تشديدات أمنية في ولايات السودان لمواجهة الاحتجاجات

إجراءات أمنية مشددة في الخرطوم وولايات سودانية لمواجهة الاحتجاجات
إجراءات أمنية مشددة في الخرطوم وولايات سودانية لمواجهة الاحتجاجات

نظم طلاب في كلية الطب في جامعة القضارف، شرق السودان، بمشاركة أطباء في مستشفى القضارف الحكومي، وقفة احتجاجية داخل مبنى المستشفى.

وشهدت العاصمة الخرطوم وولايات سودانية انتشارا أمنيا لمواجهة الاحتجاجات ضد تردي الأحوال المعيشية، سقط فيها قتلى وجرحى. بينما أجرى، الخميس، مسؤولون مصريون لقاءات مع نظرائهم السودانيين.

ما الذي حدث؟
  • شهود عيان قالوا إن الطلاب تحركوا وهم يهتفون بإسقاط النظام من كلية الطب المجاورة، ودخلوا المستشفى وواصلوا ترديد هتافاتهم الاحتجاجية. وأضاف الشهود أن الشرطة فرضت طوقا أمنيا على المستشفى.
  • بيان للجنة أطباء السودان المركزية، قال إن عدد الجرحى في المظاهرات التي خرجت أمس الأربعاء، في العاصمة الخرطوم بلغ تسعة اشخاص، أحدهم في حالة خطرة.
  • البيان أشار إلى إن القوات الحكومية استخدمت الرصاص الحي في مواجهة متظاهرين بواسطة قناصة في مبان قريبة من الحشد.
  • قوات الأمن كانت قد فرقت آلاف المحتجين انطلقوا في مظاهرة باتجاه القصر الرئاسي في الخرطوم، لتقديم مذكرة تطالب برحيل الرئيس عمر البشير.
القوات الحكومية السودانية استخدمت الرصاص الحي في مواجهة متظاهرين

من جهتها اهتمت صحيفة ديلي تلغراف بالاحتجاجات التي يشهدها السودان، ونشرت تقريرا لرولاند أوليفانت، كبير مراسلي الشؤون الخارجية، يقول فيه إن أحد الأحزاب المشاركة بالحكومة السودانية طالب بإجراء تحقيقات في مقتل متظاهرين معارضين للحكومة، وسط ضغوط متزايدة على الرئيس السوداني، عمر البشير، للاستقالة.

أبرز ما جاء في التقرير:
  • التقرير: أبرز ما قاله إدريس سليمان، رئيس حزب المؤتمر الشعبي، في مؤتمر صحفي في الخرطوم: نطالب الحكومة ببدء التحقيق في مقتل المتظاهرين، ويجب محاسبة المسؤولين عن قتلهم.
  • تقرير الصحيفة قال إن القائد العسكري محمد حمدان دقلو، أحد قادة “الجنجويد” السابقين بدا مؤيدا للمتظاهرين، فقد ظهر في شريط مصور يوجه اللوم للحكومة في تفاقم الأوضاع الذي أدى إلى الاحتجاجات.
  • الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج وكندا أعربت في بيان عن قلقها من تقارير عن استخدام قوات الأمن الذخيرة الحية في التعامل مع المتظاهرين.
موقف الأحزاب السياسية:
  • أحزاب سياسية سودانية عدة دانت عدة قتل المتظاهرين واستعمال العنف ضدهم.
  • حزب المؤتمر الشعبي المشارك في الحكومة في السودان، والذي أسسه الراحل حسن الترابي، دان قتل المتظاهرين واستعمال العنف ضدهم. وأعلن الناطق الرسمي للحزب إدريس سليمان، وقوف الحزب مع المواطنين، على اعتبار أن التظاهر حق مشروع ودستوري، وطالب الحكومة بإجراء تحقيق في قتل المتظاهرين.
  • حزب المؤتمر الشعبي السوداني اعتبر المظاهرات التي شهدتها المدن السودانية مبررة. ونفى أي علاقة لإسرائيل أو عملاء لها بالمظاهرات، مشدداً على أنها شعبية.
  • المؤتمر الشعبي هاجم الحكومة واتهمها بسوء الإدارة والعجز، وعدم إحساسها بالمشاكل التي يعانيها الشعب السوداني، مطالباً الحكومة بالإسراع في حلها.
مسؤولون مصريون

  وصل، الخميس، وزير خارجية مصر سامح شكري ومدير مخابراتها عباس كامل إلى الخرطوم، في وقت أعلنت الشرطة السودانية مساء أمس عودة الهدوء إلى جميع الولايات.

ومع زيارة شكري برفقة رئيس المخابرات كامل إلى السودان، يرى مراقبون أنها ستتعلق بالشأن السوداني، وما يشهده المسرح السياسي من حراك جماهيري، ومعارضة سياسية شديدة للنظام القابض على السلطة منذ 30 عاماً بقيادة الرئيس عمر البشير.

وكان المحلل السياسي الدكتور حسن أبو طالب قد كتب في موقع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الأمر في السودان طرح آفاقا للتغيير الحتمي. إلا أن السؤال هو أي تغيير وكيف؟ وهل سيكون عبر حوار سياسي جاد تجتمع تحت مظلته كل القوى السياسية والمدنية، سواء من الحكم أو خارجه وصولا إلى خطة عمل شاملة تجنب السودان والسودانيين مصيرا فوضويا يحمل في طياته كل أنواع الشر والخبث والتقسيم وانفراط العقد؟ أم تتجه الأمور إلى صدام يتسع شيئا فشيئا ويتيح تدخلات خارجية كتلك التي نراها في سوريا وليبيا واليمن؟ الاحتمالان قائمان حتى اللحظة، الأول يتطلب نظرة عاقلة من الجميع تحرص على السودان دولة وشعبا، والثاني مرتبط بعناد يُلمح إليه البعض ويدفع إلى المجهول.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات