عالم جديد غامض يتشكل في دافوس

يتداعى النظام الرأسمالي العالمي، وإذا لم تضطلع الصفوة بدورها فإن التغيرات ربما تأتي بما لا تشتهي السفن. هذه الخلاصة التي وصلت لها الصفوة النافذة في المنتدى الاقتصادي العالمي.

على مدى عامين، تخبطت النخبة العالمية في طرق للدفاع عن هيكل التجارة والدبلوماسية من هجمات عقابية. هذا الأسبوع أعلنت النخبة العالمية في دافوس أن النظام قد مات تقريبا. 

ما الذي أوصل الأمر لهذه الدرجة؟
  • ما دفع الأمر لهذه النقطة هو تهديد متنام بخرق الثقة والتنظيم والازدراء العام في كل من الولايات المتحدة وأوربا، بالإضافة إلى الصدمة المتبقية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي وانتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
  • ثلاثة أرباع السكان الذين يعيشون في بلدان متقدمة يشعرون بأنهم لا يحصلون على حصة عادلة، وفقا لـ”مقياس إيلدمان للثقة”.
  • ظل الأجر الحقيقي لكل الناس تقريبا عدا الأثرياء مستقرا على مدار ثلاث عقود تقريبا، وعندما يفقد الأمريكيون وظائفهم ينتقل نصفهم تقريبا إلى وظيفة ذات أجر أقل، ما يجعلهم عرضة لفقدان مكانتهم الاجتماعية في الطبقة المتوسطة.
  • المنازل في الولايات المتحدة وأوربا لا يشتريها إلا الأثرياء فقط.
  • واحد فقط من بين كل خمسة أشخاص يقولون إن النظام مفيد بالنسبة لهم.
  • يعتقد واحد من بين كل ثلاثة أشخاص أن أطفالهم سيكونون أشد فقرا.
  • ريتشارد إيلدمان، الرئيس التنفيذي لشركة العلاقات العامة الرائدة، يقول إن ذلك مرعب حقا.

الشيء المهم حاليا

  • يقول مفكرون إن الشيء المهم حاليا هو محاولة ضمان أن النظام الجديد في السنوات المقبلة سيمنع اندلاع حرب عظمى كما فعل النظام الحالي، وسيضخ مزيدا من أجل الملايين الذين خذلهم النظام الاقتصادي الحالي.
حجم النظام القادم
  • من المرجح أن يشهد النظام القادم تحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية حديثة، مثل عصر ما بعد المذهب الذي بدأ في أوائل القرن العشرين، والكساد العالمي الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين، وثورة ريغان-تاتشر في الثمانينيات.
  • منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي وانتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قام سياسيون بارزون ومديرون تنفيذيون وباحثون يجتمعون كل عام، بتخليص أيديهم من موجة الصدمات لنظام القوى العالمية الذي كان ينظر إلى بقائه على أنه أمر مفروغ منه. 
عملية انتقال
  • موقع “أكسيوس” الإخباري سأل هذه النخب فأجابت أنه في حين أن النظام الحالي لا يزال يعمل، فإن عملية انتقال جارية بالفعل إلى نظام سياسي واقتصادي عالمي مختلف للغاية، وهو نظام يبدو الآن في أحسن حالاته ضعيف البصر.
  • كلاوس شواب، مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي قال للحاضرين إنه يتعين عليهم إجراء تغييرات جذرية في النظام العالمي، وعدم الاكتفاء بمجرد عمليات ترقيع.
  • يبدو أن الأشخاص النافذين قد وافقوه على الأمر وأعربوا عن استعدادات جديدة لمسار تغيير جذري من أجل تجنب الأسوأ، مثل اضطراب اجتماعي أو عنف.
  • سرعة التقنيات المتقدمة خاصة الذكاء الاصطناعي والتحول إلى التشغيل الآلي يجعل بالفعل من التحول أكثر اضطرابا مما كانت عليه التحولات العصرية السابقة وربما تطيل من هذا التحول.
  • النظام العالمي كان يقبع بالفعل تحت هذه الضغوط ويحدث هذا في ظل نمو اقتصادي عالمي. إلا أنه في الوقت الحالي، يتوقع عدد من خبراء الاقتصاد ركودا عالميا واحتمالية عدم تحقيق نمو في الولايات المتحدة، وربما تصبح الشعوب أكثر غضبا في ظل ظروف أكثر إرهاقا.
شكل النظام الجديد
  • آدم توز، خبير تاريخ اقتصاد في جامعة كولومبيا، يقول إن النظام الجديد من شأنه تمكين حكومات لها نهج استبدادي على تقويض مؤسسات لها ثقل مواز .
  • توز: يمكن أن يتشكل نظام تجاري ليبرالي يضم أغلبية من أنظمة استبدادية.
  • يعتقد كثيرون أن الصين ستهيمن إن آجلا أو عاجلا على النظام الجديد. هذا الأمر ليس حتميا، لكن حتى ولو توزعت القوى إقليميا، فإن الصين والهند والبرازيل تقف كل منها في مواقف سياسية مختلفة، وهذا من شأنه إحداث توترات خاصة بها.
المصدر : أكسيوس + الجزيرة مباشر