فرنسا: حلفاء الأسد يمنحونه الجرأة للقتل دون خوف من عقاب

رجل يحمل جثة طفلة ميتة بعد هجوم بالغاز في مدينة خان شيخون في إدلب
رجل يحمل جثة طفلة ميتة بعد هجوم بالغاز في مدينة خان شيخون في إدلب

ألقى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بالمسؤولية بشكل مباشر على قوات الحكومة السورية في هجوم شن بسلاح كيماوي في مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا.

وأضاف “حلفاء الرئيس بشار الأسد يمنحونه الجرأة للتصرف دون خوف من عقاب”.

وأوضح أولاند في بيان (الثلاثاء) “مرة أخرى سينفي النظام السوري الأدلة على مسؤوليته عن هذه المجزرة. مثلما حدث في 2013، يعول بشار الأسد على تواطؤ حلفائه للتصرف دون خوف من العقاب”.

وارتفع عدد قتلى مجزرة خان شيخون في ريف إدلب إلى ما لا يقل عن 100 قتيل بينهم 25 طفلا وأكثر من 400 مصاب، وسط مناشدات وتحذيرات من كارثة إنسانية بعد المجزرة.

وقال مراسل الجزيرة في سوريا نقلا عن مصادر طبية إن معظم القتلى أطفال قتلوا بغازات سامة إثر غارات جوية على مدينة خان شيخون بريف إدلب غربي سوريا.

وأكدت المصادر أن بعض القنابل التي ألقيت على خان شيخون تحتوي على غازات سامة.

وأضاف مراسل الجزيرة أن من بين القتلى عائلة بكامل أفرادها قضت اختناقا بالغازات السامة.

وبحسب المصادر الطبية، فإن عدد القتلى مرشح للارتفاع.

وتابع أولاند “بوسع أولئك الذين يدعمون هذا النظام مجددا تقييم حجم مسؤوليتهم السياسية والاستراتيجية والأخلاقية”.

من جهته، أشار الدفاع المدني السوري التابع للمعارضة إلى أن أحد الصواريخ التي أطلقتها طائرات النظام كان محملا بـغاز السارين السام، وهو ما أدى إلى وفيات والكثير من حالات الإغماء والاختناق.

وأكد ناشطون وفاة عائلات بأكملها اختناقا جراء استهداف خان شيخون بغازات سامة.

وفي معرة النعمان بريف إدلب أيضا، أصيب عدد من أفراد الطاقم الطبي بالمستشفى الوطني بالمدينة، نتيجة استهدافه بغارات أدت لتدمير أجزاء كبيرة ورئيسية فيه، وتوقفِه عن الخدمة بشكل كامل.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو (الثلاثاء) إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد ما قال إنه هجوم “شائن” بالغاز على محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية.

وأضاف في بيان “وقع هجوم كيماوي جديد وخطير هذا الصباح في محافظة إدلب. المعلومات الأولية تشير إلى أن هناك عددا كبيرا من الضحايا بينهم أطفال.. أدين هذا التصرف الشائن”.

وتابع “في ظل هذه التصرفات الخطيرة التي تهدد الأمن الدولي أدعو الجميع إلى عدم التملص من مسؤولياتهم. ومع وضع هذا الأمر في الاعتبار أطلب اجتماعا طارئا لمجلس الأمن”.

ولم يتضح على الفور ما الإجراء الذي تريد أن تتخذه فرنسا العضو الدائم بمجلس الأمن.

وكانت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة طرحت في فبراير / شباط مشروع قرار لفرض عقوبات تستهدف مسؤولين في الحكومة السورية بشأن اتهامات بشن هجمات بأسلحة كيماوية خلال الصراع المستمر منذ ست سنوات.

واستخدمت روسيا، بدعم من الصين، حق النقض (الفيتو) سبع مرات لحماية السلطات السورية، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشروع القرار بأنه “غير مناسب تماما”.

وطرحت القوى الغربية المشروع استجابة لنتائج تحقيق للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

ووجد التحقيق الدولي أن قوات الحكومة السورية مسؤولة عن ثلاث هجمات بغاز الكلور.

وقال أيرو “استخدام الأسلحة الكيماوية يشكل انتهاكا غير مقبول لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية وهو مثال آخر للوحشية التي يتعرض لها الشعب السوري منذ سنوات”.

وأضاف أيرو قبل اجتماع في بروكسل الإثنين لبحث المساعدات لسوريا أن أوربا لا يمكن أن تلعب دورا في إعادة إعمار البلاد دون فترة انتقالية ذات مصداقية.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز