دبلوماسي إسرائيلي: السيسي شريكنا في مواجهة الحركات الإسلامية وتركيا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

في مقالٍ نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قال الدبلوماسي الإسرائيلي حاييم كورين إن تل أبيب والقاهرة تتفقان على أن إيران والحركات الإسلامية تمثلان تهديدًا استراتيجيًا. 

وأضاف كورين أن ثمة لغة مشتركة تجاه القضية الفلسطينية تجمع مصر وإسرائيل، فضلًا عن التقارب بينهما في مجال الطاقة، ويتبع ذلك تعاون على المستوى المدني. 

وأكد تميّز العلاقات بين اسرائيل ومصر والتعاون الأمني منذ حكم عبد الفتاح السيسي، وفي مركز هذا التعاون النظرة إلى إيران و”الإرهاب الإسلامي” على أنهما تهديد مشترك. 

على صعيد التعاون في إدارة الملف الفلسطيني، يرى كورين أن مصر تسعى إلى مصالحة فلسطينية داخلية، بغية التوصل إلى سلام مع الإسرائيليين، وفي السياق ذاته تعمل مصر على التوسط في العلاقة بين حماس وإسرائيل.

وتأسيسًا على هذا الدور، تحظى مصر باحترام دولي، وفي الوقت نفسه تسعى لخدمة مصالحها. من جهتها، تنظر إسرائيل للسلام مع مصر على أنه ثروة كبيرة ومهمة، وقد أثبتت العقود الأربعة الأخيرة أن هذه العلاقة قوية، رغم تغيرات ضاغطة شهدتها المنطقة.

ووفق كورين، فإن السلام بين الجانبين يوصف بـ “البارد”، نظرًا لعدم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الأمر الذي صعّب على إسرائيل مسألة التطبيع الكامل، لكن التعاون الأمني الاستراتيجي قلل من أهمية التطبيع الكامل. 

الرئيس الأمريكي دونالد ريغان يتوسط الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن في اتفاقات كامب ديفيد (أسوشيتد برس)

 

واعتبر الدبلوماسي الإسرائيلي أن العلاقة المصرية الاسرائيلية كنز لدول المنطقة السنية، وكذلك الولايات المتحدة والدول العظمى الأخرى، إذ تلعب مصر دورًا محوريًا بين إسرائيل والفلسطينيين، فضلًا عن أن محاولات التهدئة بين حماس وإسرائيل مرت عبر مصر ووساطة الأمم المتحدة ودعم مالي من قطر.

ويشير كورين إلى أن إسرائيل ومصر عملتا على تقليص الوجود الإيراني في المنطقة، وزيادة العقوبات الدولية عليها، كذلك العمل على تحديد نشاط تركيا في الشرق الأوسط من خلال بلورة تحالفات إقليمية، وعمل الجانبان ضد الارهاب كما أنهما نظرتا بالعين “الإيجابية” نفسها لدور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. 

ويأسف كورين على أن كل ما سبق من تعاون مصري إسرائيلي، لم يُكلّل باحتفال يليق به، ويرى أن أربعين عامًا على السلام تستحق حماسة أكبر بين الطرفين، مؤكدًا على أن اسرائيل عقدت عددًا من المؤتمرات والدراسات حول الموضوع، في حين لم يحدث شيء مماثل في مصر.

ويعرّج على عدم وجود سفير إسرائيلي في القاهرة؛ فيقول “أنهى السفير الاسرائيلي ديفيد جبرين مهمته عام 2019، ولأن تعيين السفيرة الجديدة يتطلب مصادقة الحكومة؛ فإنه لا يوجد سفير لإسرائيل في مصر حتى الآن”.

إلى جانب التعاون السياسي الاستراتيجي، يعد كورين عام 2019 متميزًا بالتعاون المصري الإسرائيلي في مجال الطاقة، وأن خطوات عدة اتخذت لتحسين وتقوية هذا التعاون، وأن القاهرة ستمكن إسرائيل من تشكيل مركز اقليمي لاستخراج الغاز الطبيعي في قبرص واليونان، وربما لبنان في المستقبل.

شهد سبتمبر/أيلول 2019، توقيع اتفاق تزويد مصر بالغاز، وعلى خلقية هذا الاتفاق، ستدفع مصر 500 مليون دولار لشركة الكهرباء المصرية بدل 1.76مليار دولار، والتي تحكمت بها شركة الكهرباء المصرية، على خلفية توقف مصر عن تزويدها بالغاز قبل سنوات عدة بعد الثورة المصرية، وأُزيلت كل العوائق من أجل تزويد مصر بالغاز الإسرائيلي منذ يناير/كانون الثاني 2019.

كل ذلك لم يكن لولا العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ورغم أن 2019 لم يشهد قفزات إضافية في قطاع الطاقة، لكنه شهد قفزات كبيرة جدا في قطاع السياحة؛ فمئات آلاف الاسرائيليين زاروا سيناء، ومنهم من زاروا القاهرة نفسها، كما ارتفع عدد الأقباط الذين زاروا إسرائيل إلى 7 آلاف قبطي، مقارنة بـ5 آلاف فقط عام 2015، دعك عن ترميم مصر لمواقع يهودية.

وانتهى كورين إلى أكثر من أربعة عقود على علاقات إسرائيل ومصر تدلّل على نهج استمرارية المصالح المشتركة، وأن هذه المصالح أساس السلام بين القاهرة وتل أبيب، وأن الواقع الإقليمي والدولي زاد حجم التعاون بين الطرفين منذ وصول عبد الفتاح السياسي للحكم. 

لكن يعيد الدبلوماسي الإسرائيلي التأكيد على أن تلك العلاقات لم تنجح في تحويل السلام إلى “حار” بدل أن يكون “باردًا” على الصعيد الشعبي، ولم يستسغ الشارع المصري حتى اللحظة فكرة التطبيع. تأسيسًا على هذا الاستنتاج، ينصح كورين تل أبيب بالعمل على خلق جسور تواصل مع الشعب المصري، خاصة جيل الشباب الذي يريد بدء انطلاقته في هذا العالم.

المصدر : هاآرتس