باحث: السودان يتحول إلى بيدق في مباراة شطرنج إقليمية

منذ 6 أبريل/ نيسان الماضي، يعتصم الآلاف أمام مقر قيادة الجيش السوداني بالخرطوم، للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين.

قال الباحث الأمريكي من أصل لبناني حسين إبيش إن الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في السودان أشعلت الخلاف الاستراتيجي بين تحالفين رئيسيين في الشرق الأوسط.

المحور الأول تقوده السعودية، بينما تتزعم تركيا المحور الثاني.

أبرز ما جاء في مقال إبيش الباحث بمعهد دول الخليج العربي في واشنطن بموقع وكالة بلومبرغ
  • المساعدات الطارئة التي تعهدت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتقديمها للسودان، بقيمة 3 مليارات دولار، كان من المتوقع أن تكون موضع ترحيب.
  • لكن الكثير من المحتجين السودانيين ليسوا سعداء بهذه المساعدات، وعبروا عن خشيتهم من أن تكون المساعدات محاولة من البلدين الخليجيين لتعطيل مسار العملية الثورية.
  • يشير المحتجون إلى أن هذين البلدين كانا قد سارعا لدعم الحكومة المصرية عقب الانقلاب الذي قاده الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي عام 2013، عندما كان وزيرا للدفاع، ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي.
  • من الواضح أن دول الخليج تسعى إلى استقرار الوضع في السودان، وهو أمر حاسم للأمن المصري، ومهم أيضا للحرب التي يقودها التحالف السعودي الإماراتي ضد جماعة الحوثي في اليمن.
  • لكن منتقدين يرون أن هذه الدول تعمل في السودان بدافع العداء للتغيير الديمقراطي وأن مساعداتها تهدف إلى دعم الطغمة الحاكمة الاستبدادية الجديدة بينما تؤكد السعودية والإمارات أنهما يسعيان فقط لمساعدة السودان.
  • الصراع على السودان أكثر تعقيدا من هذا، حيث يأتي وسط تنافس متزايد بين البلدين الخليجيين من جهة وتحالف إقليمي جديد تقوده تركيا وقطر أعلن دعمه للاحتجاجات الشعبية في العالم العربي.
  • السودان كان دائما ورقة مهمة في المنافسة بين التحالفات الإقليمية في الشرق الأوسط.
  • قبل ثورات الربيع العربي عام 2011، كان السودان مرتبطًا بشكل وثيق بجماعات إسلامية وإيران تحت عنوان “محور المقاومة” ضد إسرائيل والغرب والوضع العربي الراهن.
  • لكن خلال فترة الربيع العربي استطاعت السعوديون إبعاد الخرطوم عن إيران وضمها إلى تحالف سني واسع ضد إيران.
  • مع تراجع الحرب في سوريا خلال الشهور الماضية، وظهور تركيا زعيما لتحالف جديد، سعت تركيا وقطر إلى الفوز بدعم الرئيس السوداني عمر البشير عبر تقديم الدعم والاستثمارات للسودان.
  • كان من أهم هذه المساعي توقيع صفقة بقيمة 4 مليارات دولار في مارس/آذار 2018 لصالح قطر للمساعدة في تطوير ميناء سواكن السوداني على البحر الأحمر ومنح تركيا مركزا بحريا هناك.
  • عندما اندلعت الاحتجاجات في السودان في يناير/كانون الثاني توجه البشير إلى قطر لطلب الدعم المالي والدبلوماسي.
  • يبدو أن البشير كان يرغب في أن يلعب مع كلا الجانبين.
  • الاضطرابات في الخرطوم تمنح السعودية والولايات المتحدة فرصة لمنع السودان من التحالف مع تركيا.
  • يبدو أن الجنرالات السودانيين الذين يديرون البلاد الآن بعد الإطاحة بالبشير يتمتعون بعلاقات وثيقة مع الرياض، ولهذا فإنه فمن المحتمل أن تكون السعودية والإمارات قد تحركتا في محاولة لإبقاء أي حكومة سودانية جديدة في معسكرهم.
المصدر : الجزيرة مباشر + بلومبرغ