بلومبيرغ: إعلان الانفصاليين في جنوب اليمن الحكم الذاتي ضربة قوية للسعودية

مراسم التوقيع التي جرت في الرياض

قال مقال في موقع بلومبيرغ إن إعلان الانفصاليين في جنوب اليمن الحكم الذاتي وجه ضربة قوية لجهود السعودية لوضع حد للحرب المدمرة التي غذت نارها في اليمن.

وأضاف المقال أن الهدف من اتفاق تقاسم السلطة، الذي تم توقيعه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بين إدارة الرئيس عبد ربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الانفصالي الذي تدعمه الإمارات، كان المصالحة بين من كانوا حلفاء في وجه جماعة الحوثي التي تدعمها إيران وتسيطر على أغلب الأراضي اليمنية.

ويقول المقال إن تنفيذ الاتفاق تعثر مع اندلاع أعمال عدائية في يناير/ كانون الثاني، مشيرا إلى أن إعلان الحكم الذاتي يعني احتمال إطالة الحرب الأهلية التي امتدت لخمس سنوات مع الحوثيين.

ويعتبر اليمن ذو أهمية استراتيجية لأنه يقع على ممر مائي يربط البحر الأحمر بخليج عدن وهو ما يمثل طريقا لأغلب نفط العالم.

وقال المقال إن الهدف من تدخل السعودية في مارس/ آذار 2015، كان الإعادة السريعة لسلطة الرئيس هادي بعد أن استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء. لكن القتال استمر وخلق أكبر أزمة إنسانية في العالم وخلف آلاف القتلى وملايين الجوعى والمشردين.

ونقل المقال عن غراهام غريفيث من مجموعة “كونترول ريسكس” المحدودة للاستشارات في دبي قوله “إن إعلان المجلس الانتقالي يمثل انتكاسة كبيرة لجهود السعودية للتوسط في المصالحة بين الانفصاليين والحكومة المعترف بها دوليا والتخفيف من حدة النزاع مع الحوثيين”.

وأضاف غريفيث: “إن منع إعلان المجلس الانتقالي من التسبب في الانهيار الكامل للاتفاقية سيتطلب قدرا أكبر من الالتزام من المملكة في الوقت الذي تحاول فيه التقليل من تدخلها في اليمن. إن عودة ظهور هذه الشقوق في الجنوب سيضر أيضا بالجهود المبذولة لتنظيم محادثات مع الحوثيين”.

وقال المقال إن خمسة أقاليم من بين أقاليم اليمن الجنوبية السبعة رفضت خطوة المجلس الانتقالي، لكن ذلك لم يؤثر عليها بشكل كبير. فلن تستطيع حكومة الرئيس هادي العودة إلى عدن، العاصمة المؤقتة، بدون موافقة المجلس الانتقالي الذي أزاحها في أغسطس/ آب الماضي ويتحكم الآن في المدينة الساحلية.

وأدانت الحكومة إعلان الانفصاليين ووصفته بأنه “انقلاب على الحكومة الشرعية”، وطالب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث كافة الفاعلين السياسيين “بالكف عن القيام بأي أفعال تصعيدية، وأن يضعوا مصلحة اليمنين أولا”.

وقالت الإمارات إن “الإحباط من التأخر في تطبيق الاتفاق لا يجب أن يكون سببا لتغيير الأوضاع من طرف واحد”.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش: “ثقتنا في حرص السعودية الشقيقة على تطبيق اتفاق الرياض مطلقة”.

وأعلن التحالف في اليمن بقيادة السعودية تمديد وقف إطلاق النار في اليمن لمدة شهر.

واتهم المجلس الانتقالي في بيان مساء السبت حكومة الرئيس هادي برفض دفع رواتب قواتها لعدة أشهر، وألقى باللوم عليها في تدهور الخدمات الأساسية.

وقال المقال إن الانفصاليين حولوا أسلحتهم ضد الحكومة عام 2018. وكان الهدف من اتفاق نوفمبر/ تشرين الثاني هو وقف حرب داخل حرب، ومنح الحكومة مصداقية أكبر في المفاوضات مع الحوثيين.

وأعلنت السعودية الأسبوع الماضي، تمديد وقف إطلاق النار الذي أعلنته في اليمن بداية أبريل/ نيسان الجاري لمدة شهر لإتاحة الفرصة أمام الجهود الدبلوماسية للمساعدة في احتواء وباء فيروس كورونا المستجد في اليمن، غير المجهز لمحاربة المرض.

المصدر : بلومبرغ