سعوديون يهاجمون رئيس مجلس الأمة الكويتي بعد إلقائه “صفقة القرن” في القمامة

شن مغردون سعوديون مقربون من السلطة هجوما واسعا ضد رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، على خلفية موقف الأخير من خطة السلام الأمريكية، المعروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن”.

وألقى الغانم بأوراق تحمل تفاصيل مشروع خطة السلام الأمريكية في سلة القمامة، خلال حديثه أمام جلسة للبرلمان العربي.

وقال الغانم إنه المكان الحقيقي للصفقة هو “مزبلة التاريخ”، ملقيا بالملف الذي كان يحمله في يده في سلة تحت قدميه.

واتهم السعوديون الغانم بمحاولة اصطناع موقف بطولي أمام الكاميرات، وقللوا من شأن موقفه، قائلين إن تلك المواقف لن تؤثر على الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بصحبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

 

في المقابل، رد آخرون قائلين إن هذا الموقف حتى لو كان رمزيا، فهو موقف مشرف، وأن الحكومة السعودية كان باستطاعتها القيام بموقف مشابه لو أرادت، إلا أنها اختارت تأييد الخطة الأمريكية والهجوم على رافضيها. كما شبه المغردون منتقدي مرزوق الغانم بأنهم “حزب الليكود العربي” وبأنه لا فارق بينهم وبين المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي.

وأعلن الاتحاد البرلماني العربي رفضه لخطة السلام الأمريكية، وقال البيان الختامي للاجتماع إن البرلمان العربي يرفض أيّ “تسوية غير عادلة للقضية الفلسطينية لا يقبل بها الفلسطينيون ولا تنص على حقوقهم التاريخية في قيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967”.

وتتضمن خطة السلام الأمريكية -التي رفضتها السلطة الفلسطينية وجميع فصائل المقاومة- إقامة دولة فلسطينية متناثرة الأطراف تربطها جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس المحتلة عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.

ويأتي الهجوم السعودي على رئيس مجلس الأمة الكويتي، رغم إعلان جامعة الدول العربية رفضها لخطة السلام الأمريكية.

وجاء في قرار مجلس الجامعة العربية أنه تم بالإجماع “رفض صفقة القرن الأميركية الإسرائيلية، باعتبار أنها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني، وتخالف مرجعيات عملية السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.

وشمل القرار أيضا بحسب البيان “تحذيرا من قيام إسرائيل بتنفيذ بنود الصفقة، متجاهلة قرارات الشرعية الدولية.. ودعوة المجتمع الدولي إلى التصدي لأي إجراءات تقوم بها حكومة الاحتلال على أرض الواقع”.

وأكد قرار وزراء الخارجية العرب “الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية.. في مواجهة هذه الصفقة وأي صفقة تقوض حقوق الشعب الفلسطيني”.

وأكدت الجامعة العربية على ضرورة أن يكون أساس عملية السلام هو حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وفي عام 2017، شن الغانم، هجوما حادا على رئيس الوفد الإسرائيلي في المؤتمر الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، وطالب بطرد الوفد الإسرائيلي من قاعة الاجتماعات، ووجه حديثه مخاطبًا الوفد الإسرائيلي: “عليك أيها المحتل الغاصب أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة بعد أن رأيت ردة فعل برلمانات العالم.”

وأضاف: “اخرج من القاعة إن كان لديك ذرة من كرامة.. يا محتل يا قتلة الأطفال… أقول للمحتل الغاصب، إن لم تستح فافعل ما شئت”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي