان والهجوم على الرئيس السيسي، وتسعي للتحكم فيما يرسله هؤلاء المراسلون لصحفهم، مثلما تفعل مع وسائل الاعلام المحلية.
  • أكد تقرير “مؤسسة حرية الفكر والتعبير” AFTE وجود حالة من التضييق المستمر على الإعلام الأجنبي، تشمل: ترحيل مراسلين أجانب عن مصر أو منعهم من الدخول، وإطلاق حملات تشويه ضدهم في الإعلام المحلي، بغرض إظهار وسائل الإعلام الأجنبية كمتآمرة على الأمن والاستقرار.
  • هناك تهديد مستمر للصحفيين الأجانب، بالإضافة إلى تعطيل إصدار تصاريح ممارسة العمل الصحفي للصحفيين الأجانب عن طريق هيئة الاستعلامات
  • أغدق ترمب المديح على السيسي في عدة لقاءات جرت بينهما، وتحدث عن “كيمياء” جيدة في تلك العلاقة، ورأى أن السيسي نجح في تحقيق الاستقرار بمصر وإنهاء الفوضى ومحاربة الإرهاب.
  • لكنّ لهذه العلاقة وجها آخر كشفت عنه تسريبات صحفية، حيث يرى ترمب نظيره المصري “قاتلا لعينا” ومجرد دكتاتور وقاتل يؤدي دورا مفيدا للولايات المتحدة.
  • آخر تلك التسريبات ما نقلته “وول ستريت جورنال” من قول ترمب “أين دكتاتوري المفضل؟” أثناء انتظاره السيسي للقائه على هامش قمة مجموعة السبع التي عقدت بمدينة بياريتز الفرنسية في أغسطس/آب الماضي.
المصدر : نيويورك تايمز