شاهد: ناجون يروون لحظات الرعب أثناء مجزرة نيوزيلندا

روى شهود عيان ومصابون لـ”الجزيرة مباشر” تفاصيل المجزرة التي وقعت للمسلمين داخل المسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية التي راح ضحيتها 50 قتيلا.

شهادة  الجزائري الناجي من المجزرة طارق شنافة
  • ذلك اليوم كنت في مسجد النور، بمدينة كرايست تشيرش، التي أقيم بها، ودخول هذا العنصري كان عندما صعد الإمام إلى المنبر، بعد عشر دقائق من بداية خطبة الإمام.
  • في هذا التوقيت بالذات سمعت طلقة رصاص أولى، لكن لم أفهم ماذا حدث بالضبط، وبعدها بدأت طلقات متتالية من سلاح آلي، وعرفت أنه هجوم، فقمت بكسر النافدة التي كانت بجانبي، والحمد لله خرجت منها، وجريت لمسافة بعيدة.
  • الحمد لله، أنه وفقني للمساهمة في هروب مئات آخرين، كانوا في الزاوية التي كنت بها من تلك النافدة أيضا.

طارق شنافة، أب لطفلين، وينحدر من منطقة العامرية، بولاية عين تموشنت (غربي الجزائر)، وتعرض، حسب الإذاعة الحكومية في تقرير سابق، إلى كسر في الكتف وجروح خفيفة بعد كسر النافدة، نقل على إثرها للمستشفى بعد الهجوم الإرهابي.

“كنت أنتظر دوري”
  • عندما تردد دوي الرصاصات الأولى خلال صلاة الجمعة، ارتمى عبد القادر أبابورا على الأرض واختبأ تحت رف مليء بنسخ من القرآن، وتظاهر بالموت، مقتنعا بأن دوره آت لا محالة.  
  • طوال دقائق من القلق الذي لا يوصف، رأى عبد القادر المتطرف الأسترالي برينتون تارنت وهو يقتل بطريقة منهجية المصلين داخل مسجد النور. وهو نفسه لا يزال لا يعرف كيف تمكن من النجاة.
  • عبد القادر قال لوكالة فرانس برس: إنها أعجوبة. مضيفا “عندما فتحت عيني، لم أر سوى جثث” في كل مكان.   

رصاصة بعد رصاصة

على غرار أعداد كبيرة من المسلمين الذين تجمعوا في مسجد النور لإقامة صلاة الجمعة، فإن المهاجر الإثيوبي عبد القادر أبابورا (48 عاما) وصل عام 2010 إلى نيوزيلندا سعيا وراء السلام والأمن.

  • يقول أبابورا: كان الإمام بدأ للتو في إلقاء خطبة الجمعة، عندما دوت الطلقات الأولى خارج المسجد.    
  • الشخص الأول الذي رآه مصابا فلسطيني الجنسية. وهو حائز على إجازة في الهندسة، لكنه يكسب رزقه من سيارة أجرة، مثله، في أكبر مدينة في الجزيرة الجنوبية.    
  • يتذكر أبابورا وهو يشير إلى المكان “لقد ذهب لرؤية ما كان يحدث عندما رأى مطلق النار. وعندما بدأ يركض، أطلق عليه النار في مكان ما هنا”. وقال “رأيته يسقط”. وأضاف: عندها بدأ برينتون مذبحته، من خلال قتل المصلين العاجزين عن الدفاع أنفسهم، الواحد تلو الآخر.    
  • سارع أبابورا إلى رمي نفسه على الأرض، واختبأ تحت رف صُفت عليه نسخ القرآن. وقال “تظاهرت بأنني ميت”.        
  • تابع أبابورا “بدأ هذا الرجل بإطلاق النار عشوائيا، يسارا ويمينا، بصورة متواصلة. وقد أفرغ ممشطه الأول، ثم استبدله ليبدأ من جديد. ثم أنهى الممشط الثاني ووضع ممشطا ثالثا، وبدأ من جديد بإطلاق النار مرة أخرى مثل إنسان آلي، في الغرفة الأخرى أيضا”.   
  • أبابورا تابع “كنت أنتظر دوري وأقول: الرصاصة المقبلة هي لي، ولم يكن أمامي سوى الصلاة والتفكير في عائلتي”.   
  • لم ينته الكابوس برحيل مطلق النار عندما أفرغ ممشطه الرابع. ففي الدقائق الطويلة اللاحقة التي تلت، لم يجرؤ أي ناج على إصدار أي صوت. لكن الصمت كسرته صرخات الجرحى الذين لم يعودوا قادرين على كتم أوجاعهم. “كانت الدماء في كل مكان”، كما قال أبابورا.
  • أبابورا سمع صديقا يتوجه إليه بالكلام قائلا له إنه أصيب في ساقه. أراد مساعدته لكنه عجز عن ذلك بعد أن دوى الرصاص من جديد.
  • تمكن أبابورا بصعوبة من الخروج ليجد مصليا آخر – زميل ابنه البكر- على الأرض مصابا بجروح مروعة في الفك واليدين والظهر.
لم تعد نيوزيلندا آمنة
  • اكتشف أبابورا جثتين لامرأتين غارقتين في الدم. وقال “كانتا وصلتا للتو إلى المسجد. وعندما أنهى قتل جميع من كان في المسجد التقى بهما فأرداهما على الفور”.
  • ترك مطلق النار إلى جانب إحدى الجثتين أحد المماشط، الذي كانت محفورة عليه رموز نازية، كما قال أبورا. وأضاف “لقد كتب على أسلحته أسماء جميع الأماكن التي هوجم فيها المسلمون”.
  • على غرار معظم الناس، لم يتخيل أبابورا أبدا أن مثل هذه الكراهية ممكنة في كرايست تشيرش، في بلد يعتبر واحدا من أكثر البلدان أمانا في العالم، وخلص إلى القول “لم تعد نيوزيلندا آمنة”.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات