فتيات الحجارة: الجمال الفلسطيني في مواجهة الاحتلال

 فتيات فلسطين يشاركن في التصدي لجنود الاحتلال بالحجارة

أمام الجدار العازل بين بيت لحم والقدس، تجمع جنود إسرائيليون وقاموا بإطلاق وابل من الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع على فتيان فلسطينيون كانوا يتبادلون معهم الرشق بالحجارة.

وعلى مسافة أمتار قليلة من الجنود والفتيان تجمعت بعض الفتيات وقد غطين وجوههن بكوفيات ملونة بألوان تعكس مختلف المنظمات الفلسطينية، وانطلقت من عيونهن نظرات الإصرار والتحدي للجنود الصهاينة المدججين بالسلاح.

الفتيات يشاركن الفتيان هذه المرة في رشق الجنود بالحجارة سواء بالأيدي أو بالمقلاع القادر على الوصول إلى مسافة أكبر.

 جانب من تشييع جنازة الشهيد عبد الرحمن عبد الله في بيت لحم

هذه المشاهد مثلت جانبا من جنازة الفتى “عبد الرحمن عبد الله” الذي قتل خلال مواجهات مع الاسرائيليين، ولم يكن تشييعه قد انتهى بعد عندما بدأت المواجهات مع الجنود الاسرائيليين.

ويبدو أن دورا جديدا تلعبه الفتاة الفلسطينية اليوم في مواجهة الاحتلال، فهي تقف مباشرة جنبا إلى جنب مع الشباب، تحمل الحجارة والمقلاع وتقذف الجنود دونما تردد.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أطلقت النار على فتاة تبلغ من العمر 18 ربيعا، بزعم قيامها بطعن إسرائيلي في القدس.

هناء محاميد

 هناء محاميد تظهر على الهواء بعد تعرضها للإصابة

“هناء محاميد” مراسلة قناة “الميادين”  في القدس أصيبت بحروق في وجهها، على يد قوات الاحتلال أثناء تغطيتها للأحداث وأداء عملها الإعلامي.

أصيبت المراسلة التليفزيونية بعد إلقاء قوات الاحتلال قنبلة مسيلة للدموع نحوها، لكن إصابتها لم تمنعها من استكمال رسالتها؛ لتظهر على الشاشة من جديد وقد اكتسى وجهها بالقطن والشاش، لكن الأربطة لم تمنع لسانها من نقل ما استجد من أحداث.

هديل هشلمون

وفي 22 من سبتمبر/أيلول  قتلت “هديل هشلمون” برصاص الجنود الإسرائيلين، أثناء محاولتها عبور الحاجز العسكري بشارع الشهداء بالضفة الغربية.

وزعمت الشرطة الإسرائيلية أنّ “هديل” كانت تحمل آلة حادة حاولت طعن أحد الجنود المتواجدين لتأمين الحاجز بها.

ومُنعت سيارات الإسعاف من الدخول إلى محيط الحادث لنقل “هديل” التي ظلت تنزف لفترة قبل أن تنقل للمستشفى لتلفظ أنفاسها الأخيرة هناك.

حضور نسائي مميز

وفي قرية النبي صالح، تتميز المظاهرات بوجود نسائي مميز، وتشارك النساء في إغلاق الطرق ورفع الاعلام واللافتات، وإطلاق الهتافات ورشق الحجارة على المركبات العسكرية الاسرائيلية واستخدام المقاليع، وفي بعض الاحيان يشتبكن بالأيدي مع افراد الجيش.

ربما تمثل هذه المشاهد وغيرها بداية جديدة للانتفاضة الحالية تشارك فيها الفتيات الشباب غضبهم وانتفاضتهم ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

 
 
 

 

المصدر : الجزيرة مباشر